جولة لمرتضى في محافظة عكار: سنسعى لرفع الحرمان التاريخي عنها

بدأ وزير الزراعة والثقافة عباس مرتضى زيارته الأولى لمحافظة عكار يرافقه المدير العام للوزارة المهندس لويس لحود، في حضور النائبين طارق المرعبي ومصطفى علي حسين، وليد عوض ممثلا النائب اسعد درغام.

المحطة الاولى، كانت في مركز مصلحة الزراعة في منطقة العبدة - عكار، حيث كان في استقباله رئيس المصلحة طه المصطفى ومدير محطة الابحاث العلمية الزراعية في العبدة ميشال عيسى الخوري والموظفون والعاملون في المصلحة.

وقال مرتضى: "عندما نزور عكار يكون في بالنا دائما ما قاله سماحة الامام موسى الصدر عن عكار وضرورة الاهتمام بها، شانها شأن بعلبك الهرمل، وغيرها من المناطق المحرومة"، مضيفاً أنّه "سنسعى جاهدين ومتعاونين مع الجميع لرفع الحرمان التاريخي عن هذه المناطق، وسنشدد ضمن سياسة الامن الغذائي على ضرورة الاهتمام بعكار، ذلك ان لا امن غذائيا الا عبر الزراعة، وسنسعى لان تستيعد الزراعة سابق عهدها، وهي التي أهملت سابقا لصالح قطاعات اخرى للاسف".

واكد الوقوف "الى جانب عكار ومزارعيها وأهلها"، وقال: "غدا سنناقش الاستراتيجية الزراعية في اليونيسكو وهناك خطط توضع في هذا الاطار".

وأضاف: "اننا اليوم، نقوم بهذه الجولة لنقف على واقع الحال ونطلع على المعاناة وعلى المطالب المحقة، ونؤكد وقوفنا الدائم الى جانب اهلنا".

وعن خسائر مزارعي التفاح، أعلن مرتضى انه سينقل المطالب وغيرها الى طاولة مجلس الوزراء، مشيراً إلى أنّ الهيئة العليا للاغاثة تواكب وتعوض وفق الامكانيات، واننا بصدد العمل على طرح مشروع قانون لانشاء صندوق دعم للمزارعين على أمل ان يخفف عنهم بعض الاعباء ويؤمن مساعدتهم للعودة الى اراضيهم وزراعتها".

وبالنسبة الى الاثار والمواقع التراثية، قال: "نضع خطة لكل المحافظات لحماية الآثار من اي اعتداء، وسنعمل على انشاء مراكز ثقافية في كل المناطق. وهناك كما تعلمون من ضمن خطة سيدر 200 مليون دولار لدعم هذه المراكز والمكتبات الوطنية والمسارح، وعكار سيكون لها اولوية".

كما اشار الى انه سينقل الى مجلس الوزراء مطلب انشاء كليات زراعية في عكار".

المحطة التالية لمرتضى، كانت في محطة الأبحاث العلمية الزراعية، واستقبله مدير المحطة ميشال عيسى الخوري الذي شرح انشطة المحطة ومشاريعها. ثم كانت زيارة الى المدرسة الزراعية حيث التقى والوفد المرافق مديرة المدرسة اورور مخول وعددا من افراد الهيئة التعليمية.

وزار مرتضى والوفد المرافق دائرة الاوقاف الاسلامية بحضور النائب طارق المرعبي وكان في استقباله رئيس الدائرة الشيخ مالك جديدة ومنسق تيار المستقبل في عكار خالد طه، منسق تيار العزم في عكار هيثم عزالدين، مستشار الرئيس الحريري لشؤون عكار خالد الزعبي ومشايخ واعضاء الهيئة الادارية للدائرة.

المحطة الثالثة للوزير عباس مرتضى كانت في دار مطرانية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس في منطقة الشيخ طابا بحضور النائبين طارق المرعبي ومصطفى حسين، وكان في استقباله عند مدخل المطرانية راعي ابرشية عكار للروم الارثوذكس الميتروبوليت باسيليوس منصور وعدد من الكهنة.

وقد رحب الميتروبوليت منصور بمرتضى والنائبين المرعبي وحسين والحضور مثنياً على الدور الكبير الذي يضطلع به الوزير مرتضى في وزارتي الزراعة والثقافة اللتين لهما أهمية خاصة في هذا الزمن الصعب.

وقال منصور: "إننا نتطلع لان تاخذ الحكومة الامور نحو المعالجات الجدية وان تهيّئ لها التهيئة الحسنة لتؤتي ثمارها للنهوض بهذا البلد وتلبية احتيجاجات الناس، امر مطلوب من الحكومة أن تصوب الامور ونحن نسمع انكم تعملون لانقاذ البلد وان توقفوا الفساد والسرقات وايقاف صناديق الهدر، فلبنان قادر على النهوض".

وتابع: "انتم تتراسون بالخدمة والمتابعة والنزاهة اهم وزارتين الزراعة وهي القطاع الاقتصادي الاهم، والثقافة لترشيد الوعي وان تحسنوا الزراعة الثقافية في مجتمعاتنا وكي نبتعد عن الحياة الاستهلاكية"، مضيفاً: "بعهدتكم نتطلع الى واقع افضل في كلا الوزارتين ونحن بحاجة الى ثقافة رشيدة واعية وزراعة تؤمن الامن الغذائي لبلدنا".

وقال: "اننا مع دار الاوقاف ودار الافتاء وكل الشيوخ والاباء نعمل لان تكون عكار كما عهدناها واحة سلام، بلد الشمس والعطاء والحب والتاريخ والهوية.ونعمل معا لان يكون جو من السلام وتغزيز ثقافة المواطنة منتمون الى دين المحبة و الرحمة. نعم نحن مع المقاومة على الحدود في مواجهة العدو الاسرائيلي ،لكن لا نريد لاي سلاح ان يرفع في الداخل في وجه اي مواطن..وعلينا ان نعمل معا لحماية بلدنا".

كما لفت إلى "اننا نتطلع لان يبتعد شبابنا في كل مكان عن التصرفات الارتجالية وان يعوا اهمية لبنان وثقافته ودوره". ووجه تحياته لرئيس الجمهورية ولرئيس المجلس النيابي ولرئيس الحكومة، مثنياً على دور الجيش اللبناني والقوى الامنية في حماية الاستقرار والسلم الاهلي.

وقدم المطران منصور للوزير مرتضى هدية رمزية هي عبارة عن سبحة تحمل الارزة اللبنانية على كل حباتها.

بدوره، شكر مرتضى المطران منصور على الاستقبال ناقلاً تحيات الرئيس نبيه بري وأبدى سعادته بحضوره في دار مطرانية عكار "التي نعتبرها صرحا جامعا".وقال: نحن في عكار، جولتنا للوقوف الى جانب المزارعين ونعد الخطط رغم الظروف صعبة ونحتاج الى التعاون لانقاذ السفينة من الغرق. ولكي ينهض الاقتصاد نحن بحاجة لجهد كبير والامل موجود ونعول على دور رجال الدين الاساسي في جمع الكلمة في سبيل نهوض بلدنا .واننا الى جانب المزارعين في كل وقت.

ثم زار الوزير احد حقول البطاطا في منطقة العريضة الحدودية والتقى بعدد مم المزارعين مستمعا الى معاناتهم ومطالبهم ولا سيما لجهة دعم المزارعين والتعويض عليهم خسائرهم زالمساعدة بايجاد الاسواق لتسويق الانتاج.

وخلال الجولة، أكد مرتضى على"دعم المزارع وعلى اهمية حماية الانتاج اللبناني ودعم القطاع الزراعي خاصة في عكار وبعلبك -الهر مل وباقي المناطق اللبنانية".

كلام الوزير مرتضى أتى اثر مشاركته بجني محصول البطاطا في حقل حسين الرفاعي في بلدة العريضة الحدودية بمشاركة وحضور النائبين طارق المرعبي ومصطفى علي حسين ومدير عام الزراعة لويس لحود ورئيس مصلحة الزراعة في عكار طه المصطفى. وقد عمد مرتضى على قيادة الجرار الزراعي والمساهمة في جني البطاطا الى جانب المزارعين الذين طرحوا همومهم و جملة من المعاناة على كافة الصعد وارتفاع كلفة الانتاج وعدم توفير اسواق خارجية للتصدير ومؤكدين على اهمية حماية الانتاج المحلي ووقف التهريب والاستيراد في عز المواسم.