الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"الأنا" الترامبية

خليل عجمي
A+ A-

ربما بات الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسير مقولتين قد تنهيان حياته السياسية، الأولى: "لا أستطيع التنفس" التي لفظها جورج فلويد (أسمر البشرة) بينما كان الشرطي الأبيض، ديريك شوفين (44 عاماً) يضغط بركبته، وبكل ما أوتي من قوة على عنقه ليلفظ أنفاسه لاحقاً في سيارة الإسعاف، في طريقه إلى المستشفى. والثانية لقائد الشرطة في مدينة هيوستن في ولاية تكساس، آرت أسيفيدو عندما رد على دعوة ترامب حكام الولايات لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه التظاهرات في مختلف أنحاء البلاد قائلاً له: "إن لم يكن لديك شيء بنّاء لتقوله، فرجاء أبقِ فمك مغلقاً".

بدا واضحاً أن "العنجهية" التي يمارسها ترامب في تعاطيه مع القضايا والمشكلات الدولية والتي لا تهم المواطن الأميركي كثيراً، لا تصلح لمواجهة المشكلات داخل الولايات المتحدة. وجاءت أزمة كورونا وحادثة المواطن الأميركي من أصول إفريقية جورج فلويد لتضع سلوكية تعاطيه مع الأحداث قاب قوسين أو أدنى من تلاشي حلمه بولاية ثانية، وإسدال الستارة على إدارة شهدت بالمناسبة رقماً قياسياً من الإقالات في صفوف موظفيها جراء مزاجية رئيس قد يُكتب الكثير عن سياسته التي يندُر إيجاد أحد يتمكّن من ضبط إيقاعها.

بدافع الحشرية، تصفحّت محرّك "غوغل" بحثاً عن آراء خبراء لغة الجسد لدى الرئيس الأميركي، ليتبين أنه قلما تجد اثنين اتفقاعلى الرأي حوله.

كثيرون حاولوا البحث في تعابيره "الفوقية" عندما يبدي رأيه، آملين كشف تناقضات بين كلماته ولغة جسده، لكنهم لم يتمكنوا من إيجاد شيء. قيل فيه الكثير.. ولا يزال هناك على ما يبدو الكثير كي يُقال.. "استعلائي"، "إيماءات غير مألوفة ولغة جسدية قد تنفر منها أو تجذبك في آن وبالمعايير ذاتها". مستوىً عالٍ من "النرجسية" ما يعني أنه يؤمن حقاً بما يقوله، حيث يصوغ عبارات بما يتناغم ومعتقداته، وبانسجام تام مع نفسه لإعطاء الانطباع بأنه جدير بالثقة لاتخاذ القرار.

يقول البعض من هؤلاء الخبراء إنه "لا يمكنك الموافقة على أن ترامب رجل جماهيري، فأسلوبه يتسم بالمبالغة والسخرية،.. يريد أن يعطي انطباعاً بأنه منفتح، نزيه ومخلص، وفي الوقت نفسه إذا استاء، فغالباً ما يخفي تعابير وجهه بابتسامة باردة".

عنجهيته جعلته يشتاط غضباً عندما كشفت شبكة "سي. إن. إن" نقلاً عن مصدر أميركي مطلع، أن ترامب "القلق" اختبأ في القبو المحصن في البيت الأبيض خلال التظاهرات، ما أعطى انطباعاً بأنه بدا ضعيفاً، فقرر الظهور خارج المقر الرئاسي، والتواجد في باحة الاحتجاجات حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لإبعاد المتظاهرين السلميين من المنطقة المواجهة للبيت الأبيض، والتقاط صورة أمام كنيسة سانت جون القريبة.

وكانت مصادر كشفت أن ترامب وزوجته ميلانيا وابنهما بارون نقلوا إلى القبو المحصن في ظل الاحتجاجات خارج البيت الأبيض، مساء الجمعة الماضي. ولم يظهر ترامب الأحد وقضى معظم يوم الاثنين خلف أبواب مغلقة، ما أدى إلى قلق حتى في صفوف حلفائه جراء غيابه في لحظة أزمة وطنية.

وخرج ترامب مساء الاثنين سيراً على الأقدام وسط حراسة أمنية مشددة، من البيت الأبيض إلى كنيسة سانت جون، التي طالتها أعمال تخريب ليل الأحد ـ الاثنين، ووقف أمام الكنيسة لالتقاط الصور رافعاً الكتاب المقدس، قائلاً "لدينا دولة عظيمة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم