الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

المياومون حققوا "نصف انتصار" ونواب الأمة يجرحون "كفى"

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

التوجه نحو وسط بيروت تزامناً مع انعقاد جلسة مجلس النواب "مغامرة" تقتضي على المواطن أولاً اجادة لعبة "الطرق المتقاطعة". المواطنون لا يلدغون من الجحر نفسه مرتين، ومنهم من ألغوا زيارتهم إلى وسط بيروت وأخرون ركنوا سيارتهم خارج هذه البقعة وساروا إلى اعمالهم على الأقدام.


الجهة البحرية من ساحة النجمة هادئة. دخلنا إلى الساحة انكسر الهدوء مع اصوات مرافقي المسؤولين الذين انتظروا انتهاء الجلسة في المقاهي. صوت الموسيقى بدأ يعلو عند اقترابنا من مبنى اللعازارية. "ريحة أراضينا يا ريس" كلمات أغنية اراد منها المياومون اعطاء الصبغة الوطنية لتحركهم وابقاء شعلة الاضراب والاعتراض على قرارت الدولة داخل نفوس المتظاهرين. القوى الأمنية منتأهبة من جيش وقوى امن داخلي، ارتدوا الخوذ وحملوا العصي والدروع لمواجهة أي تحرك غير سلمي.
كميل الجميل مياوم يعمل في دائرة انطلياس للجباية قال لـ"النهار": "نريد حقوقنا، فبعد 20 سنة من حقنا المطالبة بتثبيتنا، ونريد اقرار القانون من دون تعديلات".
وقعنا بين مجموعة من نساء المياومين. هنا غضب أنسوي مستعد لفعل أي شيء مقابل تحقيق المطالب. وقالت ريتا مقلداية التي تعمل في خدمة الزبائن: "نحن هنا لأنو بدنا نرسي على بر، منذ 18 سنة ونطالب بتثبينا، ووصلنا إلى عمر يصعب من توظيفنا في شركات أخرى وشركات الخدمات يعملون على ضهرنا".
سألناهن ألم تتسببن بقطع الطرق؟ قاطعتنا كلارا رحيم التي تعمل في دائرة بعبدات للجباية وقالت: "نحن في بلد لا أحد يحترم أحد، لا الكبير ولا الصغير ومن دون تظاهر لن نصل إلى حقنا، وما بحك جلدك إلا ضفرك ، نحن لا نريد اذية الناس لكن سبق وجربنا الحكي ولم ينفع".
ما هي إلا دقائق ويصل صوت من بعيد ينادي "اسمعوني اسمعوني"... التفّ المياومون حول عضو لجنة العمال المياومين احمد شعيب الذي علا صوته شاكراً رئيس مجلس النواب نبيه بري ووصفه بـ"الرجل العظيم"، وهذا التوصيف جاء بعد أن اقدم بري على سحب القانون الجديد الذي يرفضه المياومون وأعاد طرح القانون القديم من دون تعديلات وشكل لجنة لدراسته. المياومون اعتبروا هذا الأمر انجازاً ونصراً لهم في انتظار اكماله مع اقرار القانون. كما لاقى النائب محمد قباني التحية من هؤلاء.
رئيس لجنة المياومين في مؤسسة الكهرباء لبنان مخول قال لـ"النهار": "في حال اقرت مناقشة الموضوع غداً أو بعده سنستمر بالاضراب أما اذا تم تأجيله إلى أيام لاحقة، سنعلق الاضراب ونعود في اليوم الذي سيناقش به".



"كفى" غاضبة



منظمة "كفى" كانت أكثر تنظيماً، ولم تعطهم القوى الأمنية الأهمية نفسها التي كانت مع المياومين، وذلك لسببين الأول مكان التجمع البعيد عن ساحة النجمة وكان في حديقة مبنى الأسكوا، ثانياً لأن المياومين في أي لحظةكادوا يتخذون قرار التصعيد وخروج الأمور عن سيطرة المنظمين. المنظمة لم تحشد الكثير من الداعمين لها، تعيد المسؤولة الإعلامية مايا العمار السبب إلى "توقيت الجلسة الذي يتزامن مع عمل الناشطين".
وهناك في حديقة الاسكوا وعلى العشب الأخضر افترش الناشطون صور النواب والمسؤولين وكتبوا بجانبهم "صوتولنا منصوتلكم"، وبجانبهم "قماش أبيض" يبصمون عليه باللون الأحمر. "كفى" كان لديها 3 خيارات أقر منها مجلس النواب الأول. وتقول العمار لـ"النهار": "كان امامنا 3 احتمالات إما اقرار القانون كما احيل من اللجان المشتركة من دون تعديلات، ويصبح بالنسبة لنا كأمر واقع ما يحتم علينا متابعة التحرك لادخال التعديلات عليه، الثاني كان يمكن أن يكون ايجابياً باقرار القانون مع التعديلات، والثالث باعادة القانون إلى اللجنة لمناقشته، فهناك 71 نائباً وقعوا عريضة تدعو إلى اقرار القانون مع تعديلاته، ويبدو أنهم خلفوا معنا".
في حديقة الأسكوا ما زالت خيمة أمهات المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، الغبار يلونها، وقماشها ممزق. تعبت من عدم السماع لها، ويبدو أن "كفى" ستنصب خيمة بجانبها بعدما خذل نواب الأمة اليوم ناشطيها.



[email protected]
twitter: @mohamad_nimer


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم