الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

رحيل "المطران السيادي" يوسف بشارة

رحيل "المطران السيادي" يوسف بشارة
رحيل "المطران السيادي" يوسف بشارة
A+ A-

يصعب الحديث عن المطران الراحل يوسف بشارة في عجالة خبر رحيله عن 85 عاماً من دون التوقف ملياً عند علاقته العضوية الأكثر من لصيقة وموثوقة بل حميمة بالبطريرك الماروني التاريخي بل الايقوني مار نصرالله بطرس صفير. ابلغ دليل على العلاقة الوثقى التي ربطت الريفوني الكسرواني الذي غدا اسماً أسطورياً في الكنيسة والوطن المقيم والمغترب وابن زغرتا الذي حمل اثقال مهمات مفصلية في حقب تحول كبيرة كنسياً ووطنياً سبقت استقالته، ان البطريرك صفير اصطفى المطران يوسف بشارة لابرز المهمات الدقيقة والحساسة والمثيرة لجدل لم يتوقف لسنوات آنذاك، وهي انشاء "لقاء قرنة شهوان" وترؤسه في مرحلة ما بعد اطلاق نداء المطارنة الموارنة الأول في 20 أيلول 2000 الذي دخل التاريخ الاستقلالي الحديث للبنان من بوابته العريضة كمنطلق وضعته بكركي في عهد البطريرك صفير لاطلاق جذوة التحرر من الوصاية السورية.

كان لا بد آنذاك من تجمع علماني مدني مساند بقوة للنبض الاستقلالي الناهد الى التخلص من الوصاية السورية، فولد "لقاء قرنة شهوان" النسخة الأكثر تطوراً عن "الجبهة اللبنانية" برعاية مباشرة من بكركي وبرمزية تولاها بقوة شخصيته الدمثة والصلبة المطران بشارة. يشكل المطران الراحل نموذجاً مجسداً لصلابة القوة الهادئة والحازمة والدماثة وسعة الثقافة في آن واحد.

لم يكن "لقاء قرنة شهوان" الذي شهد على حقبة تاريخية في التأسيس للثورة الاستقلالية في 14 آذار 2005 تجربته الفذة الوحيدة، اذ سبقها حضوره الفعال والدؤوب في الاعداد الطويل والمدروس والمضني للسينودس من أجل لبنان الذي توج بالزيارة التاريخية التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني للبنان في أيار 1997. كما ان المطران بشارة لعب دوراً مماثلاً في الاعداد للمجمع الماروني ناهيك بمهماته المتعاقبة كنسياً.

يجسد المطران بشارة في مسيرته خصوصاً في العقود الثلاثة الأخيرة رمزية المراس الاستقلالي والسيادي العميق المتأصل لدى الكنيسة المارونية ويترك سيرة غنية للأجيال الكنسية كما المدنية التي تتتلاقى عند الصراع الدائم من أجل السيادة والاستقلال لهذا الوطن المتعب.   

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم