السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

بالصور: أطنان من النفايات في بعلبك

المصدر: "النهار"
بعلبك - وسام اسماعيل
بالصور: أطنان من النفايات في بعلبك
بالصور: أطنان من النفايات في بعلبك
A+ A-

مقابل معمل الفرز والتسبيخ للنفايات في مدينة بعلبك، حيث يقبع المقلع الروماني الأثري، ما يعرف بـ" تلة الكيال"، أطنان من النفايات المتراكمة بعضها فوق البعض، تحتل مساحة كبيرة من الاراضي المتاخمة للمباني السكنية وبساتين المدينة، في مشهد بيئي مأسوي تفوح منه روائح كريهة، الى جانب روائح أخرى أبرزها إهدار المال العام.

بارقة أمل عاشها البعلبكيون لبرهة مع إطلاق أعمال معمل الفرز والتسبيخ منتصف شهر أيلول من العام 2015، والذي اعتبر من أفضل المعامل التقنية في الشرق الأوسط، وأهم المشاريع الإنمائية للمدينة والقرى المحيطة لها، على أمل أن تنتهي مشكلة نفايات المدينة منذ سنين طويلة خصوصاً مع ازدياد الكثافة السكانية.

أسئلة عدة لا يجد الأهالي الأجوبة الشافعة لها، عن أسباب تكدس تلك النفايات في ظل وجود معمل كان مقدراً له معالجة نفايات المنطقة بأكملها، وبطرق صحية وسليمة (صفر اضرار بيئية)، علماً أن مساحة هذا المعمل للفرز المنشأ في محلة تل الأبيض هي 2200 متر مربع، وبلغت كلفة إنشائه قرابة سبعة ملايين دولار أميركي، وتعرض لحريق مفتعل في شهر أيلول من العام 2016، ليصار إلى إعادة تأهيله وإطلاق العمل فيه في العام 2018.

المعمل الحلم الذي أنشئ بهدف رفع معاناة بلديات المنطقة وأهلها، من حيث معالجة موضوع النفايات دون رميها في مكبات عشوائية وإحراقها، وبأحدث التقنيات العالمية ومعالجة متكاملة للنفايات بتجهيزات كاملة من فرز وتسبيخ، ومطمراً صحياً ومعمل BIO GAZ لإنتاج الطاقة، بات اليوم سبباً لتفاقمها، وهو ما يؤكده عضو لجنة البيئة في بلدية بعلبك الدكتور سهيل رعد، الذي يصارع مع آخرين من أعضاء المجلس البلدي للمدينة، لحضه بغالبية أعضائه مجتمعاً، باتخاذ خطوات سريعة، ووضع حد لجميع التفلت الحاصل داخل المعمل، ومواجهة المعوقات التي تواجه المعمل، أقلها تشغيله بالشكل المطلوب، ورفع الجريمة البيئية التي تحصل داخل المدينة.

وأوضح رعد أن "معمل الفرز لا يؤدي وظيفته المطلوبة، من خلال معالجة النفايات الصلبة، وفرز مواد التدوير المصنعة من مواد البلاستيك، المعادن، الكرتون وغيرها، ومن ثم تسبيخ المواد الصالحة للأراضي الزراعية وإنتاج الطاقة، بوجود معمل البيوغاز الموجود إلى جانب المعمل الذي من المفترض أن يساهم بتغذية قسم من المدينة بالتيار الكهربائي، بتمويل من برنامج الإتحاد الأوروبي، وبدلاً من ذلك يقتصر عمل المعمل على تدوير النفايات التي تقدر بين 130 و 150 طناً، حيث تفرز المواد البلاستيك والمعادن التي يمكن بيعها، وتقدر بنسبة 10 في المئة من النفايات، ليصار إلى نقل الكميات المتبقية، أي 90 في المئة منها إلى داخل مكب الكيال الأثري الذي لم يعد لديه قدرة لاستيعاب المزيد من النفايات، تالياً تجاوز مراحل التسبيخ التي تمكن من تحويل 55 في المئة من النفايات إلى مواد عضوية صالحة للاستفادة منها للأراضي الزراعية، فيما ما بقي من مواد معدومة أي بنسبة 35 في المئة، من المفترض أن توضع داخل المطمر الصحي المنجز بمواصفات عالمية، وهو ما ينصه دفتر الشروط، الذي لا يتم تجاوزه من الجهة المتعهدة وبتجاهل وزارة التنمية الإدارية المعنية بمراقبته كما حال بلدية بعلبك".

وأكد رعد أنه منذ نحو الشهرين، تسلمت بلدية بعلبك من وزارة التنمية الإدارية، مطمراً صحياً بجانب المعمل وبمواصفات عالية لديه قدرة استيعابية كبيرة، إلا أن لا قيمة للمطمر دون تشغيل المعمل كما يلزم، ويضيف:" نعم هناك عقبات لوجستية تمنع عمل المعمل بالكميات الكبيرة التي تدخل إليه، ومنها عدم استيفاء جهاز البيوفيلتر الشروط المطلوبة، فحجمه لا يناسب حجم هنغار التسبيخ، وهو يساهم بفلترة الهواء ومنع إنتشار الروائح الكريهة، وهذه المشكلة سببها وزارة التنمية الإدارية التي وضعت التصميم، وكانت بلدية بعلبك اخذت على عاتقها الالتزام بتأمين مبلغ 350 مليون ليرة لبنانية لإنجازه، لعدم إعاقة عمل المعمل، كذلك هناك نقص بالأدوات الأساسية للمعمل، منها: نقص بعض المعدات، وأهمها فتاحة الأكياس التي ما زلنا موعودين بها منذ عام ولم تنفذ، كما أن معمل bio gaz لا يصلح للعمل لوجود تشققات داخل غرف التخزين التي تحتاج صيانتها إلى كلفة 70 الف أورو".

المعمل حالياً عاجز عن معالجة نفايات يستقبلها من نحو عشرين بلدة من قضاء بعلبك، بحيث لا يستطيع ضمن واقعه الحالي معالجة فقط نفايات المدينة من دون سواها، ناهيك بتسويف الشركة المتعهدة، وباتت تدخل الشاحنات إليه بالاطنان ويصار إلى استخراج المواد البلاستيكية والمعدنية منها، بعد أن يتم وزن هذه المواد لرفع كلفة تسبيخها التي لا تحصل اساساً على نفقة وزارة التنمية الإدارية، وهو ما يشكل إهداراً في المال العام إضافة الى الضرر البيئي الذي تتسبب به من خلال جمعها في "مكب الكيال" من دون معالجتها، حيث كان الأمل بطوي بعلبك صفحة بيئية عانت منها لعهود من "مكب الكيال" الذي لطالما عانت المدينة من روائحه المنبعثة على مدى ساعات النهار، والسحب السوداء الدائمة من دخان حرائقه.





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم