الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

صحّة نفسيّة- بعد تقليد ابنة الـ9 سنوات مشهداً تلفزيونياً وموتها... كيف نحمي أولادنا؟

المصدر: "النهار"
ن.م.
صحّة نفسيّة- بعد تقليد ابنة الـ9 سنوات مشهداً تلفزيونياً وموتها... كيف نحمي أولادنا؟
صحّة نفسيّة- بعد تقليد ابنة الـ9 سنوات مشهداً تلفزيونياً وموتها... كيف نحمي أولادنا؟
A+ A-

لم تكن ابنة التسع سنوات وحدها ضحية مشهد تلفزيوني أودى بحياتها، فقد سبقتها في الأشهر الماضية، حالاتٌ عدّة، في لبنان وفي العالم العربي، عن انتحار طفلات نتيجة تأثرهم بمشاهد من مسلسلات تركية وعربية. إلا أنّ المفارقة هذه المرة، هو أسلوب إنهاء الحياة، إذ إنّ الضحية: طفلة لم تتجاوز العشر سنوات، والمسبِّب: انتحار ممثلة تركية، والنتيجة: تمثيل الفتاة لهذا المشهد. فأين يقع دور الأهل في توعية أطفالهم؟ وما هي الدوافع وراء إقدام الأطفال لإعادة تنفيذ مشهد تمثيلي؟ وهل أطفالنا جميعهم معرّضون لهذه الظاهرة؟ 

برأي الاختصاصية في علم النفس العيادي، رانيا البوبو، أنّ توصيف فكرة "الانتحار" عند الأطفال ما دون العشر سنوات، تختلف من حيث الوعي لديهم ومفهوم هذه الفكرة بمعناها الفعلي: "إنّ الفرد قرر إنهاء حياته"، إضافة إلى التساؤلات الوجودية التي تدفع أي فرد إلى القيام بهذه الخطوة. إذ إنّ الطفل في هذه المرحلة العمرية يقوم بتقليد كل ما يراه أو يسمعه، على غرار ما عانى منه المجتمع في فترة سابقة عن الفيديوات والألعاب الإلكترونية التي تشجّع الأطفال على إنهاء حياتهم بطرق معينة كلعبة "مريم" و"الحوت الأزرق". 

إقرأ أيضًا: لماذا يتجه الطفل نحو العدوانيّة خلال الحجر المنزلي؟ 

أما عن وجود أي مشكلة نفسية قد تؤدي إلى "الانتحار" عند صغار السنّ، فأشارت البوبو إلى أنّ الطفل يعبّر بأساليب عدّة عن حالته الداخلية أكانت قلقاً أو كآبةً أو خوفاً من شيء محدد، وذلك من خلال ظهور  مؤشرات للأهل عن هذه المشكلة من خلال اضطرابات في النوم والطعام والتبول اللاإرادي الليلي أو الكوابيس أو حتى تأخر في الدراسة والمرض المتكرر.  

وحول وجود حلولٍ لحماية الأطفال من هذه الخطوة، شددت على ضرورة التوعية والتفسير لدى الطفل، من خلال هذه الأساليب:

أولاً- الانتباه للأفلام والمسلسلات وحتى الرسوم المتحركة التي يتابعها الطفل، مع تفسير واضح من قبل الأهل لبعض المشاهد التي يراها (العنف، الانتحار، الموت، الحب) لأنّ الأولاد لا يميزون بين الخيال والواقع. ويتمثل ذلك من خلال التواصل والتحدث مع الصغار أنّ هذا المشهد غير حقيقي وهو فقط تمثيلي، وتقديم الدلالات له من خلال توضيح أنّ إعادة تقليد هذه المشاهد يؤدي إلى إذاء أنفسنا وتعريض حياتنا للخطر.  

إقرأ أيضًا: كورونا يجمّد عاداتنا ويزيد وطأة الموت أسى. 

ثانياً- وضع ضوابط أخلاقية واجتماعية ودينية للطفل، يستند إليها كلما راودته أفكار لتقليد مشهد معين كسوبر مان والضرب والكذب والانتحار. إذ تصبح هذه الضوابط مرجعيّة له ضدّ هذه الأفكار الإجرامية، مع التأكيد أنّ الحلّ هو مواجهة المشاكل وليس إنهاء حياتنا. إلى جانب هذه الأمور، يجب أنّ يعي الأهل أهمية تعبيرهم عن عاطفتهم تجاه أطفالهم وخلق ثقة متبادلة، وإيضاح كل الأمور المبهمة في أذهانهم. 

هذا، وأوضحت البوبو أنّه كلما كان الطفل في عمر أصغر، كلما كان إدراكه للأمور، ينتمي لعالم الخيال أكثر. وبالتالي، يكون أكثر عرضة لتقليد هذه المشاهد، إضافة إلى الأطفال الذين يعانون من التنمر في محيطهم. 

إذاً، يلعب وعي الأهل وقربهم من أطفالهم دوراً أساسياً في حمايتهم من التعرض لهذه الأفكار من خلال وضع حدود فاصلة بين التمثيل والمشاهد الخيالية والحياة الواقعية. 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم