الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل للمجتمع المدني طاولة حوار أيضاً؟

ألين فرح
A+ A-

في الذكرى الأولى لإنطلاقتها، دعت "طاولة حوار المجتمع المدني" الى لقاء عن "توحيد جهود المجتمع المدني" و"حملة إحياء النظام الديموقراطي"، الحادية عشرة قبل ظهر الاحد المقبل في 6 نيسان 2014 في قاعة جمعية الرسالة الإجتماعية – عاليه. للوهلة الأولى، يظنّ البعض ان المجتمع المدني أيضاً في حاجة الى طاولة حوار، وان لوثة الخلافات السياسية بدأت تطال مؤسسات المجتمع المدني وأنها أصبحت في حاجة الى البحث عن قواسم مشتركة بينها للتفاهم على كيفية مناصرة قضايا المواطنين المحقة. فما هي طاولة حوار المجتمع المدني؟ وكيف تعمل؟


طاولة الحوار هذه هي ملتقى للحوار حول دور المجتمع المدني الوطني - الإجتماعي بهدف توحيد الجهود لتأتي أكثر فاعلية وأوسع انتشاراً على كل الأراضي اللبنانية. وهي تضم 32 من مؤسسات المجتمع المدني والهيئات الأهلية إضافة إلى شخصيات ناشطة معتدلة ومستقلة تؤمن بالعمل الجماعي. اذاً مكوناتها ثلاث فئات: جمعيات أهلية ومؤسسات مدنية، شخصيات سياسية وأكاديمية، وأصدقاء للطاولة يشاركون في أنشطتها ويدعمونها.


الاستقلالية والاعتدال


السيدة حياة ارسلان، من ضمن طاولة الحوار كـ"حركة الولاء للوطن"، قالت لـ"النهار" ان طاولة حوار المجتمع المدني نشأت منذ سنة، اذ عملت على جمع مؤسسات المجتمع المدني لتضافر الجهود ولتكون كلمة مؤسسات المجتمع المدني أفعل واقوى ومطالبها وقضاياها لها وزن أكبر. "أما عن الآلية التي اتبعناها لنصل الى هدفنا فحاولنا في البدء جمع المؤسسات بمؤسسة واحدة، لكن البعض رأى انه لا يجب ان نذوب مع بعضنا وخصوصاً ان لكل جمعية تاريخها ونضالها. فأقرّ الرأي على ان تكون الجمعيات جزءاً من تجمع كبير فشكّلنا طاولة حوار المجتمع المدني، وفي الوقت عينه تحفظ كل واحدة خصوصيتها واستقلاليتها وحريتها ولا تناقض الحوار". اليوم أصبحت الطاولة تضم 32 جمعية، كما ان الإنتساب إلى طاولة حوار المجتمع المدني يؤهل المشاركة في نشاطاتها من مناصرة ومدافعة ومطالبة بالحقوق ومسؤولية المواطنة واقتراح الحلول والمعالجات من الإبقاء على هوية المؤسسة وحرية التحرك بما لا يتناقض وأهداف طاولة الحوار. علماً ان التنسيق موجود ايضاً مع جمعيات غير منضوية ضمن طاولة الحوار، "فنحمل قضاياها وندافع عنها طالما ان القضايا المطروحة هي قضايا المواطن"، وفق ارسلان.


ثمة تساؤل هل تكون مثل طاولة الحوار التي تجمع الاقطاب السياسيين؟ تؤكد ارسلان ان "طاولتنا للحوار لها انعكاساتها الايجابية. نحن نأخذ وقتنا في قبول الجمعية التي تريد الانضواء في طاولة الحوار، ليس انتقاصاً من اي جمعية، بل جميع الأعضاء يؤكدون حرصهم على عدم تضمين طاولة الحوار أي من الجهات المتطرفة. نختار بحذر وحق، وخصوصاً من تنطبق عليه مواصفات الاستقلالية والاعتدال، وخصوصاً ان هدفنا تضافر الجهود وتفعيلها ومناصرة كل القضايا التي تهمّ المواطن اللبناني".


تحركات مختلفة


ولطاولة الحوار تحركات عدة، أبرزها: اعلانها في 9 آذار 2013 يوم المرأة العالمي يوم حداد وطني رفضاً واحتجاجاً على واقع المرأة واعتبارها مواطن درجة ثانية. أثناء جلسة مجلس النواب في 31/5/2013 التي مدَّد المجلس فيها لنفسه وأجَّل الانتخابات 17 شهراً، نزلت هيئات "طاولة الحوار" الى الشارع تعبيراً عن غضب الناس واستنكاراً لهذا التدبير الذي ينزع عن الطبقة الحاكمة شرعيتها ويجعلها بحكم مغتصب السلطة. كما شاركت بالإحتجاجات على استمرار ولاية المجلس بفعل التمديد "لا شرعية لمجلس النواب الممدد له". كما ركّزت الطاولة على إعادة إحياء النظام الديموقراطي، بدءاً بالمطالبة بتأليف حكومة، تكون اولى مهامها اعداد قانون انتخاب عصري وعادل تجري الانتخابات على اساسه في اقرب وقت. كما تتولى "الطاولة" معالجة موضوع اللاجئين السوريين وتلتزم هموم المواطن وتوفر الامن وتكافح الفساد المتفشي في مختلف القطاعات.


في تشرين الثاني من العام الفائت، نظمت مسيرة كبيرة من مناطق مختلفة الى طرابلس تضامناً معها وتعبيراً عن ان لبنان جسم واحد. وفي مطلع هذه السنة كان تجمع امام متحف بيروت بعنوان: "يا عائلات لبنان، اتحدوا" لدرء الفتنة ورفض العنف، من اجل دعم السلم الاهلي والعيش المشترك، شارك فيه اهل ضحايا التفجيرات. والشهر الفائت عقد لقاء موسع في جبيل ضم حشداً من الناشطين في هيئات المجتمع المدني من المنطقة وخارجها، هدف الى توحيد الجهود في مؤازرة كل قضايا المجتمع المدني والانطلاق من جبيل الى كل مناطق لبنان كي تبدأ مسيرة التغيير.


[email protected]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم