الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

دمٌ يسيل في الانتخابات البلدية التركية وأردوغان لأنصاره: وجّهوا صفعة قوية للجواسيس والخونة!

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

اسفرت مشاجرات بين مرشحين اتراك لتولي منصب رئيس بلدية عن سقوط ثمانية قتلى اثناء الانتخابات المحلية في تركيا، كما ذكرت وكالة انباء دوغان.
وفي سلوان في محافظة حلوان (جنوب شرق)، وقعت مشادة اولى بين عدد من المرشحين في بلدة صغيرة ما اسفر عن سقوط ستة قتلى ونحو عشرة جرحى.
ووقعت مواجهة اخرى في محافظة هاتاي (جنوب) ما اسفر عن سقوط قتيلين وتسعة جرحة بالسلاح الابيض، كما اضاف المصدر نفسه.
وتتكرر مثل هذه المشاجرات اثناء الانتخابات في هذه البلدات الصغيرة، لكن حصيلة اليوم كبيرة. 


وتوجه الناخبون الاتراك الى مراكز الاقتراع للتصويت في هذه الانتخابات التي تحولت استفتاء على شعبية رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي يواجه معارضة في الشارع منذ اشهر واتهامات خطيرة بالفساد.


وبدأ 52,7 ملايين ناخب التصويت لاختيار رؤساء البلديات في مناطق شرق البلاد. 


ويفترض ان تعرف نتائج هذه الانتخابات البلدية مساء اليوم، بينما يدور جدل سياسي حاد منذ اسابيع بين مؤيدي اردوغان الذين يرون فيه مهندس التنمية الاقتصادية المدهشة، ومعارضيه الذين ينتقدون ميوله التسلطية والاسلامية.


وستحدد النتائج التي سيحققها حزبه "حزب العدالة والتنمية"، ومصير اكبر مدينتين في البلاد اسطنبول وانقرة استراتيجية اردوغان المقبلة الذي تنتهي ولايته الثالثة والاخيرة على رأس الحكومة في 2015.


ومنذ وقت مبكر من صباح الاحد، تدفق الاتراك على مراكز الاقتراع للتصويت.


وقال اكرم توتر (63 عاما) وهو يضع بطاقته في صندوق للاقتراع في احد مراكز التصويت في حي يلديز في انقرة الذي يعد من معاقل المعارضة: "آمل الا يصوت الناخبون لحكومة فاسدة. حان الوقت لفتح فصل جديد نظيف من تاريخ تركيا".


من جهتها، اكدت صحيفة يني شفق الموالية للسلطة ان "الامة ستقدم ردها" على "الايدي السوداء" التي تتآمر ضد نظامنا.


ومنذ اسابيع يدور جدل سياسي حاد بين مؤيدي اردوغان الذين يرون فيه مهندس التنمية الاقتصادية المدهشة، ومعارضيه الذين ينتقدون ميوله التسلطية والاسلامية.


ولخص اليوم الاخير من الحملة الانتخابية التي اتسمت بالعنف والحدة، هذه الانقسامات أمس. 


ودعا اردوغان المتمسك بخطابه الهجومي والاستفزازي، انصاره الى توجيه "صفعة قوية" لخصومه الذين وصفهم "بالجواسيس" و"الخونة" الذين يتآمرون عليه، في الانتخابات البلدية التي ستكون نتيجتها حاسمة لمستقبله على راس الدولة.


وهو يستهدف خصوصا جماعة الداعية فتح الله غولن الذي يقيم في الولايات المتحدة والمتهم باختراق الدولة وخصوصا الشرطة والقضاء وباطلاق اتهامات بالفساد تطال حكومة اردوغان على الانترنت.


وبلغت هذه الحرب بين الحليفين السابقين اوجها الخميس بعد تسريب تسجيل لمضمون اجتماع "سري للغاية" تحدث فيه اربعة مسؤولين كبار عن تدخل عسكري في سوريا في ذروة الحملة الانتخابية.


وردت الحكومة ورئيسها اللذان شعرا بالغضب من هذا التسريب، بعمليات اعتقال واجراءات استبدادية وخصوصا حجب موقعي التواصل الاجتماعي "يوتيوب" و"تويتر"، مما اثار انتقادات حادة.


وفي ختام حملته في اسطنبول التي يامل في ان يستعيدها من حزب العدالة والتنمية مع العاصمة انقرة، قال زعيم اكبر احزاب المعارضة، حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار اوغلو "لقد عرضوا الجمهورية للخطر (...) انهم يريدون التستر على الفساد ويريدون اخفاء السرقات التي اتهموا بها".


وبعد عشرة اشهر على الحركة الاحتجاجية الواسعة التي شهدتها تركيا الربيع الماضي، انتهز مئات الآلاف من الاشخاص هذا الشهر فرصة تشييع فتى اصيب بجروح قاتلة برصاص الشرطة، لينزلوا الى الشوارع من اجل المطالبة باستقالة "الديكتاتور" و"القاتل اردوغان".


ومنذ اتهامه في اطار فضيحة فساد واسعة في كانون الاول، يواجه اردوغان الاقتراع في وضع ضعيف لكنه ما زال يتمتع بقواعد متينة في قلب منطقة الاناضول الورعة والمتواضعة.


ويتوقع ان يبقى حزبه حزب العدالة والتنمية الذي فاز في كل الانتخابات منذ 2002، الحزب السياسي الاول في البلاد لكن باقل بكثير من الخمسين بالمئة التي حصل عليها في الانتخابات التشريعية في 2011.


والمنافسة تبدو حادة للفوز ببلديتي اسطنبول حيث يصوت 20 في المئة من الناخبين وانقرة اذ ان سقوط اي من المدينتين في ايدي المعارضة سيشكل صدمة.


وكرر اردوغان ان "من يفوز في اسطنبول يربح تركيا". وكان اردوغان في الماضي رئيسا لبلدية هذه المدينة التي يبلغ عدد سكاتها 15 مليون نسمة.


وقد يدفعه فوز كبير غير مرجح الى الترشح للانتخابات الرئاسية في آب المقبل التي ستجرى للمرة الاولى بالاقتراع العام المباشر. اما تقلص الفارق مع المعارضة فسيقنعه بالعمل على البقاء على رأس الحكومة في الانتخابات التشريعية في 2015 مع تعديل في النظام الداخلي لحزبه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم