الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

رؤية سياسية اقتصادية مفقودة في دولة منكوبة

المصدر: "النهار"
الدكتور نزيه الخياط
Bookmark
رؤية سياسية اقتصادية مفقودة في دولة منكوبة
رؤية سياسية اقتصادية مفقودة في دولة منكوبة
A+ A-
مرّ لبنان منذ الاستقلال بثلاث مراحل أساسية ساهمت كل واحدة منها في صياغة مشروع لبناء الدولة وهي:- مرحلة أولى بدأت مع اعلان الاستقلال عام ١٩٤٣وحتى نهاية الحرب الأهلية.- مرحلة ثانية بدأت باتفاق الطائف وحتى اغتيال الرئيس رفيق الحريري. - مرحلة ثالثة بدأت بعد عام ٢٠٠٥ وحتى تاريخه.- المرحلة الاولى:تميزت هذه المرحلة بأنها كانت نتاجا لتوافق النخب اللبنانية بجناحيها المسيحي والمسلم على تصور مشترك لتشكُّل الدولة الوطنية وفق خصوصية تعددية راعت التوازنات الطائفية التي كانت تميل بنسبة ضعيفة لصالح المسيحيين استناداً الى إحصاء ١٩٣٢ لحين، والذي تعدل لاحقاً نتيجة التطور الديمغرافي للمسلمين بعد عقدين ونيف من الزمن ما دفع النخب المسلمة للمطالبة بالمشاركة الفعلية في السلطة استنادا الى الميثاق الوطني وتفاعل هذا مع تأثيرات المد القومي الناصري على الداخل اللبناني والتي كانت احدى أسباب قيام ما عرف بثورة ١٩٥٨.انتهت الثورة بتسوية بين الرئيسين جمال عبد الناصر وفؤاد شهاب حيث ثبّت الاول التزامه بخصوصية لبنان وحصر دوره في الصراع مع اسرائيل كدولة مساندة وليست دولة مواجهة كباقي دول الطوق، وبالمقابل التزم الثاني باحترام المشاركة في القرار الوطني والحضور المتوازن بين المسلمين والمسيحيين في إدارات الدولة الرسمية.تميزت مسارات هذه المرحلة بأنها بلورت هوية لبنان الاقتصادية والسياسية ونجم عنها بناء مؤسسات الدولة الوطنية الحديثة بمقاييس تلك المرحلة، وصدور قانون النقد والتسليف الذي أدى الى إنشاء مصرف لبنان والتوسع في إنشاء المصارف نتيجة الاستقرار الذي سمح بتدفق الرساميل العربية بسبب التحولات الجيوسياسية الكبرى والثورات والانقلابات العربية بعد النكبة عام ٤٨ ما جعل من المصارف بأن تكون إحدى مرتكزات الدولة الوطنية العميقة في لبنان.نتيجة لهزيمة العرب في حرب ١٩٦٧ واحتلال اسرائيل للأراضي العربية في مصر والأردن وسوريا فشل المشروع القومي العربي الذي كانت تقوده مصر بصيغته المعروفة و تعرضت تسوية ١٩٥٨ في لبنان لتصدعات كبرى.أدت هذه العوامل الجيوسياسية الى انطلاق مرحلة جديدة من الصراع مع اسرائيل عنوانه استقلالية الكفاح المسلح الفلسطيني الذي شُرِّع وجوده في لبنان بعد اتفاق القاهرة مما جعل أسس الدولة الوطنية الاولى تهتز مجدداً كما هو الحال راهناً مع وجود السلاح خارج السلطة الشرعية، فعاد الانقسام الداخلي الحاد بين جناحي لبنان المسيحي والمسلم وهو ما أوصل الى الحرب الاهلية عام ١٩٧٥ التي انتهت بإعلان اتفاق الطائف نتيجة تسوية دولية عربية داخلية رفضها حزب الله ورئيس الحكومة العسكرية حينها ميشال عون بعد فشله في منع النواب...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم