الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

نتنفّس من خوف الاختناق

المصدر: "النهار"
يولا كيروز
نتنفّس من خوف الاختناق
نتنفّس من خوف الاختناق
A+ A-

بتنا أحياء أموات، نسير كالطيف لا ندرك المصير، نخاف من هواء ونرتغش من نسيم

بتنا نعيش من قلة الموت، كما يصدر عن لسان الكثيرين

ونتنفّس من خوف الاختناق

نسير نحو مجهول لا يعرفنا، ونحن نجهله وبالرغم من ذلك نسير...

تدور بنا كرة الكون الصغير، ترمينا كدمية من السهل تقطيعها أشلاء

نئنّ بصمت من خوف الوجع الصارخ الرنّان، ينخر بنا ويزيد الثقب كنفق يُحفر ليصبّ في مزراب غربال سخرية الحياة والمصير،

ننظر للبعيد، ولا نرى سوى غيمة رمادية مكحّلة بالوحل والرماد

لم نعد نكحّل أعيننا كي لا يزيد السواد دنيانا فتقفل الشاشة وتعمينا.

نسمع ذخير الوجع، فعبثاً نغلق آذاننا ليتسرّب الصوت إلى رئات فاقت قدرتها على تحمّل الألم فانتفخت وأقفلت الباب.

ويا ليتنا نختار الصمت، إنما الكلمات ستخنق رقابنا والغصّة ستجعلنا أشلاء،

وإذا اخترنا الصراخ؛ ليس ثمة من يناجينا،

فكلٌ في عزلته، ينحب، ينوح، يتمزّق من الداخل والخارج وينتظر انفجار نيزك أو أعجوبة السماء.

بتنا مخلوقات غريبة، تفرّقنا أغشية ملوّنة ولا يربطنا سوى الوجع والخوف من ذاك المصير المجهول

والطيف العدوّ اللدود

نعيش في بلد غريب عنّا وبالألم يفرقنا يداوينا.

أما ساستنا فمجرّد أصنام، وعلى كوكب آخر يعيشون، عبثاً نذوب في وجههم والموت البطيء يدوسنا أمامهم ويجرّنا نحو الهاوية

وهم يتسمّرون خلف شاشات باردة، وبإنجازاتهم الوهميّة يشيدون،

مجانين، أصنام عبيد الشهرة والسلطة

بعيدون من إنسانية عميقة وسبب رسالة الوجود

إنهم في الواقع مجرّد أموات

أما نحن فلسنا سوى أحياء أموات

نستيقظ، نصرخ، وعلى مخدّة الألم نغفو، لا ننام

هجرتنا الأحلام البيضاء وغطّى الرماد ليالينا

بتنا شعبَ الألم والبطولة،

وما بين لحظة وأخرى نعيش ونموت.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم