الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

لبنان... خَللٌ في "هورمون السياسة"

كاتيا سعد
لبنان... خَللٌ في "هورمون السياسة"
لبنان... خَللٌ في "هورمون السياسة"
A+ A-

لماذا أشعر وكأن لبنان يلفظ أنفاسه الأخيرة؟ ولكن إن لم يسمع كل مسؤول كيف أنّ لبنان يهمس في أذنه "كفى"، ولم يرَ أبناءه يثورون ويردّدون "إرحل"، ولم يقرأ أقلام الإعلاميين الجريئة تخطّ "استيقظ" ؛ فلا عجب أنه بات مخدّراً، والحَرَم السياسي لديه أغلى من مكانة الإنسان.

يا أيها المسؤول...

هل تعرف بأن ضميري يؤنّبني لأنني لا أفضي بكل ما يختزنه عقلي، وذلك احتراماً لقلمي. وهو الشيء الذي يغيب عن بالك وأنت تلقي "خطاب الأوهام" السياسي؟

هل تقبل اعتذاري؟ بالطبع ليس لعدم إيماني بأقوالك وأفعالك، بل لأنني ما زلت أنتقي بعناية ألفاظي بحقّك؛ وألطّف المادة المكتوبة بممارساتك السياسية "المشبوهة" بحق الوطن والمواطن. وذلك حفاظاً على أخلاقيات المهنة، وهو الأمر الذي لا تفلح، إلى حد كبير، القيام به.

ما الأمر؟ ماذا فعلت؟ أيا ليتك لم تفعل... القصة بسيطة، كلما صاح الديك، نَقل إلينا "خضّة" سياسية - وطنية جديدة. بتنا نخاف من الغد، في حين أننا اعتدنا مقولة "غداً يوم آخر، غداً سيكون أجمل".. الغلاء يتآكل الوطن ويوسّع الثقب في جيبة المواطن الذي يتأقلم مع دفع كل فاتورة مرّتين (الكهرباء، الماء، التلفون، إلخ)؛ يحاول ابتلاع ارتفاع سعر المواد الغذائية إلى الضعف أو أكثر حسب "مزاجية" كل متجر أو سوبرماركت؛ ولكن أن يقفز سعر صرف الدولار بشكل "عشوائي" وغير مبرّر بين ليلة وضحاها إلى 4000 ليرة لبنانية، فهذا كان آخر "صيحة سياسية" من صيحاتك التي "عصرت" آخر ذرة احترام في عقل المواطن تجاهك كإنسان، في ظلّ المجهول الذي يعيشه رصيده المصرفي بفضلك.

يا أيها المسؤول...

أتساءل: هل من علاج للخلل الحاصل في "هورمون السياسة" لديك؟ نعم. تنحّى. لا تقلق، أعرف أن نيّتك "ملوّثة"، أقصد "صادقة"، للنهوض بلبنان. ولكن سأسلّمك سرّاً: كل ما يحتاجه ليستعيد أنفاسه وينهض هو أن ترحل.

لقد جعلت منه بلد العجائب.. قلْ لي أين تجد بلداً يُعامَل معاملة الصفقة، ويتمّ بيعه إلى هذه الدولة أو تلك؟

قلْ لي أين تجد بلداً يتعامل بالعملة الأجنبية بدل عملته الوطنية؟

قل لي أي كتاب علمي يدرِّس بأن الدجاجة تبيض ذهباً كي يصل سعر علبة البيض حدّ 15000 ألف ليرة؟

قل لي أي منطق يبرّر نهب مال الشعب ومن ثم التباهي بالأعمال الإنسانية؟

قل لي كيف لبلد يختنق، أن ينهض وحكامه لا يعترفون بكلمة "التغيير" بل يجدّدون عقود الكرسي سنة تلو الأخرى؟

وإن لم تؤثّر فيك أي كلمة أو صوت أو صرخة، ولكن نحن مستمرّون. وبدل أن أقول لك: بعد الخالق، لبنان وأهله أمانة بين يديك.. سأقول: وحده الخالق من يرعى لبنان وأهله.

تصبح على وطن يشبه طموحاتنا، ولا يتغذّى من طقوسك...

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم