السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

حلب تتحمل عبء القتال في سوريا المجزأة: كل قذيفة تساوي 5 براميل متفجرة!

المصدر: (رويترز)
A+ A-

لحلب أهمية محورية لتحقيق هدف الرئيس بشار الأسد بالخروج بدولة قابلة للبقاء من بين أنقاض سوريا، ومن هنا كانت الرسالة المروعة التي بعثت بها قواته لسكان المدينة وهي واحد يساوي خمسة.


وقال شرطي محلي في المدينة يدعى عمار: "قلنا لهم (السكان) أن كل قذيفة (يطلقونها) تساوي خمسة براميل متفجرة". ويرى أن أي مدني يصاب من جراء استخدام هذا السلاح شديد التدمير يستحق ما يحدث له لتسامحه مع "الارهابيين".
وأضاف: "لم يصدقونا وواصلوا إطلاق القذائف ولذلك رد الجيش بقصفهم باستخدام البراميل المتفجرة". 
وبعد نحو عامين من سيطرة المعارضين على نصف أكبر مدينة سورية أصبحوا في موقف الدفاع بينما تتقدم القوات الحكومية في ثلاثة اتجاهات.
وإذا تمكن الأسد من استعادة حلب فستعود له السيطرة على أكبر ثلاث مدن في سوريا والتي تمثل حصنا لمحافظتي اللاذقية وطرطوس المطلتين على البحر المتوسط اللتين تشكلان معقل الأقلية العلوية التي ينتمي اليها.
ومع انقسام بقية البلاد بين مناطق كردية تدير شؤونها في الشمال الشرقي وعدد من جماعات المعارضة الاسلامية في الشرق فمن الممكن أن تكتسب تجزئة سوريا صفة الدوام.
والمعركة من أجل السيطرة على حلب تتأرجح صعودا وهبوطا - فحقق مقاتلو المعارضة بعض المكاسب في مطلع الاسبوع - لكن قوات الأسد ردت أمس وأسقطت براميل متفجرة من طائرات هليكوبتر على عدة مناطق يسيطر عليها المعارضون في الشرق.
وشدد الجيش هجومه في كانون الأول وقصف مناطق مدنية بعشرات البراميل المتفجرة وهي عبارة عن براميل نفط محشوة بالمتفجرات والشظايا التي تسبب دمارا هائلا من دون تمييز.
وفي ستة أسابيع قتلت البراميل المتفجرة أكثر من 700 شخص معظمهم مدنيون وأجبرت عشرات الالاف على الفرار من منازلهم.
فرت خديجة وأولادها الستة من منزلها في حي السكري الذي يقع شرق المدينة عندما ضرب الحي ببرميل متفجر في أواخر كانون الثاني.
ومرت هذه الاسرة من خلال ما يطلق عليه "معبر الموت" وهو ممر يمتد 100 متر ويسيطر عليه القناصة بين نصفي حلب الشرقي والغربي - على أمل أن تجد حياة أفضل في الجانب الآخر.
وقالت: "عندما وصلنا إلى الجانب الذي تسيطر عليه الحكومة ضربنا الجنود بوحشية بعصاة". 
ولأنهم حرموا من الحصول على تصريح إقامة في الاراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة فهم ينامون في أي مكان يجدون فيه المأوى ويتنقلون كل بضعة أيام للهرب من قوات الامن.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن صور الاقمار الصناعية أظهرت 340 موقعا ضربت في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب في الفترة بين أوائل تشرين الثاني وأواخر شباط. وبدا أن الدمار "يتسق بشدة مع تفجير براميل شديدة الانفجار غير موجهة".
ونددت القوى الغربية باستخدام البراميل المتفجرة في اعتبارها جريمة حرب، لكنها مستمرة في السقوط كل يوم تقريبا على حلب وأجزاء أخرى من سوريا حيث قتل أكثر من 140 ألف شخص في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وأدى القصف إلى نزوح الاف الأشخاص عن ديارهم، وفر بعضهم إلى تركيا بينما انتقل آخرون مثل خديجة إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في حلب حيث اضطروا إلى الإقامة في الشوارع وفي الحدائق والمدارس.
وقالت عبير وهي باحثة تعمل في حلب للهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين إن قوت الأسد تقصف حتى المناطق التي أصبحت تسيطر عليها الحكومة وكانت تسيطر عليها المعارضة في إطار ما وصفته بأنه "سياسة العقاب الجماعي".
وقالت: "يواصلون ضرب الاحياء بالبراميل المتفجرة لمعاقبة سكانها لاحتضانهم مقاتلي المعارضة لدى دخولهم". 
ويقيم بعض الذين اضطروا إلى الفرار في الشوارع وغالبا ما يكون ملجأهم من الاقمشة المهلهلة المصنوعة من المشمع. ولجأ آخرون للذود بمباني المدارس حيث يقيمون في فصول دراسية تكتظ بالعشرات حتى مع حضور التلامذة للدراسة مما يثير توترات اجتماعية في مدينة كانت تشتهر في وقت من الأوقات بتنوعها الديني والسياسي.
وقالت عبير: "حلب تعاني نوعا مروعا من التفتت الاجتماعي بسبب الكراهية بين سكانها وزيادة أعداد النازحين التي عمقت من هذا التفتت". 
وفر عبد الجبار مع أسرته من هجوم بالبراميل المتفجرة في كانون الثاني لكن هذه الاسرة تعيش منذ ذلك الحين كالمنبوذين في حديقة عامة في الجانب الآخر من المدينة.
وقال إن قوات الامن منعتهم من الاقامة مع أقاربهم في المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة. وأضاف: "السلطات تفرض علينا قيود إقامة كما لو كنا غرباء في بلدنا". 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم