الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

صلاح ستيتيه: سَفَرٌ في غَرابة اللغة

هنري زغيب
Bookmark
صلاح ستيتيه: سَفَرٌ في غَرابة اللغة
صلاح ستيتيه: سَفَرٌ في غَرابة اللغة
A+ A-
مع صلاح ستيتيّه، تتجاوز الكتابةُ اللغةَ الواحدةَ إِلى كلّ لغة. فالشاعر ابنُ لغته لكنه سيّدٌ في أَسرار اللغة، كلّ لغة.لغةُ الشاعر ثوبٌ. شِعرُه هو الجسد. ومهما كان الثوبُ، يبقى شكلًا، لَونًا، زيًّا فنتزيًّا يتغيَّر. يتهلهلُ الثوب ويبقى الجسد.الأَصل: “مَن” ذا يلبَس الثوب. والأَصل لا يتغير. الجسدُ، عاريًا من الثوب، هُوَ هُوَ التحدِّي أَمام جبل الزمان الجليديّ: أَن يذوبَ الجليدُ عن الجبل ويبقى الجسد.هذا هو السَّفَرُ في غرابة الكلمات. وخلاصُ الكلمات أَن يتولَّاها شاعرٌ مُتَمَكِّنٌ فتكون لغةٌ، وتكون غرابةٌ، ويكون شِعر.صلاح ستيتيّه من كوكبة شعراء يفاجِئُون، يباغِتُون، يُدهِشُون بِـخيمياءِ الكلمات، بِـــ”حَجَر الصبر”، فيُطْلِعون لغاتٍ في اللغة غيرَ مأْلوفةٍ بين الكلام المأْلوف.في طليعة أَسراره لإِثارة الإِدهاش الشعري: شُروقُ مَعنى المعنى على مَعنى مغاير، وضْعُ كلمةٍ في غير موضوعها المأْلوف، وخَلْقُ بُعدٍ جديد لها في موضعها الجديد، مُجاوَرَةُ كلمتَين غيرُ مأْلوفٍ تَجاوُرُهما وخَلْقُ سِحْرٍ جديدٍ من جِوارهما وتزاوُجِهما، استعمالُ كلمةٍ بسيطةٍ بسيطةٍ حتى لَتَبدو ساذَجةً لكنَّ وضْعها في بيئةٍ مُغايرة يُطْلعُ منها معنًى عميقًا، صورةً ساطعة، استعارةً غريبةً على جمال. هذا هو السفَر في غرابة اللغة، في إِدهاشيَّة الكلمات. هذا هو السفَر في لغات اللغة.للدلالة على ما أَطرح، آخذ من شِعر صلاح ستيتيّه نَـموذجًا يُغْني. فالشاعر الساطعُ يسطعُ أَنّى وكيف وأَيّان.في قصيدة L’eau froide gardée “الماءُ الباردُ مـحروسًا" كتب ستيتيّه:Je salue la jeunesse de la lumièreSur ce pays de grande chastetéParce que ses femmes sont ferméesElles ont des ailes croisées sur la poitrinePour...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم