الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جولة في الأسواق عشية العيد... كيف بدا المشهد في زمن انهيار الليرة وكورونا؟ (بالصور)

المصدر: "النهار"
فرح نصور
جولة في الأسواق عشية العيد... كيف بدا المشهد في زمن انهيار الليرة وكورونا؟ (بالصور)
جولة في الأسواق عشية العيد... كيف بدا المشهد في زمن انهيار الليرة وكورونا؟ (بالصور)
A+ A-

"جُمعةُ عيدِ" هذا العام ليست حتماً كسابقاتها من الأعوام. أسواقٌ خالية إلّا من قلّة قليلة من متفرّجين يتجوّلون لعلّهم يعثرون على ما يشترونه بثمن يناسبهم، أو ممَّن يودّ أن يبهج طفله بلباس العيد. غابت زحمة الأسواق وضجتها المعهودتان في هذه المناسبة. المشهد في شارع بربور اليوم لا يشبه نفسه في فترة قبيل العيد. افتقد ضوضاءه، وروّاده، صغاراً وكباراً. حركة المشاة والسيارات في سوق بئر العبد تظهر بعض الحركة. لكن فور دخول المحال واستصراح أصحابها أو موظفيها، يتبيّن أنّ الحال هي عكس ما يَظهر. جولة في سوق بربور وسوق بئر العبد في هذا التقرير.

يمرّ العيد على اللبنانيين في ظلّ أزمات حلّت "بالجِملة" عليهم. واقع مرير تعيشه المحال التجارية قبيل عيد الفطر. بعد أكثر من شهرين من الإقفال بسبب كورونا، فُتحت الأسواق وتأمّل أصحاب المحلات تعويض خسائرهم، ولو جزئياً، في فترة العيد. لكن لم تجرِ الرياح كما اشتهوا، إذ أكّدت بائعة في محل أحذية في سوق بربور "كأنّه يوم عادي ما كأنّو عيد". في محل ألبسة للأطفال في السوق، استاء صاحب المحل قائلاً: " مش متل كل عيد أبداً، شي مخيف"، ليعبّر عن انخفاض المبيع الذي وصل لديه حتى 90 في المئة.


وفي بربور أيضاً، عرض صاحب محل ألبسة نسائية بعض السلع بـ 15 ألف ليرة لجلب الزبائن، ولكن "ما في بيع" ويسأل: "ليه مين معيّد؟". وفي متجر للألبسة نفسها، تقول البائعة وبعصبية شديدة: "الحركة خفيفة جدّاً، الناس يريدون أن تشتري لكنّها لا تريد أن تدفع، ليسوا مقتنعين أنّ الدولار أصبح بـ 4000". أمّا في محل للأحذية النسائية، الحركة معدومة، وصاحبة المحل لم "تستفتح" منذ أن أعادت فتح المتجر يوم الإثنين، رغم ثبات أسعارها على سعر الصرف القديم. حال هذه السيدة كحال جارتها في المحل الملاصق، والتي لم تجد ما تقوله من شدة يأسها، فاكتفت بكلمة: " شي بيزعّل كتير"، أرفقتها بنظرة شاردة. خرقت هذا الأسى كلمةٌ مشتركة قد تكون إيجابية لبائعتين في محلّين لألبسة الأطفال: "الحركة جيدة".

في سوق بئر العبد، الحال مشابهة مع بعض الاستثناءات. تنشط الحركة في محل أحذية منوّعة، حيث الطلب أكثر على أحذية الأطفال. ويتحسّر صاحب محل لألبسة الأطفال بالقول إذ لا أحد يشتري رغم الحسومات: "الشغل تعبان كتير والعالم طفرانة". كذلك الحال في متجر للألبسة النسائية، حيث يقول صاحبه متهكّماً: "من أوّل كورونا العالم عمتاكل بالدَين، مين بدو يشتري تياب؟!". في متجر مماثل، جاوب صاحبه اليائس عند سؤاله عن حركة البيع لديه: "اطّلّعي بوجي بتعرفي"، ليعبّر عن همّه الظاهر على ملامح وجهه. الحركة عادية و"رايقة" في المحل المجاور، تقول بائعة ألبسة نسائية. ويظهر جليّاً غياب الزبائن في محل أحذية نسائية حيث يؤكّد البائع أنّ "ما في شغل وما في ولا أي حركة"، ويضمّ صوته لصوته بائع في محل يبيع بضاعة من النوع نفسه قائلاً: "الناس لا يشترون حتى على السعر القديم". وتنشط قليلاً الحركة في متجر لألبسة الأطفال، وآخر للألبسة النسائية.

اللافت أنّ محلات بيع ألبسة الأطفال هي الأوفر حظاً من حيث المبيع قبيل العيد بالنسبة إلى غيرها من المحلات، إذ تنشط فيها بعض الحركة وإن لم يكن البيع كما في كل عام.

الأسعار "عالقديم" ولا بضاعة جديدة في ظل ارتفاع الدولار

"بعدنا ع الـ 1500 وما حدا عميشتري"، يقول أحد المستصرَحين. أغلب المحال أبقت على أسعارها القديمة. ومَن هو قادر أكثر من غيره على البيع، فلديه بضاعة قديمة يستفيد من بيعها حالياً على سعر الصرف القديم. وقليل من المتاجر تعرض بضاعة جديدة بسعر الصرف الجديد الذي يفرضه عليه المصدر. فالأكثرية من أصحاب المحال التجارية غير قادرة على شراء بضاعة جديدة لعدم ضمان بيعها على سعر الصرف الجديد، ومنهم من يخافون شراء طلبيّة جديدة في ظل فتح وإغلاق البلاد المستمرَّين "فالموضة سريعة جداً". وقسم من أصحاب المحلات يبيع بخسارة وتحت رأس المال "ليضل في إجر ع المحل". وتضيف موظفة في متجر من المتاجر: "نخفّف من ربحنا، وبتنا غير قادرين على عرض بضاعة جديدة في ظل ارتفاع الدولار".

وهناك من ذهب أبعد من ذلك بالقول: "نحن بانتظار أن يثبت الدولار أو نقفل المحل"، وصاحبة محل آخر تقول بحزن إنّها تفكّر بألّا تشتري بضاعة جديدة إذا ما نفدت التي بحوزتها".

أمّا محلات المجوهرات والذهب في السوقين، فتطابقَ الكلام بين أصحابها الذين أجمعوا على أن لا أحد يشتري المجوهرات، والناس يبيعون ما لديها منها للحصول على سيولة. "مبيعاتي صفر ما حدا عميشتري، كلّو عمببيع" يؤكد صاحب محل ذهب. ويضيف آخر: "كنا نبيع بـ 3000 أو 4000 دولار يومياً، الآن مبيعاتنا لا تتعدّى المئة دولار". ويردف جوهرجي آخر: "كانت نسبة الشراء عالية من قبل، أمّا الآن فانخفضت إلى أكثر من 90 في المئة فالناس حاليّاً يبيعون فقط".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم