لماذا انتحرت سارة حجازي حيث كان باستطاعتها أن تعيش مثليتها؟

قَتَلت #سارة_حجازي نفسها في كندا، البلد الذي هاجرت اليه بعد أن سُجِنت في بلدها مصر لمدة ثلاثة اشهر، لأنها مثلية وتدافع عن حقوق المثليين.

لماذا انتحرت سارة في بلد يمكنها أن تعيش فيه مثليتها

بحرية؟ لماذا انتحرت بعد أن تحررت من ظلم المجتمع؟

لا اطرح السؤال بهدف معرفة اسباب الانتحار، بل من قلب حزين ومقهور على صبية في بداية عمرها، كان بوسعها أن تكمل حياتها بفرح في بلد يحترم الإنسان وحقوقه.

لا اعرف اذا كانت سارة تركت حبيبة في مصر، او اذا كانت تعاني مشكلات في كندا. ولا اعرف ما الذي حصل معها في السجن وبعده وقبل طلب اللجوء الى كندا.

ما اعرفه أن سارة امرإة مثلية، حُرِمت في بلدها من أن تحب إمرأة دون خجل او خوف، ودون أن تختبئ او تُضطهد او تُكفّر.

ما افترضه أن سارة عاشت في مصر صراعا مؤلما مع مشاعرها، وربما اعتبرت في لياليها المظلمة وفي الاوقات الصعبة، أن ما يشعر به جسدُها وما يستحوذ على كيانها، هو شعور شاذ خاطىء ومريض

ويجب أن يموت.

ما افترضه أن سارة ماتت في مصر بعد أن مات كيانُها،

فالمثلية والمثلي يعلّماننا من خلال معاناتهما، ما نجهله او نتجاهله نحن "الأسوياء"، وهو أنّ الجسد والروح واحد، والجنس والحب ينجبان بعضهما بعضا، ولا حياة لمن لا يستطيع الحب بحرية.

قالت في رسالتها الوداعية الى احبائها واصدقائها،

انها "حاولت النجاة"، لكن "العالم قاسٍ الى حدّ عظيم".

على الارجح ان سارة حجازي قُتلت في السجن في مصر، لكنها اختارت أن تدفُنَ جسدَها في كندا، في مكان آمن، لعله يشعر بشيء من الطمأنينة ولو تحت التراب، بدل ان يتعرض في الممات كما في الحياة، الى فتاوى الإقصاء والعزل.

في رسالة دعم الى صديقتها "ملك" المتحولة جنسيا، قالت لها سارة "أنّ الموتات الصغيرة هي التي تصنع منا إنسانا".

إنسان سارة هو إنسان شجاع، يحب أن يرغب ويرغب أن يحب، ويحاول على الدوام وحتى الموتة الأخيرة.