الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هونغ كونغ نقطة تفجر جديدة في العلاقات الصينية - الأميركية

هونغ كونغ نقطة تفجر جديدة في العلاقات الصينية - الأميركية
هونغ كونغ نقطة تفجر جديدة في العلاقات الصينية - الأميركية
A+ A-

هدّدت الصين باتّخاذ تدابير ضد الولايات المتحدة في حال فرضت عليها واشنطن عقوبات على خلفية قانون للأمن القومي تسعى بيجينغ لفرضه في هونغ كونغ، اعتبره وزير الأمن في المدينة أداة للقضاء على "الإرهاب". وتسعى بيجينغ لفرض قانون جديد للأمن القومي في هونغ كونغ لردع "الخيانة والتخريب والعصيان" بعد تظاهرات حاشدة للمطالبة بتعزيز الديموقراطية شهدتها المدينة العام الماضي، تخلّلتها في كثير من الأحيان أعمال عنف. ويخشى كثر في هونغ كونغ وفي الغرب، من أن يوجّه المشروع ضربة قاضية للحريات في المدينة.

والأحد، نزل الآلاف إلى الشوارع احتجاجاً على مشروع القانون الصيني، متحدّين قرار سلطات المدينة بحظر التجمّعات في إطار تدابير احتواء فيروس كورونا.

واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، وحذّر مستشار البيت الأبيض للأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، بأن إقرار القانون قد يؤدي إلى إلغاء الوضع الخاص الذي تمنحه الولايات المتحدة لهونغ كونغ، والذي يشمل خصوصاً مجال التجارة. لكن وزارة الخارجية الصينية لوحّت بالرد على أي عقوبات تفرضها واشنطن. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان :"إذا ما أصرّت الولايات المتحدة على ضرب مصالح الصين، ستتّخذ الصين كل التدابير اللازمة للتصدي".

وباتت هونغ كونغ مصدراً إضافياً للتوتر المتصاعد بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، وقد اعتبرت الصين أن النزاع القائم مع الولايات المتحدة يضع البلدين "على شفير حرب باردة جديدة".

ووحّد رفض الصين تلبية مطالب تعزيز الديموقراطية التي رفعها المتظاهرون في هونغ كونغ جهود الحزبين الجمهوري والديموقراطي في واشنطن في هذا الملف، في مشهد قل نظيره في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتَعتبر بيجينغ احتجاجات هونغ كونغ مخططاً مدعوماً من الغرب لزعزعة استقرار الصين، وتؤكد أنه لا يحق لأي دولة أخرى أن تتدخل في كيفية إدارة المدينة.

عناصر أمن من الصين

ويقول محتجون شاركوا بالملايين في التظاهرات المطالبة بتعزيز الديموقراطية، إنهم يتحرّكون رداً على قضم بيجينغ الحريات في المدينة، منذ أن أعادتها بريطانيا عام 1997 إلى كنف الصين.

وتتمتع هونغ كونغ بحريات موسّعة بالمقارنة مع بقية مناطق البلاد، التي يقودها الحزب الشيوعي الصيني، بموجب مبدأ "بلد واحد ونظامان"، الذي اعتمد عند إعادة لندن المنطقة إلى الصين.

ولهذا السبب يتمتع سكان المنطقة بحرية في التعبير والصحافة وبقضاء مستقل. وهذه الحقوق لا تعرفها مناطق الصين الأخرى. ويرى كثر في مشروع القانون الصيني أخطر مساس حتى اليوم بالحكم شبه الذاتي الذي تتمتع به هونغ كونغ، ومحاولة لنسف حرية التعبير وقدرة المدينة على إعداد قوانينها الخاصة.

ويخشى معارضو النص أن تدرج فقرة فيه تسمح لرجال الأمن الصينيين بإجراء تحقيقات في هونغ كونغ مع نظرائهم في المنطقة. ويرى كثر في ذلك مقدمة لقمع أي معارضة في المدينة. وفي البر الصيني، عادة ما تكون قوانين مكافحة التخريب أداة لقمع المعارضين. ومن المتوقّع أن يقر مؤتمر الشعب الوطني الصيني مشروع القانون قريباً، الأمر الذي يتيح لبيجينغ الالتفاف على السلطة التشريعية في هونغ كونغ. والإثنين وصفت نقابة المحامين النافذة في هونغ كونغ مشروع القانون الصيني بأنه "مثير للقلق"، محذّرة من أنه قد ينتهك دستور المنطقة.

وأثار مشروع القانون مخاوف لدى المستثمرين في بورصة هونغ كونغ، التي سجّلت الجمعة أكبر تراجع منذ خمس سنوات. والإثنين اقتصر ارتفاع البورصة عند الإغلاق على 0,10 في المئة.

"استعادة الاستقرار"

ورحّبت حكومة هونغ كونغ الموالية لبيجينغ بمشروع القانون.

وقال وزير الأمن في المدينة جون لي في بيان إن "الإرهاب ينمو في المدينة والأنشطة التي تضر بالأمن القومي على غرار +استقلال هونغ كونغ+ تتزايد".

وتحدّث قائد الشرطة كريس تانغ عن 14 حالة سجّلت أخيراً تم خلالها ضبط متفجرات، وقال إن القانون الجديد من شأنه أن "يساعد في التصدي لحركة +استقلال هونغ كونغ+ واستعادة الاستقرار الاجتماعي".

وبدأت التظاهرات العام الماضي احتجاجاً على مشروع قانون جرى التخلي عنه لاحقاً يسمح بعمليات ترحيل إلى بر الصين الرئيسي، لكنّها تحوّلت إلى انتفاضة شعبية ضد بيجينغ وقوات الشرطة.

ورفضت بيجيتغ تلبية مطالب المحتجين بفتح تحقيق حول سلوك الشرطة والعفو عن 8500 شخص أوقفوا خلال الاحتجاجات وإجراء انتخابات لاختيار الرئيس التنفيذي للمنطقة.

ومطلع العام خفتت التظاهرات بسبب حملة توقيف للنشطاء وتدابير احتواء فيروس كورونا. لكنها استعادت في الأسابيع الأخيرة بعضاً من زخمها السابق، وقد شهدت تظاهرات الأحد مواجهات هي الأعنف منذ أشهر أسفرت عن توقيف 120 شخصاً على الأقل.

والعام الماضي، شهدت التظاهرات مراراً مواجهات بين المطالبين بتعزيز الديموقراطية في المدينة وموالين للصين.

وبثت وسائل إعلام صينية تسجيل فيديو التقط الأحد يظهر تعرّض متظاهرين بالضرب لمحام. ونشر رئيس تحرير جريدة "غلوبل تايمس" القومية الصينية هو تشينجين الفيديو على موقع تويتر المحظور في الصين. وعلّق عليه قائلاً: "انظروا كيف هي الديموقراطية المدعومة من واشنطن في هونغ كونغ".

فتح جزئي للمطار

من جهة أخرى، تعاود هونغ كونغ جزئياً عمليات العبور في مطارها الدولي الأسبوع المقبل، كما أعلنت رئيسة سلطات المدينة كاري لام، مع إطلاق هونغ كونغ تدريجياً لأنشطتها الاقتصادية بعد الإغلاق الناجم عن تفشي كورونا. ومطار هونغ كونغ واحد من أكثر مطارات العالم ازدحاماً، لكن توقفت حركة الطيران فيه مع بدء تفشي وباء كوفيد-19. وقالت كاري لام للصحافيين :"تعاود عمليات العبور في المطار، التي علقت منذ 25 آذار ، تدريجياً اعتباراً من 1 حزيران".

ويفترض أن يعلن مسؤولون صحيون عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بالقيود المفروضة على رحلات العبور خلال مؤتمر صحافي.

وكانت هونغ كونغ أول منطقة تسجل إصابات بكوفيد-19 بعد الصين.

لكن المدينة حققت مذاك نجاحاً كبيراً في وقف الفيروس، مع تسجيلها أكثر من ألف إصابة و4 وفيات بين عدد سكانها البالغ 7,5 ملايين نسمة.

ولم تسجل الثلثاء، ولليوم الحادي عشر، أي إصابة محلية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم