الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مصمِّم المجوهرات الفرنسي فيليب تورنير لـ"النهار": "بدأتُ بمزاولة المهنة لأسباب صحيّة"

المصدر: النهار
فاديا خزام الصليبي
مصمِّم المجوهرات الفرنسي فيليب تورنير لـ"النهار": "بدأتُ بمزاولة المهنة لأسباب صحيّة"
مصمِّم المجوهرات الفرنسي فيليب تورنير لـ"النهار": "بدأتُ بمزاولة المهنة لأسباب صحيّة"
A+ A-

لم يكن يتخيّل Philippe Tournaire إبن الضيعة الريفيّة الفرنسيّة البسيطة، أنّه سيصبح من أهم مصممي المجوهرات في العالم وهو الذي بدأ بالتصميم من دون أن يتعلم على يد أحد، ليملك التقنيّة المميّزة، وليسطع اسمه في ليون وباريس والصين والولايات المتحدة والشرق الأوسط، خاصة بعد مجموعته التي لاقت صدى في العالم والتي استوحاها من عواصم العالم.

التقته "النهار" في باريس، فكان هذا الحوار:

خريج معهد الإلكترونيات، تعلمت مهنة تصميم المجوهرات وحدك. أخبرنا عن هذه الرحلة غير العادية!

عندما  كنت صغيرًا جدًا، كنت شغوفًا بإنشاء أشياء: المجوهرات، وصناعة الساعات الميكانيكية... بدأت لأسباب صحية. كوني مصاباً بالربو، أدركت أنه عندما أركز على شيء ما، كنت أتنفس بشكل أفضل. قادم من قرية صغيرة للغاية حيث لم يكن هناك صائغ، لم أتخيّل أبداً أن أتمكن من مزاولة هذه المهنة. لذا ركزت على مهنة المستقبل وهي الإلكترونيات في الستينيات والسبعينيات. نجحت في الدبلوم وعملت في هذا المجال. لكن بالتوازي، كنت دائمًا أصنع المجوهرات والمنحوتات... إلى اليوم الذي كان فيه شغف المجوهرات أقوى من الإلكترونيات، وهنا تفرّعت طريقي. كان علي فعلاً أن أفعل ما أحبه، ما أشعر به.

لقد بدأتَ في قبو. كم من الوقت استمريت؟

إحدى عشرة سنة تقريباً. اضطررت إلى حفر القبو لأنني لم أستطع الوقوف فيه. هذا سمح لي بالحصول على مكاني بتكلفة منخفضة. حتى مع وجود عدد قليل من العملاء، أمكنني البقاء على قيد الحياة وكنت سعيداً بما فعلته. في عام 1984، قلت لنفسي إنه سيكون من الجيد أن يكون لديّ واجهة متجر بدلاً من العمل شفهيًا. قررت فتح متجر في مونبريسون. تم ذلك في ستة أشهر. بسرعة كبيرة، كان لدي الكثير من العمل. لذلك قمت بتدريب الناس لمساعدتي، وهو ما لم أتخيله من قبل. في عام 1988، عرضت في باريس وبلجيكا وألمانيا. بسرعة، أجريت العديد من المقالات الصحفية وساعدت في تطوير العملاء. هكذا فتحت المتجر في ليون، وكذلك في Place Vendôme و rue de Rennes في باريس.

لقد لاقت مجموعتك التي تمثل عواصم العالم، الشهرة، وهي لا شك جميلة ولكنها ضخمة؟ هل هذا هو أسلوبك بصورة عامة؟

عادةً أحب الأشكال الهندسية خصوصاً الخواتم التي تتنوّع بين مربعات ودوائر في الوسط ومثلثات، وهذا يعود إلى عشقي الكبير للتاريخ وللحضارات المتعددة. فبطبعي أنا حسّاس تجاه كل ما يتعلّق بالآثار الضخمة، وقد زرت الشرق الأوسط مراراً من أجل هذا الهدف.

إلى أي امرأة تتوجه في تصاميمك هذه؟

أنا أحاكي المرأة التي تحب المجوهرات، والتي تجدها ذات معنى وقيمة، ليس فقط مادياً بل أقصد أن تشعر بها معنوياً. ولهذا تلاحظين أنّ المرأة المثقفة تبحث دائماً  عن أشياء أكثر خصوصيّة، وعندما ترى قطعة مجوهرات تقول على الفور "هذه ملكي" حتى ولو كانت تراها للمرّة الأولى.


 قمت بزيارة دبي، كيف وجدت تجاوب المرأة الشرقية مع المجوهرات؟

على الرغم أنّ بيئة هذه المدينة من الصعب اختراقها، ولكن عند التعرّف إليها عن كثب، تجد مواطنيها رائعين، حتى أنّ تلاقي شعوب عدّة من العالم في هذه البقعة يضفي إليها تميّزاً خاصاً وتعدداً فريداً. للوهلة الأولى قد تبعث مجوهراتي الخوف لأنها مختلفة عمّا اعتادت عليه المرأة العربيّة، ولكنّ النساء المثقفات قادرات على فهمها والتعمق فيها، والمرأة الشرقية وصلت إلى هذا المستوى، وأنا شخصياً أفتخر أن يكون أسلوبي فريداً الى درجة يُعرف فيها بسرعة خصوصاً في ما يتعلّق بمزج الألوان الدافئة أو الباردة واستعمال الألماس الملوّن، وليس بالضرورة أن تكون الأحجار هي الأغلى ثمناً بل ما يهمني هو نوعيتها، فالمهم أن أشعر بها وأحبها.

أنت تجدد مجموعاتك باستمرار. كيف تفعل ذلك؟

الخلق مثل المرض. وبمجرد أن تضعي إصبعك عليه يتم تجديده باستمرار. عملت بمفردي لمدة عشر سنوات، في عزلة تامة. لقد بنيت أسلوبي دون قيود. وهكذا تمكنت حقًا من إنشاء مجوهرات لها هويتها. أنا لا أتطلع إلى القيام بمجموعة كل عام. مجوهراتي هي ببساطة تطور عملي منذ البداية. أشعر بأنني أقرب إلى الرسام من مصمم الأزياء.

أين تجد الإلهام؟

لطالما كنت شغوفًا بالفن والتاريخ والآثار. إنه مزيج من كل ذلك، من الفضول. أستمد إلهامي بشكل خاص من القرى القديمة. لطالما كنت مفتونًا بالهندسة المعمارية التي نجدها في توسكانا وبروفانس. ومن هنا جاءت مجموعات الهندسة المعمارية أو Marélie أو Essalois وهي اسم القلعة المحصنة في منطقتي. في كل الخواتم التي أصممها هناك مستويات وعواصم وقرى.

كيف تولد الجوهرة؟

تولد في رأسي. لدي صورة لما أريد. أحيانًا يبدأ أيضًا من حجر خاص إلى حد ما أريد أن أبني شيئًا ما حوله. أقوم برسم شيء غامض ثم أحلّل، أتراجع ثمّ أعود: هناك الكثير من التجربة والخطأ. العديد من الخواتم التي تبدو واضحة جدًا، حتى البسيطة منها، غالبًا ما تتطلب خمسة عشر أو عشرين ماكيت لكي أقوم بتحسينها لتحقيق التوازن المثالي.

كم يستلزمك وقتاً لخلق جوهرة؟

عندما يكون لديّ فكرتان جيدتان في السنة، يكون الأمر ضخمًا. ثم، من هذه الفكرة، يمكنني تبني 50 إبداعًا مختلفًا. قارنت عملي مع عمل الكاتب. لكل شخص نفس عدد الحروف الأبجدية. يمكن تجميعها بمليارات الطرق المختلفة: سيكتب البعض أشياء رقيقة وسامية والبعض الآخر نصوصًا غير مثيرة للاهتمام. لكن ذلك لا يأتي فجأة.

هل هناك علاقة بين أسلوب المجوهرات وروح الصائغ؟

بالطبع، العلاقة تولّد الأسلوب، من دون أن يرتبط بموضة معيّنة، فأنا أصنع ما أحب وأعطي كل ما لديّ من مكوّنات بداخلي لأقوم بالأفضل. فأنا على يقين بأنّ أي قطعة أعمل عليها بكل جوارحي، سأجد أحداً يفهمني ويحبها.

ما هي أكثر الأحجار التي تستعملها في عملك؟

 الألماس بألوانه المختلفة، كالأبيض والأزرق، والزفير بألوانه المتعددة كالأحمر والأصفر والأخضر، فألوان هذين الحجرين ترضيني، ومتانتهما أيضاً، لأنّ الجوهرة التي أصنعها منهما تبقى لوقت طويل جداً، فالمجوهرات صنعت لتبقى وليس لتكون موضة تتغيّر بين موسم وآخر، وأحاول عبر تصاميمي حماية الأحجار، كخاتم يتوسطه حجر الزفير ومحاط بأربعة أبراج من الألماس المرتفعة قليلاً لحمايته.

هل تقبل بتصميم طلبات خاصة؟

بالتأكيد، فهذا جزء من عملي، وأحياناً تكون أفكار الزبونة مبتكرة وأحياناً تقليديّة، والحوار هو الذي يوصلنا إلى نتيجة تلائم وتعجب الطرفين.





















الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم