الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الزراعة البيتية الريفية بدأت تستعيد قوتها في القبيات

المصدر: عكار _"النهار"
ميشال حلاق
الزراعة البيتية الريفية بدأت تستعيد قوتها في القبيات
الزراعة البيتية الريفية بدأت تستعيد قوتها في القبيات
A+ A-

الزراعة البيتية الريفية بدأت تستعيد قوتها وحيويتها التي كانت قد تراجعت طيلة السنوات الماضية بفعل تخلي الناس عن خير أراضيهم التي قالوا يوماً بأنها قد خذلتهم. وها هم اليوم يعودون إليها مرغمين على اعتبار أنها الملاذ الآمن بعد أن تبخرت المداخيل نتيجة التضخم الحاصل وتراجع قيمة الليرة الشرائية لحساب الدولار، وتوقّف الأعمال، وبفعل موجة الكورونا التي حجرت الجميع في قراهم وبلداتهم. والتسلية الوحيدة المتاحة لهم باتت العمل اليدوي المنتج في المنزل ومحيطهم الآمن ألا وهي الزراعة. فانشغل القسم الأكبر من أبناء الريف ممن يملكون حيازات صغيرة أو كبيرة، إلى استصلاح أراضيهم وفلاحتها من جديد وغرسها بشتى أنواع الخضار والحبوب التي تعتبر مونة البيت الأساسية. وتألقت بذلك الزراعة العضوية من جديد، لا سماد ولا سموم بفعل ارتفاع اسعارها، والعناية الدائمة والسماد العضوي هو الأساس.

وما شجع أيضاً هو إقدام العديد من بلديات المنطقة على الوقوف الى جانب الأهالي بتقديم الدعم، وإن بالإمكانية المتوفرة، فقدمت بلدية فنيدق على سبيل المثال سلالاً من البذور إلى المزارعين الذين تشجعوا وأقبلوا على زراعة أراضيهم القريبة من منازلهم وتوسعوا ألى أملاكهم البعيدة نسبياً... وهم باتوا على مسافة قصيرة من الاكتفاء الذاتي يغنيهم عن شراء الخضار على أنواعها.



وهكذا الأمر في بلدات عدة كما هي الحال أيضاً في بلدة القبيات التي كانت السباقة مذ أن بدأت الأزمة الاقتصادية بالتصاعد. وكانت الدعوة إلى العودة إلى الأرض وقدمت البلدية والتعاونية الزراعية كل الدعم، وأتت أزمة الكورونا، فسارعت خلية الأزمة في بلدية القببات، من بين سلسلة التدابير التي اتخذتها، أن وجهت الدعوة للأهالي من جديد في بيان جاء فيه: تصدياً للأزمة الاقتصادية وانهيار العملة والغلاء الفاحش، اجتمعت خلية الأزمة في القبيات وممثلين عن التعاونية الزراعية في البلدة، وتدارسوا موضوع تفعيل وتنمية الزراعة في البلدة وخاصة الزراعة البيتية (الصيفية والشتوية) وقرروا الطلب إلى الراغبين بممارسة الزراعة تزويد التعاونية بأسمائهم على رقم الهاتف03467479 ليصار إلى دراسة وتنظيم الزراعات وكيفية تقديم الدعم (شتول، بذور، دعم علمي، دعم تقني، دعم مالي وتصنيف الزراعات)".

وتمنت اللجنة على الأهالي كافة في البلدة "المبادرة إلى زراعة الخضروات والحبوب لتأمين الاكتفاء الذاتي، مع الإشارة إلى وجود دراسة لمشروع زراعي متكامل يؤمن فرص عمل مستدامة لكثير من الشباب".


طوني رعد رئيس التعاونية الزراعية في القبيات يقول إن الزراعة في مناطقنا هي الخيار الأمثل لتأمين صمود الأهالي في ظل هذه الأوضاع المعيشية الصعبة، والتعاونية مستعدة كما دائماً إلى المساهمة في هذا الإطار، وثمة نجاحات قد تحققت، فالأراضي متوفرة والمياه أيضاً، والنوايا صادقة والأهالي مهتمون، وهذا أمر بالغ الأهمية وهناك أراض كثيرة في البلدة أعيد زراعتها من جديد والمواسم جيدة.

ولفت إلى أن إنتاج الأراضي يبشر بالخير وقد بدأنا نحصد مواسم الزراعة العضوية Gap في البيوت الزراعية البلاستيكية وخارجها أيضاً، التي هي الآن قيد الاختبار تمهيداً للحصول على الشهادات اللازمة لجودة إنتاجنا، التي لنا ثقة كبيرة بها، ونتطلع إلى مساعدة أهلنا المزا رعين إلى توسع رقعة المشاريع الزراعية العضوية المسنودة إلى خبرات علمية من قبل مهندسين مختصين ومزارعين أصحاب خبرة طويلة.






الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم