الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لماذا يُطلق على المصري لقب "فهلوي"؟

المصدر: "صيحات"
أشرف سلام
لماذا يُطلق على المصري لقب "فهلوي"؟
لماذا يُطلق على المصري لقب "فهلوي"؟
A+ A-

كثيراً ما يطلق على المصري لقب "فهلوي"، ويُقصد بها المهارة والبراعة والقيام بمهام متعددة، وأعمال مختلفة والتكيُّف مع الظروف والمتغيرات بشكل سريع.

ويرجع البعض أصل كلمة "فهلوي" إلى اللغة الفارسية القديمة، وأيّاً كان مصدرها فهي كلمة ارتبطت بالمصريّين سواء في إشارة إيجابية أو سلبية.

وانتشرت كلمة فهلوة خلال العقود الماضية للإشارة إلى التحايل وادعاء المهارة والفطنة وأداء الأعمال والحرف بدون معرفة تامة بها حتى يعرف الشخص بأنه فهلوي.

ويرجع انتشار الفهلوي الذي يستخدم دهاءه للانخراط بين المهرة والأذكياء إلى عدة أسباب نسرد لكم بعضها:

- انخفاض مستوى التعليم الفني في العقود الأخيرة؛ فبعد أن كان التعليم الفني والصناعي وتعليم الحرف المختلفة مزدهراً في مصر منذ إنشاء المدارس الفنية في عهد محمد علي باشا، تدنّى مستواه في العقود الأخيرة، ولم يعد قادراً على إخراج حرفيّين مهرة كما في السابق، وظل الرافد الأساسي لتعليم المهن الحرفية هو نقل الخبرات والحرف من شيوخ العمال إلى تلاميذهم، ليخرج بعضهم بحرفية عالية لا مثيل لها، ومنهم من تعلّم القليل من عدة حرف، ويعمل في عدة أشياء مثل النجارة والصناعات المختلفة والحرف المتعددة دون أن يجيدها بصورة تامة بحثاً عن الكسب السريع، وهنا يُطلق عليه "فهلوي".

- التجارة والاستيراد؛ اللذان أصبحا مجالين خصبين لكثيرين من أجل الكسب السريع، فكثيرون وجدوا أنفسهم ضائعين في سوق العمل دون تحقيق مكاسب وإتقان عمل يضمن لهم حياة مستقرة، ولكنهم يمتلكون بعضاً من المال ليجدوا أنفسهم يعملون في التجارة وأحياناً في استيراد بعض السلع دون معرفة مسبقة بقواعدها السليمة، وكل هدفهم تحقيق الربح بدون تقديم سلع وخدمات جيدة، وهؤلاء ممن يُطلق عليهم لقب "فهلوي".

- السفر إلى دول الخليج؛ حلم يراود كثيرين من المصريّين من أجل جمع المال، منذ أن أصبحت تلك الدول غنيّة اعتماداً على الاكتشافات البترولية.

وسافر كثير من المصريّين أصحاب الكفاءة والمهارة في مختلف المهن والحرف، إلا أن البعض قرر السفر والعمل في دول الخليج في حرف مختلفة لا يجيدونها. فتارة يعملون في تركيبات الكهرباء والسيراميك وأعمال الصيانة، وأحياناً في التجارة وغيرها من مناحي سوق العمل المختلفة، ليجد صاحب العمل أن "الفهلوي" لا يتقن عمله.

وبغض النظر عن الصورة السيئة للعامل الفهلوي، لا تزال هذه الكلمة تُطلق على أصحاب المهارة الفائقة والذكاء، والذين يقدمون عملهم على أكمل وجه متفوقين على كثير من أقرانهم في المهن المختلفة.




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم