الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

تصاعد الحمى المارونية مع انطلاق المهلة والحكومة بين أولويات الأمن والاستحقاق

A+ A-

مع ان الاهتمامات الحكومية والرسمية ستتركز في الساعات المقبلة على محاولة متقدمة جديدة لإطلاق معالجات أمنية صعبة في كل من طرابلس ومنطقة البقاع الشمالي عبر خطط يقرها مجلس الدفاع الأعلى وتعرض على مجلس الوزراء في جلستيهما المتعاقبتين اليوم وغدا فان الواقع الداخلي بدأ يشهد مزيجا من سباق الوقت مع المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي والاولويات الأمنية الضاغطة . تصل هذا السباق بالمواقف التي أطلقت في الساعات الاخيرة في شأن الاستحقاق الرئاسي واتسمت بدلالاتها البارزة على السنة كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والتي بدت سمتها المشتركة الوحيدة إعلاء صوت المارونية السياسية والدينية بحتمية إنجاز الاستحقاق على غير القواعد القديمة والكلاسيكية .


وعلى رغم تجنب العديد من المرشحين والاوساط والقوى السياسية حتى الان الغوص في تفاصيل المواقف والاحتمالات المتصلة بالمعركة الرئاسية باعتبار ان المهلة الدستورية لا تزال في بداياتها وان ثمة فرصة زمنية معقولة لا تزال تتيح عدم التسرع في كشف الأوراق فان مواقف القادة الموارنة وبكركي تتجه الى بلورة نقطة مركزية هي الضغط لتأمين نصاب الثلثين لجلسة الانتخاب ولعلها النقطة الجوهرية الوحيدة التي تجمع المتناقضات المسيحية فيما كل شيء اخر يمثل نقاط اختلافات بينها . حتى ان ما تردد عن مسعى لجمع الزعماء الموارنة في بكركي من اجل التوافق على مواقف موحدة من الاستحقاق يبدو انه صرف النظر عنه لاصطدامه بحسابات شديدة التضارب بين أربعة زعماء مرشحين للرئاسة وموزعين بين معسكرات الاصطفافات السياسية العميقة . ولكن ذلك لا يقلل أهمية المواقف التي بدأت تتصاعد منادية بالخروج على انماط فرض الرؤساء بتوافقات خارجية على غرار ما أعلنه الرئيس سليمان أمس او بالاندفاع نحو ترشيح مرشح قوي من ١٤ آذار كما أعلن جعجع او كما كان العماد ميشال عون أعلنه أيضاً في سياق تمهيد كل منهما لمعركته الرئاسية . اما موقف البطريرك الراعي فاتخذ دلالة مختلفة من حيث تناوله الجانب الإجرائي في الانتخابات علما انه سبق له ان لمح بدوره الى مواصفات مبدئية لمرشح وطني قوي يقيم علاقات دولية متينة للبنان . ذلك انه في الذكرى الثالثة لاعتلائه السدة البطريركية متزامنة مع عيد بشارة السيدة العذراء أمس تعمد البطريرك الذهاب الى الناحية الإجرائية الاساسية في العملية الانتخابية فدعا الى عقد جلسة سريعة للدورة الاولى للانتخابات بما أوحى بانه ماض في الضغط لإنجاز الاستحقاق تجنبا لتعقيدات من شانها ان تؤخر انعقاد الجلسات الانتخابية الى الأيام العشرة الاخيرة من المهلة الدستورية . وهو موقف يناقض ضمنا ما ذهب اليه رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط في حديث تلفزيوني اخير رفض فيه التطرق الى ملف الاستحقاق الرئاسي قبل حلول الأيام العشرة الاخيرة من المهلة موحيا بان حسم مصير الاستحقاق لن يكون متاحا قبل ذلك الحين .
في اي حال يبدو واضحا ان السباق انطلق بقوة بين موجبات الأمن الفارض نفسه بقوة على أولويات الحكومة في اقلاعتها وموجبات الاستعداد لإجراء الانتخابات الرئاسية على مسارين متوازيين ستكون الساعات المقبلة بمثابة الإشارة الخضراء لاندفاع العمل الحكومي نحوهما بعد عودة الرئيس سليمان من الكويت حيث شارك في اعمال القمة العربية للمرة الاخيرة كرئيس للجمهورية . وحرص سليمان في هذه المناسبة على حض الزعماء العرب على دعم مقررات مجموعة الدعم الدولية للبنان بكل ما يتصل بدعم الجيش اللبناني ومساعدة لبنان على مواجهة الخطر الوجودي للنازحين السوريين اليه بعدما بلغ عددهم نحو ٣٢ في المئة من المقيمين على ارضه كما حضهم على الدفع نحو تحييد لبنان عملا بإعلان بعبدا .

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم