الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بعد إعلان طهران مقتل 230 شخصاً في الاحتجاجات... تخوّف من الإفلات من العقاب

المصدر: "أ ف ب"
بعد إعلان طهران مقتل 230 شخصاً في الاحتجاجات... تخوّف من الإفلات من العقاب
بعد إعلان طهران مقتل 230 شخصاً في الاحتجاجات... تخوّف من الإفلات من العقاب
A+ A-

بعد إقرار السلطات الإيرانية مطلع حزيران للمرة الأولى بمقتل المئات خلال الاضطرابات التي شهدتها البلاد في تشرين الثاني 2019، أبدت منظمات حقوقية مخاوف من أن تكون الحصيلة أكبر ومن إفلات المسؤولين عنها من العقاب.

ففي العام 2019، شهدت #إيران موجة احتجاجات سرعان ما تمدّدت إلى أكثر من مئة مدينة بعد الإعلان في 15 تشرين الثاني عن زيادة كبيرة ومفاجئة في أسعار الوقود. وتمكّنت قوات الأمن من إعادة فرض النظام بعد ثلاثة أيام في عملية وصفتها منظمة العفو الدولية بقمع "عديم الرحمة". وتعد التظاهرات التي نُظّمت حينها إحدى أشد الحركات الاحتجاجية منذ "التحرك الأخضر" الذي شهدته البلاد في العام 2009. وترافق قمع الحركة مع انقطاع شبه تام لشبكة الإنترنت التي تربط إيران ببقية دول العالم.

وقتل في الاضطرابات التي تخلّلتها الاحتجاجات 230 شخصا وفق حصيلة رسمية أولى نشرتها السلطات الإيرانية مطلع حزيران . ولم تكن السلطات أعلنت قبل ذلك أي حصيلة رسمية، مكتفية بالإقرار بمقتل بضعة أشخاص.

من جهتها، أحصت منظمة العفو في تقرير نشرته في أيار 304 قتلى بينهم 10 نساء و23 طفلا وآلاف الجرحى. وتوضح المنظمة أنها "تمكّنت من جمع معلومات ذات مصداقية حول أماكن سقوط القتلى والتواريخ والظروف". كما تقول إنه أمكن التعرّف على أسماء 239 ضحية، مضيفة أن 300 من أصل 304 ضحايا قتلوا برصاص قوات الأمن.

وفي كانون الأول اعتبر تقرير لجنة خبراء مستقلين تابعة لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن الحصيلة يمكن أن تتخطى 400 قتيل. وجاء في بيان لمنظمة العفو في 16 كانون الأول: "تُظهر لقطات فيديو، تم التحقق منها بواسطة فريق التحقق الرقمي التابع لمنظمة العفو الدولية، مدعومة بإفادات الشهود، قوات الأمن الإيرانية وهي تفتح النار على متظاهرين عزل لم يشكلوا أي خطر وشيك. ووقعت غالبية الوفيات التي سجلتها المنظمة نتيجة لإطلاق أعيرة نارية في الرأس والقلب والرقبة، وغيرها من الأعضاء الحيوية، التي تشير إلى أن قوات الأمن كانت تطلق النار بقصد القتل".

وتقول باحثة الشؤون الإيرانية في منظمة العفو رها بحريني لوكالة "فرانس برس": "نقدّر أن تكون الحصيلة الفعلية للقتلى أعلى بكثير من تلك التي أعلنتها" السلطات، مشيرة إلى أن النظام الإيراني "بعيد كل البعد عن قول الحقيقة". وتشدد الباحثة على أن السلطات لم تقدّم أي تفاصيل حول الحصيلة الرسمية ولم تعلن أسماء الضحايا أو أعمارهم أو حتى جنسهم. وتؤكد بحريني أن "هذا الإعلان عن الحصيلة هو استمرار لإنكار الحقيقة من قبل السلطات الإيرانية واستمرار لجهودها من أجل التهرّب من مسؤولياتها ومن وجه العدالة".

"إسكات" العائلات

وتواجه السلطات الإيرانية أوضاعا داخلية معقّدة: الاقتصاد يرزح تحت وطأة العقوبات الأميركية، والبلاد من أكثر الدول المتضررة من أزمة فيروس كورونا.

كذلك زعزعت كارثة إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية في 8 كانون الثاني في طهران ثقة الشعب بالحكومة، وهو ما أقر به الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وتندد منظمات حقوقية عدة خارج إيران بعدم فتح سلطات الجمهورية الإسلامية أي تحقيق بحق أي شرطي أو مسؤول بارز على خلفية قمع الحركة الاحتجاجية في العام 2019. وتقول المحامية الإيرانية شادي صدر مديرة منظمة "العدالة من أجل إيران" لوكالة فرانس برس إن السلطات بإعلانها حصيلة رسمية تبلغ 230 قتيلا "لم تقر بانتهاكها الحق في الحياة". وتضيف أن السلطات "من واجبها فتح تحقيق بكل حالة على حدة".

في كانون الأول 2019 وافق المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي على تدابير للتهدئة بإقراره تعويضات مالية لعائلات عدد من الضحايا الذين قتلوا في قمع الحركة الاحتجاجية. وتشير صدر إلى تقرير أصدره المجلس الأعلى للأمن القومي أعطى ثلاثة تصنيفات للقتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات وأعمال العنف: "مواطنون" لم يشاركوا في الاحتجاجات، أشخاص شاركوا في الاحتجاجات، ومثيرو شغب "مسلّحون". وجاء في تقرير لمنظمة "العدالة من أجل إيران" أن تقرير المجلس الأعلى للأمن القومي وبدلا من المطالبة بفتح تحقيق قضائي اعتبر أن القتل كان مشروعا "وحصر اهتمام السلطات بتصنيف الضحايا ضمن فئات". وتقول صدر إن "الحكومة أسكتت عائلات عدة بوسائل مختلفة"، بخاصة صرف التعويضات والابتزاز، عبر تهديد أقرباء القتلى بمنعهم من رؤية جثامين أحبائهم إلا بعد توقيع تعهّد بعدم الاحتجاج.

من جهته، يبدي هادي قائمي، المدير التنفيذي لـ"مركز حقوق الإنسان في إيران" ومقره نيويورك، صدمته لعدم التوصل إلى حد الآن إلى "سبب حصول إطلاق النار عندما بدأت الاضطرابات، ولماذا أعطيت أوامر إطلاق النار بغاية القتل في مختلف أنحاء البلاد". ويضيف: "لم يقل أحد من أين صدرت هذه الأوامر".

وحضّت منظمة العفو مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على فتح تحقيق لكشف ملابسات سقوط القتلى في تشرين الثاني 2019. وتؤكد الباحثة بحريني أن "الإفلات من العقاب متجذّر في إيران لدرجة أن أحدا لا يتوقّع إجراء تحقيقات قضائية فعلية على الصعيد الوطني في المستقبل القريب".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم