الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

يوميّات حالمة: ما يُشبه الدبّ القطبيّ!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
يوميّات حالمة: ما يُشبه الدبّ القطبيّ!
يوميّات حالمة: ما يُشبه الدبّ القطبيّ!
A+ A-

اجتاحتني بعض أفكار جهنميّة ابتداءً من الأسبوع الثاني من الحجر المنزلي، تتمحور في غالبيّتها، حول قدرتي على ترويض جسدي "المُسيّج" بالدهون وانعكاس المعجّنات والزبدة والبطاطا المقليّة وألواح الشوكولا والفستق ومختلف القلوبات. خوفاً من نزهاتي - لمَ لا رحلاتي الوجوديّة – إلى البرّاد للتخفيف من وطأة الساعات الطويلة التي هدّدتني منذ اليوم الأول بقامتها المهيوبة. نعم، سكنتني عندئذٍ بعض أفكار مُستقبليّة الطلّة لها علاقة بجسدي، وكيفيّة تحويله آلة أعزف عليها ما تبقّى من أحلام. كنتُ على يقين من أن لا بدَّ لي من أن ألبّي نداء أفكاري الإبداعيّة "البعيدة المنال" بأسرع وقت مُمكن، قبل أن تُطالبني الحياة بالمزيد من الاستسلام لرغباتها، وقبل أن أنصاع لغضب الطبيعة المُستاءة من الإنسان. نعم، سأروّض جسدي الأشبه بلوح خشبيّ يليق به كيّ الملابس. وإذا أردنا أن نكون أكثر دقّة، أشبه بدبّ قطبيّ يُحاول الحفاظ على لياقته البدنيّة ويترنّح على صدى أنغام الدهون. سأغزو رواق جسدي وأحوّله تحفة فنيّة.


أعترف أنني بدأت أسمع الهُتافات التي تُردّد اسمي قبل أيام من البدء بالدروس المجانيّة عبر موقع "يوتيوب"- الله يوجّهلو الخير. تصفيق قويّ، جمل مُخمليّة تأتي على شكل: "روحي يا غزالة!"، والأهم، انعكاس في المرآة لمُنحنيات تبكي الليونة من خفّتها، وخصر كُتبت له جملة "قدّك الميّاس" سنوات طويلة قبل إطلالته الأولى في هذا العالم الغريب، تمهيداً للحظة عزّه المُرتقبة! وإذا بالواقع يطل، هو الآخر بقامته المهيوبة خلال الدقائق الأولى من الدرس – المجانيّ – الأول عبر موقع "يوتيوب" – الله يفتحها بوجّو- وإذا بالهلع يُصيبني ما إن انتقلنا من فترة تحضير الجسد للحركات الراقصة إلى القفز والالتفاف حول أنفسنا، والتمايل وهزّ الخصر من دون أن تبتعد الساق عن الأخرى، وبعدها هزّ الجسد بكامله من دون تحريك الساقين، وتحريك الذراعين في الوقت عينه ومن خلال حركات تُنافس حركات الجسد. ومن دون أن تفارق الابتسامة الوجه "المفجوع". وتجدر الإشارة إلى أنني عشتُ بعض ذعرٍ عندما راح قلبي "يُخبّط" وكأنني أعيش الذبحة القلبيّة، وفقدتُ لهُنيهات (وهيهات يا بو الزُلف!) السيطرة على إيقاع تنفسي، فإذا بي أصدر أصواتاً من صدري أقرب إلى صفّارة القطار القادم من النمسا إلى لبنان سيراً على القدمين.



وكانت في هذه الأثناء، أستاذة الرقص الشرقي تتمايل بسرعة قياسيّة وتُعطينا الإرشادات في الوقت عينه، ولم تظهر عليها علامات التعب أو أقلّه " شي علامة". وما إن انتهى الصف الأول (روح الله لا يردّك)، وجدتُ نفسي أهرول إلى البرّاد بما تبقّى لي من قوّة، وأرمي باللوح الخشبي الذي يُجاور طيف الدبّ القطبي على صحن المعجّنات ليواسيني من هذه التجربة أو "هيدا القطوع يالّلي مرق". بعض المحاولات موجعة أكثر من الاستسلام!

[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم