الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بعد فكّ الحجر... مخباط لـ"النهار" : نلامس الخط الأحمر اذا سجّلنا 200 إصابة في اليوم

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
بعد فكّ الحجر... مخباط لـ"النهار" : نلامس الخط الأحمر اذا سجّلنا 200 إصابة في اليوم
بعد فكّ الحجر... مخباط لـ"النهار" : نلامس الخط الأحمر اذا سجّلنا 200 إصابة في اليوم
A+ A-

عادت الحركة إلى طبيعتها، حركة المرور عادية بعد إلغاء المفرد-المجوز، المسابح تستقبل روادها، المطاعم والمراكز التجارية والنوادي الرياضية والأسواق جميعها فتحت أبوابها بعد إغلاق تام دام لأكثر من شهرين. التحديات كبيرة خصوصاً بعد إعادة فتح المطار رسمياً في الأول من تموز، تحريك العجلة الاقتصادية يُقابله مخاوف من قفزة غير متوقعة في عدّاد الإصابات بكورونا. نحن أمام امتحان صعب وحقيقي، فهل ينجح لبنان في السيطرة على الوباء أم أن الكارثة قادمة لا محالة؟!

لا يمكن إبقاء البلد مقفلاً، الناس اختنقت والاقتصاد يُحتضر، لم يعدّ بإمكان أحد التغاضي عن هذه الحقيقة، قرار فتح البلد جاء بقرار حكومي وفق 4 مراحل، الخوف ليس بفتح البلد، فلقد اتخذت دول كثيرة هذا القرار بالرغم من حدّة جائحة الكورونا على شعبها.

التحدي اليوم في من يراقب إلتزام الوافدين بعد فتح المطار كلياً، فما شهدته عودة العائدين من خروقات وعدم التزام ونقل عدوى إلى مجموعة كبيرة كما جرى في برجا ودوحة عرمون، لهو أكبر دليل على أنه لا يمكن التعويل على توقيع البعض على مجرد استمارة على أرض المطار.

لا يمكن تحميل المسؤولية للوافدين فقط، فما يحصل في الداخل يُشكّل أيضاً ثغرة واضحة في تعاطي البنانيين مع الوباء. وطالما أن هناك انقساماً واضحاً بين ملتزم بالإجراءات ومخالف، باعتبار الفيروس #كذبة و#مؤامرة سياسية، سندفع جميعنا ثمن هذا الاستهتار في حال لم تتخذ الدولة عقوبات قاسية بحق المخالفين والمسببين لانتشار العدوى في محيطهم. 

تحمل المرحلة الجديدة سيناريوات متعددة، فكيف يُقيم الاختصاصي في الأمراض الجرثومية البروفسور جاك مخباط المشهد اليوم، وهل هناك احتمال إقفال البلد بشكل تام من جديد؟

يُبدي مخباط تخوفه "من ارتفاع الإصابات، خصوصاً بعد مرحلة فتح المطار. وقد اعتبر الوافدون مؤخراً أنهم السبب الرئيسي في إدخال الإصابات والبؤر الجديدة إلى لبنان. لذلك ما من شك في أن مع زيادة التجوال وعودة الحياة إلى طبيعتها، سنشهد على زيادة في خطر انتقال العدوى. ولكن يبقى الأهم التزام الناس بالإرشادات الأساسية للوقاية، لأنه في حال لم يلتزم اللبنانيون بالحد الأدنى من الوقاية والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وتفادي التجمعات الكثيفة وغسل اليدين، فنحن قادمون على كارثة صحية واجتماعية. 

وفق مخباط: "طالما أنه لا سبيل سوى بفتح البلد والعودة إلى الحياة، علينا بالمقابل أن نلتزم بمبدأ الوقاية والبحث عن طريقة لخروج الناس والالتقاء ضمن الشروط والمعايير الصحية، وأن نستفيد من الدروس التي علمتنا إياها #كورونا". 

حتى اليوم، وبالرغم من حدوث عدوى داخلية لمجموعات نتيجة الاحتكاك بحالة مصابة، إلا أنها لا تُشكّل خطراً طالما أننا نعرف مصدر العدوى، ويبقى الخوف الأكبر من تسجيل إصابات مجهولة المصدر، والتي لم تظهر بعد في لبنان. هذا مؤشر إيجابي، ولكن علينا أن نبقى متيقظين أمام خطر هذه الأوبئة المتعددة لاسيما أننا بلد صغير. كما بدأنا نرى ترابطاً بين الأوبئة.

وعن احتمال انخفاص حدّية الفيروس والإصابات نتيجة الطقس؟ يقول مخباط: "لا علاقة للطقس بالإصابات، علينا أن ننتظر بعض الوقت (مدة زمينة معينة) بعد مرحلة فتح البلد والمطار، قبل أن نرى زيادة في الإصابات. السؤال اليوم؟ مدى قدرتنا على تحمل هذه الإصابات بالاستناد إلى قدراتنا وحدودنا الصحية؟

إذاً متى نفقد السيطرة، وما هو عدد الإصابات الذي سيدق ناقوس الخطر في لبنان؟

برأي مخباط أنه بناءً على "عدد غرف العناية القائقة في لبنان يمكنها حسب قدرتها تحمل حوالى 500 إلى 800 سرير ، وفي عملية حسابية لنفترض أن 10% من الأشخاص المصابين احتاجوا إلى العناية الفائقة، بإمكانهم استيعاب بين 3000 و5000 إصابة كحدّ أقصى. ولكن، لكي نكون مرتاحين، يُحكى عن قدرة تحمل 1000 اصابة كحدّ أقصى، ولكن سندقّ ناقوس الخطر عندما نُسجل 200 إصابة يومياً. وعندما نبلغ هذا المعدل اليومي في الإصابات، فنحن أمام قرار إقفال البلد من جديد بشكل تام". 

وشدّد على أن الفيروس "لا يمكن التعاطي معه باستهتار، كما لا يمكن التعامل معه بهلع وذعر. هذا الفيروس موجود ويُصيب الأشخاص، وبإمكانه أن يكون قاتلاً. الطريقة الوحيدة للوقاية منه تبقى بالتباعد الاجتماعي، وتفادي التجمعات الكثيفة، وعدم إحياء حفلات اجتماعية وسهرات وارتداء الكمامات. المصاب ينقل العدوى، حتى الذي لا يعاني من الأعراض يحمل خطر نقل العدوى ولو بنسبة أقل. علينا أن نعترف أن السوشيل ميديا "هلكتنا، الكل يحلل على ذوقه". كل المؤشرات تؤكد انتقال الفيروس من شخص إلى آخر حتى لو بنسب مختلفة. ( بين شخص يعاني أعراضاً وشخص لا تظهر عليه أعراض). 

هل يعتبر #كورونا من الفيروسات الخطيرة التي شهدها العالم؟ وفق مخباط: "هناك فيروسات أخرى أكثر شراسة وحدّية وخطورة من #كورونا. هذا الفيروس ينتقل بسرعة أكبر ويتمدد بصورة أسرع، ويعتبر من الفيروسات الأكثر انتشاراً، ولكن هناك فيروسات أخرى أكثر شراسة وخطورة ومنها إيبولا، الشيكونغونيا، نيبا... هذه الفيروسات ظهرت مؤخراً في عدة أماكن في العالم، ولكنها لم تنتشر خارج المنطقة الوبائية لظهورها (مرتبطة بحشرة أو حيوان في المنطقة)، إلا أنها تسببت بوفيات كثيرة. في حين انتشر #كورونا بسرعة أكبر وتأقلم بسرعة على الإنسان ونقل العدوى بين شخص وآخر.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم