إرحلوا وخذوا معكم هذه الحكومة المملّة كفتاة مطيعة

تعبنا، سئمنا، ملَلنا...

أيها المعنيّ الجالس في موقع المسؤولية، كُفَّ عن اللهو بالبيانات والتصريحات والشعارات وارحل. لم نعد نحتمل. لم نعد نحتمل الشعارات الرّنانة واللّماعة عن ٩٧% إنجازات، كانت نتيجتها انهياراً اقتصاديّاً واجتماعيّاً كاملاً وشاملاً، ٦٥٠٠ ل.ل للدولار الواحد اليوم، والله أعلم غداً، تشكيلات قضائية على أساس المحاصصة، وتعيينات إدارية على أساس الزبائنية السياسية.

يا وزراء حكومة التحديات، إن كنتم فعلاً حريصين على لبنان كما تقولون، استقيلوا!

عاهدتنا هذه الحكومة بالاستقلالية، فإذا بها حكومة "حفلة تنكريّة"؛ يتقمّص فيها الوزراء زعماءهم ومن عيّنوهم. حكومة مستقلة يهدّد فيها البعض بسحب وزرائه، ويحدّد بعضٌ آخر الممنوع والممكن والمسموح. اتخذت الحكومة بعض القرارت التي سرعان ما عادت عنها، تنفيذاً للطاعة. ارتضت لنفسها أن تكون نكرة.

عاهدتمونا بالإصلاحات الجدية وأطلقتم على أنفسكم إسم حكومة الإنقاذ. فلم تستطع حتّى أن توقف عجلة الهدر عبر ضبط المعابر، أو قطاع الكهرباء.

بدل أن تُحاكِم حكومة التحديات الفاسدين، تكافئهم ببناء السدود وهدر المال العام.

عدوى الكورونا أهون من عدوى الفساد! مناصب "للأقربين بالمعروف" وتحويل معاشات إلى الخارج. محاصصة مستمرة في الزمان والمكان.

نصرخ من الجوع، فترتفع أسعار المواد الغذائية. نصرخ ضد الطائفية، فيقابلنا زعماء الطوائف بشعارات مذهبية وفتنويّة. نصرخ لنتعلّم، فتأخذون جامعة الوطن إلى شفير الهاوية. نصرخ ضد الفقر، فيزداد معدّل البطالة وعداد الدّين العام. فأين هي إنجازاتكم؟!

ارحلوا. ارحلوا يا زعماء الطوائف "قشّة لفّة"، مَن زعم عدم التهرّب من المسؤولية وتمسّك بالسلطة، ومَن زعم سماع صوت الشعب فركب موجة الثورة. ارحلوا يا زعماء الطوائف "قشة لفّة"، واتركوا لنا ما تبقى من لبنان الوطن الذي نعرفه. ضقنا ذرعاً من مزايداتكم الكاذبة.

لا يحمي شباب وشابات لبنان أحزاب سياسية طائفية، أيها المسؤول المذهبي، خذ مذهبيتك وارحل. لسنا بحاجة لكم. سرقتم أحلامنا وجنى عمر عائلاتنا بحجة حمايتنا. مِمَّن؟ من ماذا؟ أنتم الداء والعلّة والخطر.

ارحلوا وخذوا معكم رجال الدّين الذين يخبئونكم تحت عباءاتهم وعماماتهم.

ارحلوا جميعاً إلى مزبلة التّاريخ وخذوا معكم هذه الحكومة المملّة كفتاة مطيعة .