الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

البطاقة التموينيّة كمّامة الجوع

المصدر: النهار
سعد نسيب عطاالله
البطاقة التموينيّة كمّامة الجوع
البطاقة التموينيّة كمّامة الجوع
A+ A-

أغرقَ فساد السلطة الحاكمة الشعب في دهليز الدولار الذي يزداد عمقاً يوماً بعد يوم، ويقطع أنفاسهم إلى حد الاختناق المعيشي، والصحي، والتربوي، وحتى الأمني.

تتذرع تلك السلطة، الطارئة على البلد، أن لا حول لها ولا قوة، في التوصل إلى حلول ناجعة، لردم هذا الدهليز المأسوي الذي حفره الذين توالوا على السلطة خلال الثلاثين سنة الماضية، كما لو أنهم لم يتولوا هم أنفسهم هذه السلطة الفاسدة والناهبة طوال تلك الفترة الزمنية.

لا أريد أن أكرر ما فعله، ولا يزالون، هؤلاء الزمر المافياوية، من إهمال مطلق، وغياب مشين، ووقاحة سافلة، لم تشهدها طغمة "دولة موز" أو وحوش "سلطة مارقة"، في تاريخ الأمم، على مر الزمن!

كيف يعقل أن ترمى الناس في آتون سعر صرف الدولار اليومي، في الوقت الذي يداهمهم وباء عالمي خبيث، تسبب في أقفال كل المؤسسات الخاصة، وأدى إلى صرفهم من العمل، وقطع أرزاقهم، وزاد من مآسيهم سرقةُ المصارف لمدخراتهم المتواضعة التي احتسبوها ضمانة للأيام السوداء التي كانوا يتوقعونها مع استمرار بقاء هؤلاء القتلة وأمراء الحرب في زمام السلطة والنفوذ والتسلط والتظلم.

تستمر هذه السلطة الغاشمة في إذلال الشعب باتخاذها قرارات همايونية عشوائية لإذلال الباحثين عن لقمة عيشهم وعيش عوائلهم الجائعة، حيث تقوم بإجبارهم على التزام الحجر المنزلي وحياة العزلة القاتلة، ثم تفرض غرامات مالية في حال عدم وضع كمامات عند خروجهم من المنزل، حتى تتقطع أنفاسهم بالكامل!

لا أظن أن القصد من وضع الكمامة هو لحماية الشعب الفقير من الوباء، إنما العيون هي على اصطياد الغرامات واقتسامها في ما بينهم. العيون على الغرامة وليست على الكمامة!

انقطعت أرزاق الناس وتقطّعت سبل بحثهم عن لقمة العيش الكريمة. بدأ الجوع غزواته على المنازل في كل الأحياء والقرى والبلدات والمدن، ويستمر إهمال السلطة الفاسدة في تقاسم مغانم المناصب والمشاريع وصفقات التهريب والتهرب الضريبي!

لا تزال أمام هذه السلطة المتسلطة فرصة واحدة لتبييض صفحة فسادها وإفسادها أمام هذا الشعب الذي يتشرب غضب الثورة، يوماً بعد يوم، في تأمين بطاقة تموينية غذائية، لكل الناس، دون استثناء، لأن الجوع ينبض في أمعائهم الخاوية!

إنها فرصة هذا الوباء السلطوي لتوفير "كمامة الجوع" قبل حصول الانفجار الشعبي الكبير الذي يلوح في الأفق المنظور!



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم