كهيْئةِ الطّيْرِ لَـفَّ الثَّوبَ وَالْتَحَفا
مُـسْتَسْلِمًا لِحَنـيـنِ الحُـلمِ ثُـمَّ غَـفَـا
ولاذَ بالدِّفْءِ أغْـفَى مِثـلَ قُـبَّـرَةٍ
هـناكَ، إلّا هُـتَافَ القـلـبِ ما أَلِـفَـا
تـَخَالـُهُ هُـدْهُـدًا مِـنْـقَـارُهُ شَـفَـقٌ
سَوَّى الغِوَايَةَ شَوْقًا وَالمُنى شَغَـفَـا
سُبَـاتُـهُ عَـبـْقَـرَيٌّ لَـيْسَ يُوْقِـظُهُ
إلّا أَنَـامِـلُ كَـفٍّ دَافِئٍ.... لُـطَـفَـا!!
أوْ جَـذْوَةٌ في شِفاهٍ شَفّهـَا ظَـمَأٌ
لَـوْ لامَسَتْهُ إلى رَمْضائِهَا انْعَـطَفَا
تَخَـالُـهُ سَاكِنًا إذْ لَا حِـرَاكَ بِـهِ
أَو رَاهِبًا نَاسِكًا في الدَّيْرِ مُـعْـتَكِفَا
لَكِنَّهُ آنَ يَسْري الشَّوقُ منتفِضٌ
وَيَــقْـشَعِـرُّ إذَا مَـا جِـنُّـهُ عَـصَـفَـا
يُنَاغِمُ الخَطْوَ مُـرْتَجًّا فـتحسَبُهُ
قَـلْـبًا طَـرِيًّـا إذا ناغَـمْـتَـهُ ارْتَجَفـا
وَلِلْـغِـوايَـةِ سِـرٌ في تَـكَوْكُـبهـا
في عَارِضَيْهِ فُـتُونًـا، لِلْهَوى كَنَفا
حينًا تَـراهُ تَـدلّى مِـنْ طَــرَاوَتِـهِ
كَأنَّهُ من ذُرى الفِرْدَوسِ قدْ قُـطِـفَـا
لَكِنَّهُ حِـيـنَما اسْتَشْرَتْ إثارَتُـهُ
وَاكْتَظَّ فيهِ حَـليبُ اللـوزِ حينَ صفَـا
لمْ يبقَ في الكَوْنِ شَيْطَانٌ وَلَا مَلَكٌ
إلَّا وَمَـدَّ شِـفَـاهَ الـشَّـوْقِ مُـرْتَـشِـفـا
* (كهيئة الطير) عبارة استعرتُها من الشاعر المرحوم حسين عسيلي