السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

تزايد حالات التسلل المعاكس لجهاديين من سوريا إلى الأردن وعمان تخشى وجود خلايا نائمة مرتبطة بالنظام السوري

عمّان – عمر عساف
A+ A-

منذ اشتعال الازمة السورية قبل ثلاث سنوات، لم يمر يوم على حدود الاردن الشمالية مع سوريا من غير ان تعلن قوات حرس الحدود الاردنية احباط محاولة للتسلل أو التهريب.


هذه التسللات المعلن عن احباطها لا تشمل لجوء آلاف السوريين الهاربين من دوامة العنف في بلادهم، وعبورهم الحدود الاردنية من أماكن غير المعابر الرسمية. وهذه الاماكن باتت قوات حرس الحدود تعرفها جيداً وتنتظر هؤلاء عندها لتنقلهم الى مخيمات اللجوء القريبة. وهي محددة بـ47 نقطة عبور يجتازها الفارون من الحرب بالتنسيق بين السلطات الاردنية "والجيش السوري الحر".
ومع ان هذا لا يعني ان التهريب والتسلل عبر الحدود لم يكونا قائمين قبل الازمة، الا انهما اخذا يتزايدان بعد ذلك، بصورة لافتة.
فقد تضاعفت حالات التسلل عام 2013 بنسبة 250 في المئة عنها عام 2012، استناداً الى تصريحات قائد حرس الحدود العميد حسين الزيود للتلفزيون الاردني الرسمي.
وقد عبر وزير الداخلية الاردني حسين هزاع المجالي، عن حجم العبء الذي يرتبه هذا التزايد في حالات التسلل والتهريب، لدى لقائه أمس كلا من ممثل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين أندرو هاربر ومنسق مكافحة الارهاب في الاتحاد الاوروبي جيل دي كيرشوف. وشدد المجالي على ان الحدود المشتركة الطويلة مع سوريا "شكلت عبئا ثقيلاً على المملكة بذلت من خلالها الكوادر الامنية والعسكرية جهوداً مضاعفة لضبط الحدود ومراقبتها بشكل مستمر لمنع مختلف عمليات التهريب ومكافحة الجريمة للحفاظ على الامن والاستقرار في المملكة".
وكان العميد الزيود صرح في مؤتمر صحافي عقده اخيراً بأن قوات حرس الحدود "تمكنت من ضبط نحو 900 قطعة سلاح، غالبيتها آتية من سوريا الى المملكة خلال العام الماضي، في مقابل ضبط ستة ملايين حبة مخدرة، الى 24 سيارة من مختلف الانواع، و90 الف رأس من الاغنام".
وما يخيف الاردن من تهريب السلاح، هو ان تكون الاسلحة موجهة الى خلايا نائمة مرتبطة بالنظام السوري، اذا تفاقمت الامور وساءت العلاقات بين البلدين. وكشف بعضا من انواع الاسلحة المهربة عام 2013، منها 724 قطعة سلاح من فئة بمب آكشن، و94 قطعة كلاشنيكوف، و33 قنبلة يدوية، و3 أجهزة تفجير من بعد، و45 جهاز اتصال لاسلكياً، الى 34 قطعة واقية للشظايا و3 رشاشات".
وأمس اعلن الجيش الاردني ان قواته طبقت "قواعد الاشتباك" على سيارتين حاولتا اجتياز الحدود آتية من سوريا، مما ادى الى تدمير احدى السيارتين بكامل حمولتها.
وقال الجيش في بيان اصدره انه سيطر على السيارة الاخرى وضبط فيها 209 قطع سلاح مختلفة وعشرة آلاف حبة كبتاغون مخدرة".
كما أورد الجيش في بيان آخر ان قواته "استقبلت خلال الساعات الـ24 الاخيرة 684 لاجئاً سورياً دخلوا من مناطق عبور عدة غير شرعية".
وهذه الاعداد تتكرر بصورة شبه يومية.


التسلل المعاكس
وأكثر ما يؤرق السلطات الاردنية، وخصوصا في الفترة الاخيرة، هو التسلل المعاكس من سوريا الى الاردن، الذي ينشط فيه السلفيون الجهاديون، اردنيون ومن جنسيات اخرى، الذين يتوجهون للانضمام الى "جبهة النصرة" الموالية لتنظيم "القاعدة" او "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش).
وتعج أروقة محكمة أمن الدولة بأولئك الذين قبض عليهم لدى محاولتهم التسلل عبر الحدود الممتدة بين البلدين نحو 370 كيلومتراً، اذ بلغ عدد الذين امسكت بهم السلطات الاردنية حتى نهاية العام الماضي 581 متسللاً".
وعلى رغم تشديد حرس الحدود رقابته، الا ان هذا لم يحل دون تمكن عدد من الجهاديين من التسلل الى سوريا. اذ يصرح قياديون في السلفية الجهادية من وقت الى آخر بالتحاق اعضاء من التيار بـ"الجهاد في سوريا".
ويصل عدد المقاتلين الاردنيين في سوريا الى اكثر من ألف مقاتل اكثرهم منضوون تحت ألوية الفصائل الاسلامية، استناداً الى تصريحات لقادة في التيار الجهادي. وقبل ذلك، وتحديداً عام 2011 وحتى اواسط 2012، كان الاردن يغض الطرف عن تسلل الجهاديين من مختلف الجنسيات، وخصوصاً الاردنيين، الى سوريا، الى ان تبدلت الاوضاع في الميدان، وتعاظم وجود الجهاديين في سوريا وباتوا يشكلون خطر احتمال وصولهم الى الحكم في حال سقوط النظام الحاكم هناك، الى اشتداد لهجة دمشق حيال عمان بسبب هذا الملف.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم