الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مستقبل الرياضة بين الضبابية واستخلاص العبر

المصدر: "أ ف ب"
مستقبل الرياضة بين الضبابية واستخلاص العبر
مستقبل الرياضة بين الضبابية واستخلاص العبر
A+ A-

تواجه الرياضة العالمية التي تكافح للعودة تدريجياً إلى نشاطها الطبيعي مع بدء رفع القيود المفروضة بسبب فيروس #كورونا، تحديات غير مسبوقة وضبابية، في ظل عدم يقين لما سيبدو عليه المشهد بالنسبة للاعبين، أصحاب المصالح والرعاة في المستقبل.

وفرض "كوفيد-19" شللاً شبه كامل على الأحداث والمنافسات الرياضية حول العالم منذ منتصف آذار الفائت، ما أدى إلى تداعيات مالية قاسية على الأندية واللاعبين والهئيات وأصحاب المصالح.

ويرى المدير التسويقي السابق في اللجنة الأولمبية الدولية الإيرلندي مايكل باين أنه، على الرغم أن طريق الخروج من الأزمة "سيكون مؤلماً جداً"، الا ان الرياضة ستعود "بصحة أفضل وأقوى" من قبل.

وفي الوقت، الذي يحذر وجهٌ بارز في مجال الإعلان منظمي الأولمبياد وكأس أوروبا لكرة القدم اللذين أرجئا من العام الحالي إلى صيف 2021 أن إعادة تنظيمهما ستكون صعبة وحذرة، الا ان المدير التنفيذي السابق لفورمولا 1 البريطاني بيرني ايكلستون يرى ان المشجع العادي سيكون سعيداً بمجرد عودة المنافسات الرياضية.

بعيداً من بعض الاستثناءات، مثل كرة القدم في بيلاروسيا والسباقات في هونغ كونغ وأوستراليا، فإن فيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر من 355 ألف شخص، أوقف غالبية المنافسات حول العالم التي بدأت تعاود نشاطها تدريجياً في الأسابيع الأخيرة، فيما ينتظر البعض الآخر دوره.

ويقول باين، الذي أمضى قرابة عقدين من الزمن في اللجنة الدولية ويُنسب اليه دور بارز في الترويج لعلامتها التجارية وجذب الرعاة اليها، إن تلك الأزمة المفاجئة كشفت مدى عدم جهوزية عالم الرياضة.

وأشار في حديث مع وكالة "فرانس برس" أنه "أكانت اتحادات رياضية دولية، أندية كرة قدم أو فرق "فورمولا 1"، فإن غالبيتها كانت تعمل فوق إمكانياتها المادية".

وتابع: "عدد قليل فقط من الهيئات او الاتحادات كانت لديها أموال مخصصة ليوم أسود"، مضيفاً أن الازمة كانت بمثابة "أكبر جرس إنذار على الاطلاق".

ويشرح باين (62 عاماً) أنه لاستخلاص الدروس، يعود دوماً إلى أكبر أزمة واجهها شخصيا: فضيحة العام 1999 المتعلقة بأولمبياد سولت لايك سيتي الشتوي 2002 التي أدت الى استقالة وإقالة مسؤولين كبار في اللجنة المحلية المنظمة واللجنة الدولية بسبب فضائح رشاوة.

ويقول: "أخبرني كبار رجال الأعمال في ذلك الوقت أن مقياس القيادة هو كيف تستفيد من أزمة حاصلة، حتى تخرج منها بطريقة أقوى في النهاية".

وتابع: "كان الأمر مؤلماً جداً حينها، ولكن في نهاية المطاف أنظر إلى الوراء وأقول إن العديد من الأمور الايجابية نتجت عنها"، مؤكداً أن الرياضة بحاجة الى قيادة مماثلة الآن تتخذ قرارات صعبة وغير شعبية.

ويضيف:" ما كان غير مقبول سياسياً سابقاً، سيصبح ممكناً الآن ربما. ستكون الرياضة أكثر ليونة وأقوى".

ويؤكد باين أن على أندية كرة القدم التقليص من إنفاقها لأن الايرادات من بيع التذاكر: "ستستغرق بعض الوقت لتعود"، مضيفا أنه سيتطلب على القيَمين إجراء "هندسة مالية كبيرة لإدارة الأعمال".

التباعد

وفي حال أجازت السلطات المعنية تواجد الجماهير في الأحداث الرياضية العام المقبل، لا سيما خلال الالعاب الاولمبية وكأس أوروبا، فمن المرجح أن تفرض إجراءات التباعد الاجتماعي في المنشآت والملاعب.

ويعتبر مارتن سوريل الخبير البريطاني المخضرم في مجال الإعلان ومؤسس شركة "دبليو بي بي" الرائدة، أن الرياضة في سباق مع الوقت.

ويقول في حديث مع "فرانس برس": "أعتقد أن الأمر سيكون حذراً جداً (لمنظمي أولمبياد طوكيو)، لأن عليهم أن ينظموا الامور منذ الآن وإجراء التعديلات، وهو أمر معقد للغاية".

وتابع: "فلنسمه تباعداً جسدياً لأنه، من هذا المنطلق، ليس اجتماعياً أن تبتعد عن الاشخاص". الأمر ذاته بالنسبة لأورو عام 2021. هل سيكون المنظمون على حق في حال أقاموا البطولة خلف أبواب موصدة أو قلصوا عدد الجماهير في الملاعب؟".

ويرى تيرينس بيرنز، الذي ساهم منذ أن ترك منصب المدير التسويقي في اللجنة الأولمبية الدولية، في فوز خمس مدن بحق استضافة الالعاب الاولمبية، أن فرض قيود وإجراءات على المشجعين سيحرم الاحداث الرياضية الكبرى "جزءا من خصوصيتها ورونقها".

ومع ذلك، يبدو بيرنز متفائلاً بشأن مستقبل الرعاة لكنه يتوقع أن يكونوا أكثر دقة في اختيار مشاريعهم.

ويقول: "ستكون الرياضة دائما عنصرا رئيسيا في استراتيجية التسويق والترويج للعلامات التجارية نظرا لفعاليتها العاطفية".

وتابع "عطفا على ذلك، لا أتوقع تراجع عمل الرعاة عالميا، ولكنهم سيكونون حذرين أكثر من قبل وأكثر دقة في المكان الذي ينفقون فيه أموالهم"، مضيفا "أن ذلك يعني أن على الرياضة أن تعمل بجهد أكبر، وفي بعض الاحيان سيتحتم عليها أن تجدد نفسها، لجذب الرعاة كانت تضمنهم سابقا".

- عطش الجماهير -

أما ايكليستون العراب السابق لبطولة العالم لفورمولا 1، فيعتبر أن أمنيات الجماهير والمشجعين لن تكون معقدة.

ويقول في حديث مع "فرانس برس": "في الوقت الراهن، ما هي الاحاديث العائلية باستثناء فيروس كورونا؟ بالكاد تبعث بالارتياح وهو أمر تريد مناقشته، لكن الناس يناقشون كيفية تأثيره عليهم أو أفضل طريقة لتجنب الإصابة".

ويردف أنه في وقت "لا يملك أي منا فكرة" عن الأمور العلمية الخاصة بفيروس "كوفيد-19"، فإن "الناس تملك آراء عن الرياضة، عن فرقهم المفضلة ومن يرغبون في الفوز".

ويختم: "ما إن تعود (الرياضة)، ستشكل دفعة معنوية للناس".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم