بين مقام الرئيس ميشال عون ومقام المواطن ميشال شمعون

ميشال عون هو رئيس الجمهورية اللبنانية، وميشال شمعون هو مواطن منتفض على السلطة في الجمهورية اللبنانية.

الرئيس ميشال عون مؤتمَن على تطبيق الدستور، والمواطن ميشال شمعون عليه احترام الدستور والقوانين.

المواطن ميشال شمعون أصدر فيديوًا تعرض فيه للرئيس ميشال عون.

الرئيس ميشال عون يريد معاقبة المواطن ميشال شمعون من خلال تطبيق القانون، الذي يمنع تحقير رئيس الجمهورية أو شتمه.

المواطن ميشال شمعون يريد تطبيق الدستور الذي يكفل حرية التعبير، ويرفض تطبيق القانون الذي يخالف الدستور، المؤتمَن على تطبيقه الرئيس ميشال عون.

الرئيس ميشال عون يعتبر شتم الشخص هو عدم احترام لمقامه، والمواطن ميشال شمعون يعتبر ان شتم الشخص هو بهدف مطالبته بإحترام مقامه والقيام بواجباته.

الرئيس ميشال عون يريد من المواطن ميشال شمعون توقيع تعهد امام القضاء بعدم التعرض لرئيس الجمهورية.

المواطن ميشال شمعون يوقّع بيده التعهد، لعل القضاء ينتبه الى ان لديه اصبعين معطوبتين برصاصة مطاطية أصابته عندما كان يتظاهر، فيعود ربما القضاء الى مسؤوليته الاولى في تطبيق العدالة وحماية مقام المواطن قبل مقام رئاسة الجمهورية.

المواطن ميشال شمعون صرح بعد اطلاق سراحه انه "مهما حصل، فسأنتقد من اريد، فنحن نعيش في جمهورية ديموقراطية".

الصراع بين المواطن ميشال شمعون والرئيس ميشال عون، مرشح اذاً للاستمرار، فيبدو ان المواطن ميشال شمعون لن يلتزم تعهده، طالما لم يلتزم الرئيس ميشال عون تعهده هو الآخر، بتطبيق الدستور وحمايته.

إلا اذا اعلن الرئيس ميشال عون للمواطن ميشال شمعون صراحة، انه لم يعد يعيش "في جمهورية ديموقراطية" كما يظن، بل في نظام بوليسي.

لكن عندها، لن يكون في إمكان الرئيس ميشال عون اتهام المواطن ميشال شمعون بالتعرض لمقام رئاسة الجمهورية، طالما لن يكون هناك جمهورية.

لن يستطيع الرئيس ميشال عون حماية مقامه، الا اذا حمى الجمهورية، التى تقوم اساسا على احترام مقام المواطن ميشال شمعون.