الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الهبوط بلا مظلة

سمير عطاالله
Bookmark
الهبوط بلا مظلة
الهبوط بلا مظلة
A+ A-
"الباب إمّا أن يُفتح وإما أن يُغلق". الفرد دو يني عاش جيلنا في كاتدرائية من الاسماء، مهما كانت متعارضة. كان جامعها الكِبر وهاجس الموقع في الإنسانية والناس: جون كينيدي وفيدل كاسترو. ديغول وفرنسوا ميتران. سارتر وريمون ارون. برتراند راسل وارنولد توينبي. ريجيس دو بريه ونعوم تشومسكي. كان المستوى الفكري والإنساني هو القاسم المشترك. تشي غيفارا الارجنتيني، كان مواطناً اول في كوبا وفي كولومبيا وفي موزامبيق وزنجبار ومقاهي بيروت. اليَسار كان حلماً حتى عند شباب العائلات الاريستوقراطية. اليساريون هنا، كانوا جنبلاط وثابت وفرنجية. حتى الشيخ عبدالله العلايلي حُسب على الجناح الايسر في الفكر برغم عمَّته البرّاقة. وإلى حد بعيد كان معيباً ان تكون وطنياً أو "مائعاً"، وأن تبقى وسطياً عاقلاً وضد العنف.وقد ورث اليمين واليسار كره الوسط بسهولة مما سبق من موجات الفاشية والنازية التي دمرت اوروبا ورمَّدت تراثها العظيم. وسارت الموجات العمياء خلف شبق السلطة وعماء "الدوتشي" و "الفوهرر". وفي اسبانيا لم تعد مرتبة عسكرية تتسع لفرانكو، فأصبح "الجنراليسمو".سقط اليسار في غفلة عن الجميع، وخصوصاً عن نفسه. لا استطاعت الشيوعية أن تحميه، ولا أن تتقبل وتتحمل الجانب الليبرالي فيه. وفي هذا كانت مساوية للفاشية والنازية: الزعيم هو الله. والباقون إما عبَدة وإما خونة. وكما قتلت محاكم التفتيش واحرقت الهراطقة، ارسل ستالين وهتلر وموسوليني رفاقهم إلى القبور والجوع والجليد. وكم كان قدر الكرملين فظاً ذات مرحلة عندما أمسك بعنقه رجلان من جورجيا: يوسف ستالين، ومدير مخابراته لافنتري بيريا. تأخر خروشوف واندروبوف وغورباتشيوف في الوصول. كان الاهتراء والصدأ قد أضعف ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم