الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

بصيص نور في زمن العتمة وأخبار سارّة في "السلّة"... مؤسسة المقدسي ترعى دوري الدرجة الأولى للرجال

المصدر: "النهار"
نمر جبر
بصيص نور في زمن العتمة وأخبار سارّة في "السلّة"... مؤسسة المقدسي ترعى دوري الدرجة الأولى للرجال
بصيص نور في زمن العتمة وأخبار سارّة في "السلّة"... مؤسسة المقدسي ترعى دوري الدرجة الأولى للرجال
A+ A-

يعيش القطاع الرياضي فترة صعبة وغير مسبوقة في تاريخه المعاصر، خصوصاً أنّ الأزمات التي تعصف به لا تقتصر على "كوفيد-19" والضرر الذي سبّبه نتيجة الشلل الذي فرضه قرار التعبئة العامة، بل إنّ معاناته تعود إلى الوضعين الاقتصادي والمالي اللذين يواجههما منذ سنوات، واللذين فاقما الأزمة وضاعفا مشاكلها وصعوباتها.

ومن داخل هذا النفق المظلم، ظهر بصيص أمل بأنّ الرياضة لم ولن تموت طالما هناك أشخاص يؤمنون بأنّها وسيلة ناجحة وناجعة لحماية المجتمع وأبعاد شبابه عن الموبقات وتجنيبه العديد من المشاكل.

وعندما تلتقي الإرادة مع العزيمة والإصرار، لا بد من أن تكون النتيجة مرضية. فرغم الصعوبات الكبيرة والظروف الصعبة ودقة المرحلة والمشاكل الحياتية الحرجة، لم يوفّر رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلّة ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي أكرم حلبي أيّ جهد في السعي للحفاظ على اللعبة وحمايتها وضمان استمرارها، فالتقت إرادته مع رغبة رئيس "مؤسسة طلال المقدسي الإنمائية والاجتماعية" الدكتور طلال المقدسي بضخّ الأوكسيجين في جسد كرة السلة من خلال رعاية دوري الدرجة الأولى للرجال وتحمّل تكاليفه. والخطوة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، إذ لطالما وقف المقدسي إلى جانب العديد من الرياضيين ودعم الكثير من الرياضات لا سيما كرة السلّة، كما سبق له أن ترأس نادي الحكمة بيروت. ورغم استقالته، وفى بكل التزاماته خلافاً لكثيرين تركوا خلفهم ديوناً وأعباء، علماً أنّ للمؤسسة نشاطات إنمائية واجتماعية في العديد من المناطق إلى جانب النشاط الرياضي.

وحدة حال

واعتبر الرئيس حلبي في اتصال لـ"النهار" أنّ خطوة المقدسي "الصديق والأخ أكثر من إيجابية"، وقال: "ليس غريباً ولا جديداً على المقدسي اتخاذ مثل هذه المبادرات الإيجابية ونحن نقدّرها ونحترمها وتجمعنا به وحدة حال". وأضاف: "لطالما دعم الرياضة ووقف إلى جانب كرة السلّة في مناسبات كثيرة".

كما كشف حلبي عن أخبار سارّة تتعلق بدوري الدرجة الثانية للرجال وبطولات الفئات العمرية سيتم الكشف عنها في الأسبوع المقبل، وتشبه ما تم الإعلان عنه لدوري الدرجة الأولى للرجال.

بناء المجتمع

بدوره، شدد المقدسي على أهمية القطاع الرياضي لإبعاد الشباب عن موبقات المجتمع، وقال: "دعمُنا يأتي انطلاقاً من إيماننا بأنّ الرياضة تساهم في شكل فعّال بإبعاد الشباب عن السياسة والطائفية والمذهبية وعن الأعمال المخلّة بالأمن وأفعال التكسير والتخريب للأملاك العامة والخاصة التي باتت تجتاح مؤخراً مجتمعنا". وأضاف: "الرياضة تساهم في خفض الفاتورة الصحية وتفعيل القطاع بطريقة صحيحة يساعد في بناء مجتمع صحي وسليم"، مؤكداً على أهمية كرة السلّة "اللعبة الواسعة الانتشار" في لبنان وضرورة الوقوف إلى جانب الاتحاد و"الصديق" أكرم حلبي لتجاوز هذه الأوضاع الصعبة.

عدم الاستسلام

ووضع عضو اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية ورئيس نادي هوبس، جاسم قانصوه، الخطوة في إطار "الإصرار على الاستمرار وعدم الاستسلام"، وقال: "تفتح كوة في الجدار خصوصاً أنّ المقدسي لطالما كان داعماً من دون مقابل". وأضاف: "التصدي للظروف الصعبة وللأوقات العصيبة تحتاج لرجال، وطلال المقدسي رجّال". كما أثنى على التعاون القائم بين رئيس الاتحاد أكرم حلبي والمقدسي والذي "سيصبّ في صالح اللعبة".

ووصف رئيس نادي بيروت فيرست كلوب، نديم حكيم، خطوة المقدسي "بالجريئة"، وقال: "تعطي بارقة أمل، ومَن يعرف المقدسي عن كثب لا يتفاجأ"، مضيفاً أنّه "علينا جميعاً أن نتساعد لتخفيف الأعباء الكثيرة".

بدوره، حيّا رئيس نادي المتحد طرابلس أحمد الصفدي الخطوة "التي تعطي دفعاً إيجابيّاً في ظل الظروف الصعبة"، وقال: "لا شك أنّ الصعوبات كبيرة جدّاً وقرار الصديق طلال المقدسي بتحمّل تكاليف الدوري جاء في الوقت المناسب ليخفف على النوادي جزءاً من المشاكل التي تواجهها والأعباء التي ترزح تحتها".

رغم التشاؤم السائد الذي يخيّم على مختلف الصعد، يبقى التمسّك بالأمل ضروريّاً وعدم الاستسلام واجباً. ولا شك أنّ الخطوة أبلغ ردّ على أصوات النشاز والحقد التي لا توفّر فرصة أو وسيلة لإخراج حقدها الدفين لحماية مصالحها الخاصة ولو على حساب اللعبة. وبدل أن يكتفي البعض بلعن الظلمة، فليبادر إلى إضاءة شمعة. وعلى قول المثل: "إسعَ يا عبدي لكي أسعى معك".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم