الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

رئاسيات 2014 - سليمان فرنجيـه الحليف الأوثـق للنظـام السـوري عـلى خطى جدّه: علاقة نديّة مع عون و"بكركي ليست مكسر عصا" ورئيس قوي ولا"فيتو"

حبيب شلوق
A+ A-

لم يجد مَن كان يتابع السياسة اللبنانية غريباً، انغماس سليمان طوني فرنجيه في السياسة وهو لا يزال في السادسة والعشرين،فذاك كان قدر الزعامة العائلية بعد تمرس جدّه الرئيس سليمان فرنجيه في السياسة وبلوغ قمتها مع تبوئه سدة رئاسة الجمهورية، ومبايعته الزعامة بعد اغتيال والده الوزير والنائب طوني فرنجيه، فضلاً عن الدور السياسي والوطني الذي لعبه شقيق الجد حميد فرنجيه في التاريخ اللبناني. ومن هنا كان وزيراً في السادسة والعشرين ونائباً في السابعة والعشرين بموجب المرسوم 1307 الذي قضى بتعيين النواب في عهد الرئيس الياس الهراوي عام 1991، واليوم كل المعطيات تشير إلى أن نجله طوني سليمان فرنجيه سيخوض التجربة النيابية في السابعة والعشرين أيضا، وقد يكون أيضاً وأيضاً، على الأرجح،أصغر أعضاء المجلس سناً.


تعود الذاكرة إلى عام 1990عندما تحدث الجد سليمان فرنجيه في دردشة جانبية خلال حوار مع "النهار" (الأستاذ ميشال أبوجودة وحبيب شلوق) بإسهاب عن "سليمي" وكان في السادسة والعشرين و"كيف يتفاعل مع الناس ويجمع حوله الشباب ويهتم بقضايا منطقة زغرتا الزاوية الانمائية والاجتماعية "، ثم يبتسم الرئيس فرنجية بعدما يكون انشرح صدره وأضاء وجهه حبوراً ويقول: "عَ سلامتو ".


على خطى الجد
والنائب سليمان فرنجيه انطلق على خطى جده مقتنعاً بمبادئه، مؤمناً بإيمانه ثابتاً لا يتزحزح، وكما أنشأ الجد "تكتل الوسط" في أواخر الستينات مع الرئيسين كامل الأسعد وصائب سلام وربح مع "الحلف الثلاثي" الذي كان مؤلفاً من الرئيس كميل شمعون والعميد ريمون إده والشيخ بيار الجميل على عهد الشهابية، أنشأ الحفيد "التكتل الوطني المستقل" في 1996 وهو تكتل ضم 9 نواب من مختلف الطوائف، علماً أنه ترأس والرئيس عمر كرامي "لائحة الائتلاف الوطني" في انتخابات 23 آب 1992 وانتخب نائباً عن الشمال كمحافظة ودائرة انتخابية. وترافق في هذه الدورة الانتخابية وفي الدورة التي تلتها عام 1996 مع النائبة نايلة معوض متفاهمين "لتحييد زغرتا عن صراعاتنا"، قبل أن "تنكسر الجرة" مجدداً ويعود كل طرف إلى موقعه، مع الحفاظ لاحقاً على "شعرة معاوية" بين آل فرنجيه وآل معوض وتحديداً بين النائب سليمان ورئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض، على رغم المسافات البعيدة بين الخط المناوئ للنظام السوري من خلال "لقاء قرنة شهوان" و"قوى 14 آذار"، والخط "الصديق" لهذا النظام من خلال العلاقة التاريخية التي كانت تربط بين سليمان الجد وسليمان الجد، أي بين سليمان فرنجية وسليمان الأسد، ثم بين الرئيسين سليمان الجد وحافظ الأسد والعلاقة التي نسجاها خلال عهديهما في لبنان وسوريا، والشعار الشهير الذي أطلق في بداية السبعينات "سليمان وأبو سليمان (الأسد) عهد الحب والإيمان في سوريا ولبنان", واستمرت هذه العلاقة بين الرئيس بشار الأسد والنائب سليمان فرنجيه، أي بين الحفيد والحفيد.
وعلى رغم الانتكاسة التي حصلت بين سليمان الجد والرئيس حافظ الأسد في معركة الكورة بين قوات "المردة" وأحزاب "الحركة الوطنية" وفي مقدمها الحزب السوري القومي الاجتماعي وتدخل القوات السورية جهراً فيها وحسمها لمصلحة القومي في ما اعتبر "رسالة" موجهة إلى فرنجيه رداً على موقف معين، أو رسالة معينة، فإن الرئيس فرنجيه "غفر" ذلك بِكبر وتناسى المسألة لأسباب اعتبرها في مصلحة المنطقة، ومشى النائب سليمان على خطى الجد و"عفا" عمن اتهموا باغتيال والده، ورأى ما رآه مناسباً. واستمرت العلاقة التاريخية مع آل الأسد، لتنسحب على جيل الشباب، أي على العلاقة بين النائب سليمان وبشار الأسد نجل الرئيس حافظ الأسد، ثم بيــن النائب فرنجــيه والرئيس السوري بشار الأسد. وترسيخاً لهذه العلاقة أطلق فرنجيه إسم باسل على نجله الثاني، بعد النجل الأكبر الذي أطلق عليه طبعاً إسم طوني تيمناً بوالده النائب والوزير طوني فرنجيه.


صداقة يفتخر بها
والعلاقة مع سوريا أو مع آل الأسد كانت علناً والنائب فرنجيه يفتخر بها، حتى إذا ما سئل خلال مهرجان "رسوخ وشموخ" في إهدن يوم 23 كانون الثاني 2005 ما رده على اعتبار البعض أن تيار "المردة" الذي يترأسه "أداة لسوريا" في لبنان، رد "ان الموضوع بات سخيفاً. لقد أصبح الأمر مثل موضة ملابس انتهى عصرها وهم لا يزالون يرتدونها، فليغيّروا هذه الموضة(...). نحن مقتنعون بنشاط سياسي معين ولدينا توجه سياسي ورأي نمارسه". وأكد افتخاره بالصداقة مع سوريا "وإذا تم اكتشاف يد لسوريا في الاغتيالات التي حصلت في لبنان، فسأكون حزيناً".
وموقفه من سوريا انسحب على موقفه من الحوادث الدامية فيها، فإذا بسليمان فرنجيه إلى جانب بشار وهذا "موقف فروسية من شيم العائلة" كما يقول قريبون منه. في وقت يرى مناوئوه أن "جفاءه" للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير كان نتيجة العلاقة المميزة مع الرئيس السوري. ويقول عارفون ممن لم يوقفوا زيارات سوريا أمس واليوم أن "آلم ما آلم بشار الأسد هو الموقف الماروني بشخص البطريرك صفير".


"إذا كانت بكركي تبكي..."
ولا يتردد سليمان فرنجيه في تأكيد ثبات العلاقة مع بشار الأسد وفي تأكيد اقتناعاته الداعمة لتوجهاته و"حمايته" الأقليات، حتى إذا "انزعج" من توجهات كنيسته، نادى مناصروه "أنت البطرك يا سليمان" (2 شباط 2006)، ولكنه على ما بدا استهجن الكلام، كما اعتذر للبطريرك صفير عما قالــه رداً على لقائه وفداً من أمهات الشهداء. و قال:"عندنا بطرك واحد هو البطرك صفير، نتبعه دينياً، ولكننا في السياسة نعمل ما نراه الأفضل... وعلى الصعيد الشخصي نحبه بقدر ما يحبنا... وبكركي ليست مكسر عصا". وفي حين وصف بيان مجلس المطارنة الموارنة في 5 نيسان 2005 بانه "ورقة نعوة"، وسأل :" إذا كانت بكركي تبكي فلمن نشتكي ونبكي؟"
وإلى "سوء التفاهم"مع البطريرك الماروني كان سوء تفاهم واضح مع الرئيس رفيق الحريري وهو برز في أكثر من موقف خلال مهماته كوزير في حكومتين ترأسهما. ويحكى عن مواجهة بينهما في إحدى جلسات مجلس الوزراء وصلت إلى حد تخطى الحدود. ولكنه رأى أن الحريري "هو شهيد كل لبنان" رافضاً "أن يكون شهيداً لفريق"، ولكنه في الوقت نفسه أسف "لأن البعض يحاول أخذ طائفة عبد الناصر إلى الإتجاه الصهيوني الإسرائيلي (...) وليس "أوباش" آخر زمان مَن سيغيّر اقتناعنا".
والخلاف مع الحريري الأب انسحب خلافاً مع الإبن وزاد في حدة الخلاف بينما شكوى الرئيس سعد الحريري أمام قاضي التحقيق الأول في بيروت ضد النائب فرنجيه بجرم القدح والذم وأخبار كاذبة وإثارة "النعرات المذهبية" في حديثه إلى محطة ANB، وفيه "هل المطلوب أن يكون رئيس الجمهورية خاتماً في إصبع سعد الحريري؟" وأكد بعد زيارة للأمين العام لـ"حزب الله" في 5 تموز 2007 :" كرامتنا قبله ( الرئيس سعد الحريري) وقبل والده، وكل سلالته".
وهذا الموقف إضافة إلى الموقف من البطريرك صفير والنائب جنبلاط هو في رأي جهات معينة موقف سياسي يرتبط بسوء العلاقة بينهم وبين النظام السوري.
وبينما يحرص النائب فرنجيه على تحالفه مع "قوى 8 آذار"وهو يصف تحالفه مع الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله بـ " تحالف حقيقي وتحالف الإرادة الوطنية"، في وقت حكي عن ميثاق شرف بين السياسيين لوقف المهاترات، وقال في هذا المجال:"ميثاق الشرف يكون عند الناس الذين لديهم شرف، هناك البعض شرفهم غال عندهم كالسيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون والرئيس نبيه بري و(النائب) الشيخ بطرس حرب، ولكن أمثال (النائب) وليد جنبلاط وغيره لا شرف لديهم... لا تستطيعون أن تقيموا ميثاق شرف مع الذين لا شرف لهم" (11 تموز 2006).
وفي المواقف الوطنية التقى فرنجيه قائد "القوات اللبنانية " سمير جعجع في بكركي في إطار اجتماعات الحوار بين القيادات المسيحية بدعوة من البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وكان اللقاء إيجابياً وتخلله سلام وكلام بين فرنجيه وجعجع المتهم منه بالمشاركة في اغتيال والده النائب طوني فرنجيه و "عفا الله عما مضى... والموضوع انتهى".
أما علاقته مع العماد ميشال عون فكانت ممتازة وكان تحالف بين الاثنين في انتخابات 11 حزيران 2009، وأنشأ على أثره العماد عون تكتل "التغيير والإصلاح" المؤلف من 27 نائباً بينهم فرنجيه الذي شارك لمرة واحدة في اجتماعات الرابية مع عضوي كتلته النائبين سليم كرم وأسطفان الدويهي، ثم غاب عن هذه الاجتماعات إذ لا يمكن أن يكون للتيار رئيسان.


العلاقة مع سوريا
وفي موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية وصف فرنجيه في 30 آب 2007 الرئيس القوي بأنه "يمكن أن يعيد الهيبة إلى موقع الرئاسة"، وأن سلاح "حزب الله" لا يعالج إلا ببناء الثقة وبإنهاء الصراع اللبناني الإسرائيلي واستعادة الحقوق اللبنانية كاملة".
وسليمان فرنجيه أحد الرؤساء الأقوياء الذي "يعرف ماذا يريد" والزاهد بالنيابة والوزارة، والذي أعلن قبل عامين عزوفه عن الترشح لمصلحة إبنه الحائز إجازة في إدارة الاعمال من لندن، هو موضع ثناء من جهة وانتقاد من جهة أخرى. وفي وقت يجاهر بتحالفه مع الأسد إلى "اللاحدود" ويرى أنه تحالف جيد ومن قبيل العلاقات العائلية والثوابت وحرصاً على الوضع المسيحي المشرقي ولا يعرقل وصوله إلى الرئاسة، يرى مناوئون أن هذا التحالف في غير محله ويهدد بإبعاده عن الرئاسة، بل هو "يحرقه" كمرشح قوي لأن "نظام الأسد الأب والإبن جرّ على لبنان الويلات" وبالتالي لا يمكن أن يستمر ولو طالت المعارك في سوريا.
قبل أشهر التقى قادة الموارنة الأربعة "الأقوياء" كما تراهم بكركي الرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه والدكتور سمير جعجع في الصرح البطريركي وتشاوروا بدعوة من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في أوضاع المسيحيين وضرورة وقف الحملات المتبادلة، وكان اتفاق شابته خروق، أما النائب فرنجية فالتزم.
كل المجتمعين نادوا بضرورة انتخاب رئيس، والبطريرك مصر على ذلك، وسمع لسليمان موقف واضح أنه مع انتخاب رئيس، ولم يمانع انتخاب سمير جعجع... والمهم عدم حصول فراغ.
سليمان الملتزم و"حق سيدة زغرتا" يعرف ما يريد.


سليمان فرنجيه في سطور


- من مواليد زغرتا في 18 تشرين الأول 1964.
- والده النائب والوزير الراحل طوني فرنجيه، والدته فيرا قرداحي.
- متزوج من ريما قرقفي، وهو والد لشابين طوني (27 عاماً) وباسل (22 عاماً)، وفتاة فيرا (7 أعوام).
- جده الرئيس سليمان فرنجيه.
- عيّن وزير دولة في حكومة الرئيس عمر كرامي في 24 كانون الأول 1990 في عهد الرئيس الياس الهراوي، ثم نائباً بالتعيين في حزيران 1991.
- عيّن وزير دولة لشؤون الإسكان والشؤون البلدية في حكومة الرئيس رشيد الصلح في أيار 1992 أيام الرئيس الياس الهراوي،ووزيراً للصحة في حكومة الرئيس سليم الحص في عهد الرئيس إميل لحود 1998 ، ووزيراً للصحة في حكومة الرئيس رفيق الحريري أيام الرئيس لحود عام 2000 ، ووزيراً للداخلية في حكومة الرئيس عمر كرامي في عهد الرئيس لحود عام 2004.
- انتخب نائباً عن محافظة الشمال في انتخابات 1992 ، ثم في انتخابات عام 1996.


محطات


سليمان فرنجيه المشاكس


قاطع الوزير سليمان فرنجيه بعد تعيينه وزيراً للشؤون البلدية والقروية، جلسات مجلس الوزراء طوال ستة أشهر، ليعود إلى المشاركة في الجلسات بعد صدور قانون بإحداث وزارة أصيلة هي وزارة الداخلية والبلديات.


صداقة مع سوريا وإيران

في حديث إلى "النهار" في 30 آب 2007 قال فرنجيه :" أنا صديق لسوريا، وحديثا لدولة إيران، و"صار عنّا صداقات معن"و "كتّر خير الذي يدعمنا في مشروعنا السياسي، وفي أهدافنا التي تصب في مصلحة لبنان، وكل دولة أو طرف يدعمنا من دون قيد أو شرط كتّر خيرو".


فشل الاتفاق في انتخابات الشمال


اتصلنا بالقوات قبل انتخابات 2005 لنتناقش معها لتجنيب الشمال ما وصلنا اليه، واتصلنا ببيت الحريري، وثمة أشخاص من عندنا اتصلوا بجماعة الحريري فكان الاتفاق "خذوا أنتم زغرتا وادخلوا على اللائحة" ونحن كنا نقول "إن هذا المنطق خطأ، واقترحنا الجلوس إلى طاولة لتحديد تركيبة الشمال التي لا تضرب العيش المشترك ولا الانصهار الوطني ويأخذ كل شخص على حجمه ليبقى الشمال مرتاحاً(...). ولكن لم يتم الاتفاق".

شاب له مستقبل


أوردت السيدة سونيا فرنجيه الراسي في كتابها الأخير"وطني دائماً على حق" الذي صدر قبل نحو أسبوعين، أنه خلال رحلة صيد بين والدها الرئيس سليمان فرنجيه وسليمان الأسد ومعه ابنه حافظ، لفت الشاب الرئيس فرنجيه بذكائه فقال لوالده: "هذا الشاب له مستقبل". وتحققت نظرة الرئيس فرنجيه بوصول حافظ الأسد إلى الرئاسة السورية.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم