الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

علامات الحالة

سمير عطاالله
Bookmark
علامات الحالة
علامات الحالة
A+ A-
خبر صغير في صفحة عادية أحد أيام الاسبوع الماضي، يقول إن شركة "كوكا كولا" أغلقت كل أعمالها في لبنان ومضت. وبكل حس تجاري ظهرت على التلفزيونات حملة مبكرة، مستبقة حر الصيف واغراء الانتعاش، تروِّج لشركة "ببسي كولا". الأول كان اعلاناً حزيناً في جملة الافلاسات المتسارعة، والثاني بارداً، بلا منافسة. مجرد تذكير على طريقة الجمعيات العمومية.في كتابه "بار السان جورج" (1) يروي سعيد أبو الريش كيف "اجتاحت" زوجة مدير "الببسي" الاميركية بلجاجة العاصمة اللبنانية في المنافسة الطاحنة مع شركة "كولا". وكيف كان مديرو ثلاثة بنوك أميركية يديرون نصف ثروات العالم من لقاءاتهم في ذلك البار. وكيف غيرت بيروت تجارة السيارات في الشرق الأوسط العام 1958 من طريق غسان شاكر. وكيف كان بار الفندق الجميل يؤثر في الصراع على سياسات المنطقة ونفطها وتجاراتها ومؤامراتها.من بيروت، كان وكلاء البنوك الاميركية الكبرى الثلاثة، يحركون معدل الفائدة في نيويورك، بنصف نقطة. فأموال الخليج والعالم العربي كانت هنا، تتمتع بالأمان والازدهار، وموقع المدينة في قلب العالم، وحذاقة اللبنانيين في تسويق البان العصافير.إقفال "الكولا" في لبنان، وهي مشروب العامة وأرقاء الحال، دلالة على اقفال حزين آخر. جزء من الصورة القاتمة في افلاس المدينة وهرب الرساميل، بعكس صورتها الزاهية المزهوة في "الحقبة الجميلة"، التي كان يأتي فيها أثرياء أميركا ليوسِروا في سويسرا الشرق وجوهرة المتوسط.نحن بلد مفلِّس. قالها لنا البطريرك بشارة الراعي أمام القصر الجمهوري، فسارعوا الى اخفاء خوفه وصراحته، بدل ان نسارع الى معالجة المصيبة. وكنا يومها ندخل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم