الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الازمة الاقتصادية في اليونان انعشت قطاع السينما

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

تلقي الازمة الاقتصادية التي تضرب اليونان بظلالها السلبية على سائر قطاعات البلاد، غير ان قطاعا واحدا يسجل ازدهارا تحت تأثيرها، وهو قطاع السينما الذي يشهد نهضة ويحصد جوائز السينما العالمية.


فالانكماش الاقتصادي الذي اصاب اليونان جعل عشرات الالاف من العائلات تفقد مداخيلها او منازلها، الامر الذي شكل مصدر الهام للسينمائيين اليونانيين لتناول المآسي الاجتماعية الراهنة في بلدهم.


في العام الماضي، فاز المخرج الكسندروس افراناس (36 سنة) بجائزة الاسد الذهبي في مهرجان البندقية كأفضل مخرج عن فيلم "ميس فيولنس" الذي يتناول موضوع سفاح القربى وانتحار طفل. ويروي الفيلم قصة عائلة متواضعة تحل عليها المأساة مع انتحار طفلتها ذات الاثني عشر عاما.


وسبق ان حصد هذا الفيلم العديد من الجوائز، منها جائزة افضل ممثل لتيميس بانو الذي يؤدي باتقان دورا فظيعا، هو دور جد يستغل حفيدته جنسيا.


وفي العام 2009، فاز فيلم "كانين" للمخرد يورغوس لانتيموس (41 سنة) بجائزة "نظرة ما" في مهرجان كان، ثم فاز بجائزة افضل فيلم اجنبي في حفل توزيع جوائز اوسكار، لاول مرة في تاريخ السينما اليونانية منذ ثلاثين عاما.


ويقول غريغوري كارانتيناكيس المدير العام لمركز السينما اليونانية، المؤسسة الحكومية المعنية بدعم السينما، ان "الازمة الاقتصادية وضعت اليونان تحت المجهر، وحركت الانتاج السينمائي".


وبالفعل، فقد انتشرت في العالم صور التظاهرات المعارضة لسياسة التقشف الحكومية، واثارت اهتمام العالم بما يجري في اليونان.


ويضيف غريغوري كارانتيناكيس "صار الناس مهتمين لمعرفة ماذا يجري في بلدنا".


وبعدما فاز المخرج يورغوس لانتيموس بجائزة افضل سيناريو عن فيلم "البس" في مهرجان البندقية عام 2011، ها هو يحتل الآن مكانه على الساحة الدولية مع اخراجه فيلم "لوبستر" باللغة الانكليزية مع كولين فاريل وراشيل ويسز.


ويقول الممثل اليوناني الاصل جورج كورافاس ان "الازمة شكلت عونا غير متوقع لقطاع السينما اذ جعلت اشخاصا موهوبين يلتقون معا واجبرتهم على التعاون"، مشيرا الى الامكانيات القليلة المستخدمة في الانتاج السينمائي، ولكن ذلك لم يحل دون تقدم السينما اليونانية في المهرجانات الدولية المرموقة.


ويرى غريغوري كارانتيناكيس ان الاضطرابات الاجتماعية كانت دائما مصدر الهام فني. ويؤيده المخرج الشاب يورغوس زويس قائلا انه في بلد تصل نسبة البطالة فيه الى 27 % وتطال 60 % من الشباب، "هناك الكثير من الامور التي لا تظهر على واجهة المشهد، والجيل الجديد من السينمائيين يشدد على ضرورة اثارة هذه الامور".


وسبق ان اخرج هذا الشاب افلاما قصيرة لاقت نجاحا وحصدت جوائز، وهو اليوم يهم باخراج فيلمه الطويل الاول.


لكن اذا كانت الازمة الاقتصادية القت بظلال ايجابية على المشهد السينمائي اليوناني، الا انها في الوقت نفسه جعلت من الانتاج وتأمين مصادر تمويل مهمة غير يسيرة.


ففي السابق، كان قطاع الانتاج السينمائي يعول على المساعدات الحكومية وبعض المصادر الاخرى، ولكن المساعدات الحكومية انحسرت بنسبة 35 %، ومبيعات تذاكر دور العرض انخفضت بنسبة 45 %.


وازاء هذا الواقع، وجد قطاع السينما نفسه مضطرا للاستقلال تمام عن الدعم الحكومي. وبعدما كان المخرجون يطلبون 300 الف الى 500 الف يورو لكل فيلم، باتوا اليوم يكتفون بمائة الف، وفق مصدر في قطاع الانتاج السينمائي طلب عدم الكشف عن اسمه.


ولم يؤثر هذا التخفيض في الميزانيات على جودة الأفلام، بل ساهم في غربلة المشاريع السينمائية بحيث لم يعد يجد طريقه الى التنفيذ سوى الفيلم الجدي المخول ان يجذب الجمهور في صالات العرض.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم