الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"النيويورك تايمس" عن لبنان: يمر بأسوأ أزماته وخطر الجوع يلوح

"النيويورك تايمس" عن لبنان: يمر بأسوأ أزماته وخطر الجوع يلوح
"النيويورك تايمس" عن لبنان: يمر بأسوأ أزماته وخطر الجوع يلوح
A+ A-

نشرت صحيفة "النيويورك تايمس" الأميركية تقريرا عن لبنان يرسم صورة قاتمة للازمات التي يتخبط فيها، واعتبرت انه "يمر بواحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخ البلاد، وتعود أسباب هذا الانهيار الاقتصادي إلى ضعف الحكومات وسيطرة حزب الله على القرار في لبنان، والتي أسهمت في انتشار الفساد والمحسوبيات وهروب رؤوس الأموال".

ومما جاء في التقرير: "لقد دفعت السياسات المعيبة والصدمات المفاجئة للبنان إلى أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، وسط انهيار عملته، وإغلاق الشركات، وارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل كبير، وخطر الجوع الذي يلوح لأفقر الناس.

ولطالما برز اللبنانيون في الشرق الأوسط بميزة هي عدم السماح للاضطرابات السياسية أو للعنف المدني بالوقوف في طريق الاستمتاع بأروع ما في الحياة. لكن هذا النظام قد انهار في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى انهيار اقتصادي تفاقم بسبب الإغلاق المفروض من الحكومة بهدف وقف انتشار الفيروس التاجي.

ويحذر المحللون من أن الانكماش الاقتصادي يمكن أن يدمر الطبقة الوسطى، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة على البلاد للتعافي...". ويشير التقرير الى ان "لبنان عانى منذ فترة طويلة من الصراعات الداخلية وانتشار الحروب التي يعاني منها جيرانه. واعتمدت الحكومات الضعيفة تاريخياً على مبالغ متزايدة من الديون لدفع فواتيرها، بينما فشلت في تنفيذ إصلاحات كان من الممكن أن تعزز اقتصاد البلد أو تحرره من المساعدات الدولية. وحوّلت هذه العوامل لبنان إلى ثالث أكثر الدول مديونية في العالم، كما أن الفساد المستشري زاد من نهب الأموال من خزائن الدولة... وبما أن لبنان لا ينتج شيئًا تقريبًا للتصدير، فإن المصدر الأساسي للدولار هو الودائع الكبيرة من المستثمرين الأثرياء في المصرف المركزي. وللحفاظ على هذه الاستثمارات، عرض المصرف المركزي أسعار فائدة أعلى من أي وقت مضى على الودائع الكبيرة التي لا يمكن تغطية عوائدها إلا من خلال ودائع أحدث بأسعار أعلى... وقد فشلت هذه الاستراتيجية التي شبّهها المحللون بخطة بونزي التي ترعاها الدولة، عندما اشتبه المودعون الجدد في أن السياسة غير مستدامة وتوقفوا عن القدوم. وسرعان ما كانت الدولارات الحقيقية في المصرف أقل بكثير من الدولارات النظرية التي تم كسبها بفائدة على الودائع السابقة".

ويلفت التقرير إلى أن ألم المواطنين العاديين واضح في المودعين الذين يصطفّون خارج المصارف، وغالباً ما يرتدون أقنعة الوجه والوقوف تحت الشمس، لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم سحب أي من أموالهم الخاصة.

وتصف الصحيفة الوضع بالقول: "لقد هوت العملة من السماء إلى الأرض"، وتحذر من ان "الازمة سوف تضرب بشكل أشد الفقراء في لبنان. ففي تشرين الثاني الماضي حذر البنك الدولي من أن نسبة سكان لبنان الذين يعيشون في فقر يمكن أن تزيد من 30 في المئة إلى 50 في المئة إذا لم تتحرك الحكومة بسرعة. لكن ذلك كان قبل انهيار العملة وجائحة الفيروس التاجي، مما جعل الأمور أسوأ".

وتضيف "أن اليأس جعل احتجاجات البلاد أكثر عنفاً. لقد هوجمت فروع المصارف وحُرقت، وقُتل أحد المتظاهرين في مدينة طرابلس الشمالية بعدما استخدمت قوى الأمن الرصاص المطاط والذخيرة الحية... وضربت الأزمة المؤسسات التاريخية. وأعلن فندقان نجَوَا من الحرب الأهلية التي استمرت 15 عامًا في البلاد، أنهما سوف يغلقان أبوابهما، وأرسل رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، إحدى أكبر الجامعات في العالم العربي، رسالة إلى أعضاء هيئة التدريس والموظفين الأسبوع الماضي لإعدادهم لاكبر أزمة منذ تأسيس الجامعة عام 1866".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم