أحزاب الانتفاضة تتحضّر للولادة ومخاض المشروع السياسي يتحرّك

تتحضّر الانتفاضة اللبنانية للانتقال إلى مرحلة جديدة قوامها بلورة تنظيمات سياسية تحمل مشروعاً واضحاً، اذ علمت "النهار" أن المرحلة المقبلة ستشهد ولادة أحزاب جديدة لا يزيد عددها عن أصابع اليد الواحدة لتمثل مجموعات في الانتفاضة، وجاري العمل على تكوينها من طريق صَهر مجموعات تضطلع بدور أساسي على الأرض. يأتي هذا التطور في وقت تكثر فيه التساؤلات حول توجهات مجموعات الحراك المقبلة، ويرى فيه مراقبون أنه بات على الانتفاضة الاحتكام إلى مراجعة نقدية ومعرفة أين نجحت وأين أخطأت، تماما إذا كان المطلوب من الأحزاب التقليدية اعتماد كتاب المراجعة النقدية نفسه. وتُستقرأ أهم تحديات المفهوم الثوري في لبنان في أن القدرة على هز أركان النظام قائمة على اعتبارات مختلفة عن تلك الحاضرة في الأنظمة القمعية، ما يجعل من إمكان تحقيق مكاسب، مسألة أكثر صعوبة باعتبار أن المجتمعات الديكتاتورية مبنية على تركيبة عمودية يسقط فيها النظام اذا سقط رأسه، في حين أن القوى السياسية اللبنانية تتوزع أفقيا. وتجعل هذه الاعتبارات من المؤسسات الدستورية بابا تغييرياً بدلا من الوقوع في فخ الفوضى، في مقاربة المراقبين أنفسهم، عبر الضغط لإقرار قانون انتخاب يكسر الاعتبارات الطائفية والذهاب إلى انتخابات مبنية على أسس خارجة عن القيد الطائفي والعمل على تشكيل مجلس شيوخ يراعي التنوع اللبناني. أظهر استطلاع أجرته "الدولية المعلومات" ومؤسسة "أديان" و"مركز رشاد للحوكمة الرشيدة" ونشرته "النهار" في شباط الماضي أن 8.4% من المستطلعين أكدوا انتماءهم السياسي الرسمي فيما نفى 91.6% منهم ذلك. تتفاوت الآراء حول ما إذا...