نتيجة الـlow positive في فحص كورونا... هل تنقل العدوى وما دلالاتها الطبية؟

حالات كثيرة سمعنا عنها لأشخاص يحملون الفيروس بنسب طفيفة، مغتربون عائدون ومرضى شُفيوا إلا أن نتيجة فحصهم جاءت مغايرة للتوقعات والفحوصات السريرية. نتيجة فحص إيجابية طفيفة أو low positive تحمل دلالات كثيرة، فهل هي بداية الإصابة بالفيروس أو نهايته في الجسم؟ وهل لدى الشخص القدرة على نقل العدوى للآخرين؟ 

يشرح رئيس قسم الأمراض الجرثومية في "أوتيل ديو" الدكتور جاك شقير، لـ"النهار" أن فحص الـPCR عادة يعطي نتيجة إيجابية أو سلبية من فيروس #كورونا، لكن هناك عدة أنواع من الـPCR الكلاسيكي التي تُمكننا الوصول إلى رقم معين يُسمى CT. ماذا يعني ذلك؟ في حال كان الرقم أقل من 30 فذلك يعني أن النتيجة إيجابية، أما في حال كان أكثر من 30 فإن النتيجة تكون سلبية. ولكن أحياناً تكون النتيجة 28 أو 32 أي قريبة من معدل الـ30، وهذا ما نُسميه نتيجة ضبابية تدفعنا كأطباء إلى إجراء فحص سريري للمريض. إذا كان المريض يعاني من أعراض كارتفاع حرارة، أو ضيق في التنفس، سعال أو التهاب في الرئة، نُعيد له الفحص بعد يومين، أما إذا كان المريض لا يعاني من أعراض نتابعه ونراقبه فقط، شرط الالتزام بالحجر الصحي.

إذاً وفق شقير فإن "النتيجة الإيجابية الطفيفة في الفحص تعني إحتمالين:

* الإصابة بالفيروس حديثاً ولذلك تظهر النتيجة ايجابية طفيفة Low Positive بداية قبل أن ترتفع في الفحص الثاني.

* الشفاء من الفيروس تقريباً. 

وبناءً عليه، تبقى المراقبة الطبية السريرية قادرة على الكشف عن حالة المريض ووضعه.

ماذا لو كان الشخص في طور الشفاء، ونحن على دراية بإصابته منذ أسبوع أو أسبوعين، وجاءت النتيجة وسطية او ايجابي طفيف، هل بإمكانه بعد نقل العدوى؟ وهل يمكن الخروج من الحجر؟

مبدئياً، لا يمكن لأحد الإجابة عن هذه الأسئلة مئة في المئة، ولكن لو كنا نملك الإمكانيات والجهوزية في لبنان، كان بإمكاننا اللجوء إلى فحص زرع للفيروس (viral culture) كما هو الحال مع فحص الزرع للبكتيريا (bacteria culture). وبما أننا لا نملك هذا الفحص كما هي حال دول كثيرة، يكون الحل في إعادة الفحص بعد 48 ساعة وحجر الشخص إلى حين صدور النتيجة. 

ويعتبر فحص زرع الفيروس مهماً لأنه يكشف ما إذا كانت جزئيات الفيروس في جسم الشخص حيّة وقادرة على نقل العدوى أم ميتة ومفككة وغير قادرة على العدوى. وقد أظهرت دراسات عديدة عن إصابة أشخاص بالفيروس ومرور أسبوعين وأكثر إلا أن النتيجة بقيت ايجابية بالرغم من اختفاء كل الأعراض أو عدم ظهور الأعراض أساساً. كما هناك بعض الحالات، وقد حصل ذلك مع أحد مرضاي، حيث جاءت نتيجة فحص الـPCR سلبية على يومين متتاليين، وبعد مرور أيام عانى المريض من ألم في الحنجرة وعند إجراء الفحص جاءت النتيجة إيجابية. ولكن بعد إعادة الفحص (بعد مرور 48 ساعة) جاءت النتيجة سلبية مرة جديدة. وتفسير النتيجة الإيجابية تعني وجود جزئيات من الفيروس لم يتخلص منها الجسم بعد، وهي غير حيّة ولا خوف منها. 

لذلك النتيجة الإيجابية الطفيفة تفرض متابعة طبية وحجراً صحياً لمدة 14 يوماً. ويقضي البروتوكول أنه في حال أنهى الشخص الحجر برغم من عدم ظهور أي عارض، يتوجب إعادة الفحص بعد فترة الحجر للسماح له بالعودة إلى الحياة الطبيعية. 

أما بالنسبة إلى غياب الأعراض عند معظم الحالات الإيجابية في لبنان؟ يؤكد شقير أن لهذا السؤال تفسيرين، الأول أنه "مع بداية موجة كورونا في لبنان، كان كل شخص يعاني من أي عارض كسعال أو حرارة يدخل إلى المستشفى، وعند إجراء الفحص تكون النتيجة إيجابية. ولكن في المرحلة الثانية، بدأنا إجراء الفحوص للمحيطين بالحالة الإيجابية. ولكن اللافت منذ شهر، ظهور حالات منفردة (عدم التزام مغترب بالحجر الصحي أو الخروج من المنزل قبل صدور نتيجة الفحص...) إيجابية سرعان ما تحركت الوزارة إلى هذه القرى والبلدات وأجرت فحوصاً شاملة لكل المخالطين للسيطرة على الفيروس وعدم تفشيه محلياً. لذلك نلاحظ ارتفاع عدد الإصابات الذي شهدناه منذ فترة حيث لامس الـ63 اصابة يومية قبل أن يُعاود الانخفاض بعد احتواء المجموعة المخالطة للحالة الإيجابية. 

أما التفسير الثاني الذي لم يُثبت بعد علمياً، أن "تركيبتنا مختلفة عن باقي الشعوب الأوروبية والأميركية. يصعب على الفيروس الدخول إلى الجسم نتيجة اختلاف الـRecepteur الذي يلتصق عليه فيروس كورونا المستجد (لبنان والأردن) ولكن الفرق أن الفيروس يبقى في الجسم لمدة أطول ودون أعراض. اليوم يجري لبنان دراسات حول هذا الموضوع ولكن لم تصدر النتائج بعد.