سعر الدولار في سوريا... ألف ضعف خلال أقل من قرن!

على الرغم من صمود الاقتصاد السوري في بداية سنوات الحرب بشكل مبهر، وُصف بالأسطوري، إلّا أنّه سرعان ما تدهور بشكل مأسوي خلال العامين الأخيرين، حيث وصل سعر الدولار بالليرة السورية إلى 3500 ليرة، وهو ما يقارب سعر الليرة اللبنانية في عصر انهيارها هي الأخرى، علماً أنّ الليرة السورية كانت تساوي 34 ليرة لبنانية عام 2011، عندما كان سعر الدولار في سوريا 46 ليرة سورية فقط، بينما كان يساوي في لبنان ما يقارب الـ 1500 ليرة لبنانية.

وبينما تتهاوى الليرة السورية بشكل سريع جداً، يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً تحمل عنوان العصر الذهبي لليرة السورية، حيث تشير إلى أنّ سعر الدولار في سوريا كان في عام 1954، لا يتجاوز الـ 4 ليرات، بينما تشير صور أخرى إلى أنّ هذا السعر لم يتغير كثيراً حتى أحداث الثمانينيات في سوريا، والتي رفعت سعر الدولار حينها إلى ما يقارب الـ 12 ليرة مع حلول عام 1986.

في الواقع بحسب بعض التقارير الاقتصادية المتاحة على شبكة الانترنت، فإنّ سعر الدولار في سوريا عام 1948، وهو العام الذي بدأ فيه العمل بالعملة السورية الرسمية لأول مرة، كان يساوي 2.2 ليرتين سوريتين فقط، ما يعني أنّ سعر الدولار في سوريا تجاوز الـ 1000 ضعف خلال أقل من 75 عاماً.

ولنفترض أنّ التقارير السابقة ليست صحيحة، فإنّنا نعرف أنّ سعر الدولار في سوريا بداية أحداث عام 2011 فيها، كان ثابتاً على 46 ليرة فقط، وهو ما يعني أنّ سني الحرب رفعت سعر الدولار في البلاد نحو 65 ضعفاً في أقل من 10 سنوات، بينما أصبحت الحكومة السورية عاجزة تماماً عن التحكم في هذا السعر، وذلك في ظل أخطاء ارتكبها الفريق الحكومي المعني بالاقتصاد، وصفها محللون اقتصاديون بالجرائم، إضافة إلى العقوبات الجائرة المفروضة من الولايات المتحدة الأميركية على الدولة السورية، والتي آخرها ما جاء في تطبيق قانون قيصر، الذي فُعّل في الأيام الأخيرة.