الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هل يعود لاجئو عرسال الى بلدتاهم "الآمنة" التي سيطر عليها النظام؟

المصدر: خاص - "النهار"
A+ A-

منذ معركة القصير، وقبلها، ترافقت كل معركة عسكرية تُخاض على الحدود اللبنانية السورية، مع موجات نزوح للسوريين باتجاه الاراضي اللبنانية، الى عرسال تحديداً، الا ان المعركة الاخيرة التي حصلت في فليطا ورأس المعرّة انتهت بسيطرة الجيش السوري عليهما دون ان تؤدي الى نزوح اهالي البلدتين باتجاه عرسال، فما هو السبب؟


الدكتور قاسم زين الطبيب الذي ساهم في معالجة المصابين السوريين في معركة القصير وهو ناشط في الملف الانساني ويقيم حاليا في عرسال، قال لـ"النهار" ان "الطريق من منطقة يبرود اصبحت صعبة جداً وخاصة بعد سيطرة الجيش السوري على التلة التي تطل على الطريق الذي يربط فليطا بعرسال، ورغم وجود بعض الطرق الفرعية لكن المرور عبرها في غاية الصعوبة".
واشار الى ان "في عرسال عدداً كبيراً من اللاجئين الذين لا يجدون المأوى، وجزء كبير جداً منهم لا يزال في جرود عرسال الممتدة من جرود قارة الى منطقة القلمون، وهم يعانون بسبب القصف المستمر، وبسبب البرد".
ورأى زين ان "التفجير الذي طال الجيش اللبناني في جرود عرسال اخاف النازحين السوريين، اذ ان هناك اخباراً تناقلتها الناس حول قيام الجيش اللبناني باطلاق النار بعد الانفجار مما اودى بحياة ام وابنتها، وهذا امر اضافي ساهم في عدم توجه اللاجئين من فليطا ورأس المعرة الى عرسال". الا انه اكد ان "غالبية اهالي فليطا ورأس المعرة نزحوا بعد سقوط يبرود لقناعتهم ان البلدتين لن تصمدا كثيراً". واضاف زين ان "عدد النازحين السورين في عرسال وصل الى نحو مئة الف نازح بعد معارك يبرود، وهناك نقص بكل انواع المساعدات، وخاصة في المأوى".
وقال ان "المداهمة التي قام بها الجيش اليوم في احد المخيمات التابعة للاجئين السوريين استهدف حجز بعض السيارات من دون لوحات، خوفا من وصولها الى طرف يستخدمها في التفجير".
بدوره، قال نائب رئيس بلدية عرسال احمد فليطي ان النازحين الذن وصلوا من رأس المعرة او فليطا كانوا خارج بلدتيهما، "تركوا منازلهم وذهبوا الى الجرد مع بدء المعارك، ثم وصلوا الى عرسال، كما ان هناك العديد من النازحين لا يزالون يصلون الى عرسال من عسال الورد ورنكوس وغيرها من المدن والبلدات السورية".
واكد لـ"النهار" ان "عدد اللاجئين وصل الى مئة الف في عرسال وحدها مما ادى الى ازمة سكن كبيرة"، مضيفاً "للاسف ليس عند المعنيين اي خطة لمعالجة هذا الامر، لكننا قدمنا خطة متكاملة تؤكد على ضرورة اخراج النازحين السوريين من داخل بلدة عرسال، وانشاء مخيم لهم في احدى المناطق الواسعة في عرسال القريبة من الحدود ومن حواجز الجيش". وفي رأي فليطي، "يجب ان يعود اللاجئون الذين اصبحت بلداتهم آمنة اليها، كأهالي قارة وحتى لو كان النظام يسيطر عليها لكن لا يوجد فيها معارك، كما يجب ان يذهب البعض الى الداخل اللبناني مما يؤدي الى تخفيف العبء عن عرسال".


طرح فليطي عودة اللاجئين الى بلداتهم في المناطق الآمنة، يصطدم حتى الساعة بغموض موقف النظام من هذه العودة ربطاً برغبته بتكريس السيطرة على هذه البلدات، وبنظرته الى اللاجئين كحاضنة ديموغرافية للمعارضة المسلحة او حتى السياسية فقط، كما ان غالبية اللاجئين المعارضين للنظام ستحتاج وفق مصادر متابعة الى ضمانات قبل تفكيرها بالعودة بعدم تعرض المعارضين لافعال انتقامية بسبب موقفهم المعارض للنظام.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم