السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الضغط يزداد على بايدن للانسحاب... ما السيناريوهات المحتملة؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
الضغط يزداد على بايدن للانسحاب... ما السيناريوهات المحتملة؟
الضغط يزداد على بايدن للانسحاب... ما السيناريوهات المحتملة؟
A+ A-

عثرات إعلامية لا تحصى

يعاني بايدن أحياناً من شطط فكريّ حين يجيب على بعض الأسئلة أو حتى خلال كلماته في التجمّعات الانتخابيّة والسياسيّة. في 2008، طلب من النائب المقعد في برلمان ولاية ميسوري تشاك شومر أن يقف، قبل أن يقول "ما الذي أتحدّث عنه"، ثمّ طلب من الحاضرين أن يقفوا له.

وفي مثل أكثر حداثة، وعند نهاية مقابلة مع الإعلاميّ كريس والاس من شبكة "فوكس نيوز" في الأوّل من آذار، شكره بايدن على الاستضافة قائلاً "حسناً تشاك. شكراً جزيلاً."

ردّ عليه كريس "حسناً، إنّني كريس، لكن على أي حال..." فارتبك بايدن قائلاً "كريس، لقد فعلت كريس. لا، لا، لقد فعلت للتو تشاك..."

في اليوم التالي، وخلال تجمّع انتخابيّ في تكساس، أخفق بايدن في تذكّر جملة أساسيّة من إعلان الاستقلال الأميركيّ "كلّ البشر ولدوا متساوين" فتحوّلت إلى "كل الرجال والنساء ولدوا من قِبَل، أنتم تعلمون، أنتم تعلمون الأمر." وتحدّث عن "الثلاثاء الكبير" بأنّه "الخميس الكبير" ممّا أثار ضحكاً خفيفاً حتى لدى مؤيّديه.

وفي أواخر شباط، قال لمجموعة مراسلين إنّه مرشّح إلى منصب "مجلس الشيوخ في الولايات المتّحدة." في الفترة نفسها أيضاً، وخلال حديث مع طلاب من جامعة تشارلستون في كارولاينا الجنوبية، قال بايدن إنّه كان الشخص الذي ناقش اتفاقيّة باريس للمناخ (2015) مع الزعيم الصينيّ دنغ شياو بينغ، علماً أنّ الأخير توفي سنة 1997.


مشكلة كبيرة من العدم

تركّز حملة ترامب على هذه الأخطاء وغيرها لتقول إنّ بايدن ليس أهلاً لتولّي القيادة الأميركيّة بسبب تقدّمه في السنّ. ومع أنّ بايدن لا يتخطّى ترامب سنّاً بفارق كبير (77 مقابل 73)، لكنّ ربط كثرة هذه الأخطاء بالشيخوخة يمكن أن يجد صداه لدى بعض الناخبين. الأسوأ بالنسبة إلى بايدن هو ظهور اتّهام له بالتحرّش الجنسيّ من قبل موظّفة سابقة لدى مكتبه في الكونغرس تدعى تارا ريد. دعته الأخيرة الخميس إلى تقديم استقالته.

لكنّ بايدن نفى تلك الاتهامات مشيراً إلى وجود "تناقضات" في ادّعاءاتها. وبرزت أمس أيضاً وثيقة جديدة تعود إلى سنة 1996 صادرة عن إحدى المحاكم تظهر أنّ ريد أخبرت زوجها السابق أنّها تعرّضت للتحرّش الجنسيّ حين كانت موظّفة لدى جو بايدن سنة 1993.

قد لا يمرّ وقت طويل لمعرفة كيف ستتفاعل حملة بايدن مع هذه الوثيقة وما إذا كانت ستدفعها لإقناع بايدن بالتخلّي عن حملته. حتى في حال تبيّن عدم صحّة هذه الاتّهامات، هنالك حسابات أخرى تؤرق هذه الحملة.

ليس بطل الديموقراطيّين

إلى جانب عثراته الإعلاميّة، لا يتمتّع بايدن بنظرة إيجابيّة داخل الحزب الديموقراطيّ لجهة كونه قادراً على إلحاق الهزيمة بترامب، وتبدو استطلاعات الرأي الأخيرة مبشرة لترامب في الولايات المرجحة. حتى الرئيس السابق باراك أوباما نصحه مراراً بعدم خوض المعركة الرئاسيّة، بالرغم من أنّه أعلن دعمه له في نيسان الماضي بعد ضمان نيله ترشيح الحزب. وثمّة مشكلة أخرى يجب على قادة الحملة أخذها بالحسبان وهو دعم المرشّح بيرني ساندرز لبايدن. ليس هذا الدعم كفيلاً بدفع الجيل الشاب من "اليسار" للتصويت لصالح بايدن، أوّلاً لأنّه غير "متحزّب" لساندرز، وثانياً لأنّه يرى أنّ بايدن جزء من "النظام" الذي يقاوم التغيير، وثالثاً لأنّه يتّهم "المؤسّسة الديموقراطيّة" بتغييب صوته لتعويم بايدن بعدما كان ساندرز متقدّماً عليه.

كذلك، يمكن دعم ساندرز أن يثير نفور الوسطيّين في الحزب الديموقراطيّ أو حتى بعض المستقلّين المناوئين لأقصى اليسار، الأمر الذي قد ينقل شريحة من الأميركيّين لانتخاب ترامب. وقد أثبت بايدن أنّه قابل لتغيير رأيه في بعض المسائل تحت ضغط من يسار الحزب.


من البديل؟

هنالك العديد من الكتّاب الذين دعوا في "نيويورك تايمس" و "واشنطن بوست" و "ذا ويك" إلى اختيار الحزب الديموقراطيّ مرشّحاً آخر، لكنّ جوناثان شايت من "نيويورك ماغازين" تحدّث عن صعوبة هذا الخيار في ظلّ تفشّي "كورونا" كما في تنوّع الأسماء الموجودة. وبعدما ذكر أن لا دليل جازماً إلى تورّط بايدن، رأى أنّ الآليّة الوحيدة لاختيار مرشّح عمليّ وشرعيّ هو المسار الذي حصل عليه الديموقراطيّون خلال الأشهر الماضية والذي اختاروا فيه بايدن بشكل واضح.

بالنسبة إلى المستشار في التواصل السياسي والكاتب السابق لعدد من الرؤساء دوغلاس ماكينون، إنّ أفضل خطّة "باء" هي خطّة "ك"/"أو" في إشارة إلى كلينتون/أوباما لاستبدال بايدن. يرى ماكينون أنّ هذه الخطّة ستكون "كابوساً" لترامب، حيث تترشّح كلينتون للرئاسة ويكون أوباما نائبها لأنّه لا يستطيع الترشّح إلى الرئاسة أكثر من مرّتين. بالتالي، يكون الأخير قد تدخّل ك "منقذ" للأمّة في حين أنّه لن يتلقى مسؤوليّات كبيرة تثقل كاهله في البيت الأبيض.

لا تزال الصورة فوضويّة لدى الديموقراطيّين. هنالك أسماء أخرى مطروحة بديلة عن بايدن مثل حاكم ولاية نيويورك أندرو كوومو الذي تلقّى إشادات في كيفيّة تعامله مع "كورونا" إضافة إلى وساندرز والسيناتورة إليزابيت وورن وغيرهم. لكنّ كوومو نفى بشكل قاطع الترشّح حتى إلى نيابة الرئاسة. ومهما يكن الاسم البديل المقترح فلن يكون هنالك ضمانة بأن ترحّب به القاعدة.


هديّتان متقابلتان

كذلك، لم يختر بايدن مرشّحه لنيابة الرئاسة وقال أواخر نيسان إنّه سيكون سعيداً بتعيين ميشال أوباما في هذا المنصب لكنّه عبّر عن اعتقاده بأنّها قد لا ترغب بالعودة إلى البيت الأبيض. تحمل هاتان المعادلتان مخاطرة كبيرة فيما لو خسر بايدن وميشال، أو لو خسرت كلينتون وأوباما أمام ترامب. كذلك، ليس واضحاً ما إذا كانت ميشال ستقبل الترشّح إلى جانب بايدن لو استمرّت قضيّة اتّهامه بالتحرّش الجنسيّ ترخي بثقلها على حملته.

في ظروف طبيعيّة للحزب الديموقراطيّ، أمكن أن يكون "كورونا" هديّة ثمينة لذلك الحزب كي يضاعف فرص نجاحه في تشرين الثاني، خصوصاً بعدما أطاحت الجائحة جميع ما حقّقه ترامب خلال ولايته على المستوى الاقتصاديّ. لكن يبدو أنّ الفوضى التي تجتاح حملة الديموقراطيّين هي أيضاً هديّة ثمينة للجمهوريّين. الأكيد أنّ المسار الانتخابيّ الأميركيّ سيكون بعيداً من الرتابة التي أوحى بها "كورونا" في الأسابيع القليلة الماضية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم