الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مناصرو "حزب الله" و"أمل" إلى جانب ناشطي الانتفاضة... رسائل ليلة الدولار

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
مناصرو "حزب الله" و"أمل" إلى جانب ناشطي الانتفاضة... رسائل ليلة الدولار
مناصرو "حزب الله" و"أمل" إلى جانب ناشطي الانتفاضة... رسائل ليلة الدولار
A+ A-

بالأمس، تفاجأ ناشطو الانتفاضة الذين نزلوا إلى الساحات في مختلف مناطق لبنان احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار ووصوله إلى أرقام خيالية، بمشاركة شبان خصوم لـ"ثورة 17 تشرين" في التحركات من رياض الصلح إلى الرينغ وصولاً إلى جل الديب، فقد شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجات تحت جسر المشرفية، إضافة إلى إحراق الإطارات المشتعلة أمام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في حارة حريك، الى تنظيم مناصري "حزب الله" و حركة "أمل" مسيرات سيّارة الى المصرف المركزي في الحمراء.

بين الاتّهام والنّفي

علامات استفهام عدة طرحها الثوار عن توقيت وأسباب مشاركة من كانوا معارضين للثورة، على الرغم من رفعها المطالب ذاتها منذ بداية انطلاقتها، وإن أُدخل عليها مطلب أحدث انقساماً بين الثوار، ألا وهو سلاح "حزب الله".

مشهد السبت الماضي حيث الاستنفار بين الثوار وشبان من خندق الغميق، ووقوف الجيش اللبناني والقوى الأمنية درعاً فاصلاً بينهما، انقلب في الأمس؛ وبعدما كان جسر الرينغ مسرحاً لخلاف منذ انطلاق ثورة 17 تشرين، فقد جمع  الطرفين، حيث توحدت الشعارات المطلبية بضرورة وضع حد للتدهور الاقتصادي وانفلات سعر صرف الدولار، إلا أن عدداً من الثوار واللبنانيين لم يصدقوا أن نزول الطرف المعارض لهم والمؤيد لأحزاب في السلطة، "بريء"، حيث وجهوا لهم إصبع الاتهام بأنه تم تحريكهم من قبل مرجعيتهم إما لإقالة رياض سلامة أو لدفع الحكومة إلى الاستقالة أو لتوجيه رسالة الى الأميركيين عبر الشارع.

مسؤول الإعلام المركزي في "حركة أمل" الدكتور رامي نجم ينفي هذه الفرضية، مؤكداً في حديث لـ"النهار" أن "الأزمة الاقتصادية والمالية وصلت الى حد لا يمكن السكوت عنه، وما حصل في الامس دليل على خوف كل اللبنانيين من تفلت سعر الدولار بشكل أكبر ومن خروج الامور عن السيطرة، ونحن نتشارك هذه المخاوف معهم على المستوى الشخصي وجميع المستويات". وفي رأيه، أن "مشهد الأمس ذكّر بمشهد 17 تشرين الاول حيث نزل كل اللبنانيين حينها للتعبير عن رفضهم للضريبة على الواتساب"، لافتاً الى أن "الحقيقة واضحة بأن الأزمة المعيشية والاقتصادية لا تقتصر على مواطنين دون غيرهم بل تطاول الجميع".

الشارع ليس ملكاً لأحد... ولكن

وعن نظرة الثوار لما حدث في الأمس، علّق المحامي والناشط السياسي واصف الحركة بالقول: "الشارع ليس ملكاً لأحد، والمواطنون جميعهم يعانون لأي طرف انتموا، وهم يقصدون الساحات للتعبير عن وجعهم، لكن الإشكالية تكمن في ما إن كان التعبير عن الوجع سيكون وفق ريموت كونترول، فإذا كان كذلك يعني أنه يخدم السلطة ويضر بهؤلاء المواطنين، من هنا أقول إن لعبة السلطة مكشوفة، حيث تستخدم الشارع ووجع الناس إما لتصفية حسابات داخل السلطة، أو لزيادة قيمة حصتها من السلطة، أو لإعادة ترتيب السلطة"، وأضاف: "سواء نزل هؤلاء الشبان بقرار أو من دونه، وسواء سيخرجون من الشارع بقرار أو من دونه، بالنسبة لنا المسار طويل، ويقوم على مواجهة بين الكتلة الحاكمة ومصالح الناس، وبالنسبة لنا ستنتصر في النهاية مصالح الناس، فهذه سيرورة كل الشعوب".

مطالب استراتيجية

"لا نزال نتمسك بشعار (لا حكومة من داخل هذه المنظومة)، نريد حكومة مستقلة وزراؤها غير فسادين وغير متورطين مع صلاحيات تشريعية"، قال الحركة مضيفاً: "هذه المرة نستطيع طرح أسماء أشخاص تقوم بالإنقاذ الاقتصادي بالدرجة الأولى في هذه المرحلة الانتقالية، وتعمل على استرداد المال المنهوب وهو موجود وواضح ويحتاج الى ثورة داخل القضاء، كما تبدأ التحضير لانتخابات نيابية بوقتها ضمن قانون انتخابي حقيقي، هذه المطالب الثلاثة هي مطالبنا الاستراتيجية"، لافتاً إلى أن "هناك من يحاول الاستفادة من الخطاب والشارع، هذه لعبة السلطة ولا تعنينا، فهي لديها ألعاب سلطوية ونحن لدينا مبدأ يقوم على مصالح الناس والفقراء".

ترحيب ضمن مطالب الثورة

إلى جل الديب، وصل محتجون ممن كانوا مناهضين للثورة على دراجتهم النارية، هاتفين: "سلمية سلمية، ما بدنا طائفية، إسلام ومسيحية"، لينقسم الثوار بين مؤيد ومعارض لتواجدهم. وبحسب ما قاله الناشط شربل القاعي لـ"النهار": "أنا لا أرفض مشاركتهم، فمن يسير خلف السلطة مواطنون لبنانيون جاعوا كما غيرهم من اللبنانيين، ومطالب الثورة معروفة، إذا أحبوا السير بها فأهلاً وسهلاً بهم، والمطالب هي: انتخابات نيابية مبكرة، رفض استمرار الدويلة داخل الدولة، أي نزع سلاح حزب الله، وقضاء مستقل، وأن نعيش بكرامة وليس بمزرعة"، وأضاف: "نقول لجمهور الحزب وحركة أمل إننا نرحب بهم لكن ضمن معطيات الثورة"، متسائلاً: "لماذا عندما ينزل جمهور حزب الله وحركة أمل الى الشارع لا يعترضنا الجيش ولا نرى ضربة كف؟! ففي الأمس انسحب بكل سلمية، ولم يتواجه مع الثوار، وأؤكد أن ثورتنا مستمرة حتى تحقيق كامل أهدافها".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم