السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

عدوان حجب الثقة: لا نريد أن نبيع الناس أوهاما وندعو الى تسوية حقيقية لا شكلية

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"
A+ A-

قال النائب جورج عدوان في مداخلته خلال جلسة مناقشة البيان الوزاري: "ما من لبناني عاقل وعارف إلا ويدرك أن لبنان اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة ماسة إلى تسوية وتفاهم بين مكوناته. لكن ما من لبناني عاقل وعارف إلا ويعرف ويدرك حقيقة وواقع الأمور، وجوهر الخلافات، وواقع الانقسامات، مهما حاولنا تجميلها، وتصويرها، في كلمات منمقة تراعي الشكل وليس الجوهر. إننا نريد تسوية تعالج الجوهر وليس الشكل".
واضاف "علينا أن ندرك جميعا أن المواطن محبط ومتألم ومصاب ومتعب من كل ما يجري ومن اللاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي والمالي وهو يريد معالجات حقيقية لا معالجات لفظية."
كان من المفترض أن نناقش في هذه الجلسة البيان الوزاري للحكومة:
البيان الوزاري الذي يفترض أن يعبر عن سياسة الحكومة.
فعندما نص الدستور صراحة وضمنا أن النظام في لبنان برلماني ديمقراطي، فهذا يعني أولا أن تكون الحكومة التي تشكل تضامنية، وهذا الشرط هو من أولى الخصائص التي تميز النظام البرلماني عن الأنظمة السياسية الأخرى.
ويبدو واضحا من نص المادة 64 المشار إليها سابقا، أن المشترع قد ربط بين الثقة التي تستكمل بها الحكومة دستوريتها، والبيان الوزاري. وبهذا يكون قد فرض ضمنا التضامنية لإقرار البيان الذي تتقدم به إلى مجلس النواب لنيل الثقة. فإذا كان من الوزراء من عارض صيغة البيان كليا أم جزئيا عند التصويت عليه في مجلس الوزراء، فإلى أي فريق يصوت النائب على الثقة؟ هل على أساس موقف الذين عارضوه أم يمنح الثقة لفريق أيده؟ وماذا إذا جرت مناقشة لاحقة للقضايا التي لم يتم التوافق حولها في البيان؟ هل يمكن للحكومة أن تقول امنحوا الثقة للذين عارضوا وكذلك تقول لفريق آخر امنحوا الثقة للذين أيدوا؟!
فأية حكومة هذه (بالرغم من الاحترام الذي نكنه لرئيسها ولوزرائها) لبيان وزاري يفسره الوزراء كل بما يناسبه وأي سياسة هذه التي تطرح الشيء ونقيضه والموقف وعكسه".


وأضاف: "من هذا المنطلق سنتناول في مداخلتنا اليوم حقيقة واقع الحكومة وحقيقة الواقع الذي نعيشه، لنعبر منهما إلى الحلول المرجوة:
هذه حكومات وليست حكومة فكل وزير يطبق فيها سياسته، أي سياسة حزبه أو مكونته في وزارته، أما فيما يتعلق بسياسة الدولة والوطن والمؤسسات فغائبة ومفقودة.
فمع أية حكومة تريدوننا أن نتعامل؟
هل نتعامل مع الحكومة التي تدعم المحكمة الخاصة بلبنان أم مع الحكومة التي تنادي بحماية المتهمين؟
هل نتعامل مع الحكومة التي تدعو إلى التعاون مع المحكمة الخاصة بلبنان أم تلك التي تعتبرها إسرائيلية أميركية متآمرة؟
هل نتعامل مع الحكومة التي ينحصر فيها قرار الحرب والسلم أم نتعامل مع واقع الحكومة الحالية التي يتفرد احد مكوناتها بقرار الحرب والسلم.
هل نتعامل مع الحكومة التي تدعم إعلان بعبدا وتلتزم بتنفيذه التزاما واضحا وصريحا أم نتعامل مع الحكومة التي تعتبره حبرا على ورق.
هل نتعامل مع الحكومة التي تنأى بنفسها عن سياسة المحاور الإقليمية، أم نتعامل مع الحكومة التي تعتبر نفسها رأس حربة في محور الممانعة.
هل نتعامل مع الحكومة التي تطالب بانسحاب حزب الله من سوريا أم نتعامل مع الحكومة التي تؤيد انخراطه في المعارك إلى جانب النظام السوري.
هل نتعامل مع الحكومة التي تؤيد تنفيذ القرار 1701 ومنع وجود أي سلاح خارج سيطرة الدولة في الجنوب أو مع الحكومة التي تؤيد تدفق الأسلحة إلى لبنان.
هل تتعامل الحكومة مع ملف المفقودين في السجون السورية بجدية بعد أن أظهرت وسائل الإعلام إخفاء النظام السوري لواقعهم أم تتعامل الحكومة وفق ما كان يدعيه النظام السوري بأن لا وجود لمفقودين لبنانيين في سجونه.


واوضح "وقد تطول لائحة الأسئلة والتناقضات وتبقى طبعا دون أي جواب واضح.
فماذا يبقى من لفظية البيان الوزاري وواقع الحكومة يترجم عكس ذلك تماما، وماذا يبقى من التضامن الحكومي إلا صورة طاولة الاجتماعات. وما نفع أي وزارة أكانت سيادية أم عادية إذا ضاعت الدولة وضعفت وتفتت."


وفي سياق حزب الله، قال "لا يسع احد في هذا المجلس إلا أن يتوقف عند الموقف الواضح لحزب الله من القضايا المطروحة، فنحن مع اختلافنا الجوهري على بعض الأمور مع حزب الله نقدر الصراحة والوضوح في مواقفه. فحزب الله أكد أن الأولوية عنده تبقى للصراع العربي/ الإسرائيلي بمفهوميه الواسع وفي هذا الصراع يضع الحزب نفسه كرأس حربة في محور الممانعة، فيقرر ويتصرف بما يراه ملائما وهو بالطبع لا ولن يتوقف عند مواقف الحكومة اللبنانية ولا البيانات الوزارية اللفظية إلا مع ما يتلاءم مع نظرته للأمور ووفقا لما يراه هو وليس ما تتفق عليه المكونات الوطنية الأخرى."


وهو في السياق له حرية القرار في مواجهة العدو الإسرائيلي فصراعه مع إسرائيل ليس مرتبطا بالدولة وابعاده تتجاوز تحرير ما بقي من الأراضي اللبنانية المحتلة.
أما الغالبية الساحقة من اللبنانيين، ونحن منهم فنعتبر أن إسرائيل دولة عدوة، تحتل ارض لبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر وهذه الأرض المحتلة بحاجة إلى ترسيم حدود بيننا وبين سوريا ليجعل منها محتلة بالمفهوم الدولي، وتريد أن يناط بالدولة اللبنانية وبحكومتها قرار المواجهة وقرار الحرب والسلم وقرار التحرير.
وغالبية اللبنانيين الساحقة لا تريد تفرد أي فريق لبناني خارج هذا الإطار، ولا أن يبقى لبنان في حال استنفار وتوتر دائم ولا استقرار دائم بإتباع سياسات منفردة واستدراج حروب خارج إطار الإرادة اللبنانية الجامعة وأولوية المصلحة اللبنانية المشتركة".


وتابع عدوان: "أما النقطة الثانية فتتعلق بمشاركة "حزب الله" في القتال إلى جانب النظام في سوريا، وهو في هذا المجال يتصرف عكس موقف الدولة اللبنانية وباقي الشركاء في الوطن وعكس سياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن سياسة المحاور وعكس إعلان بعبدا ومندرجاته. فـ"حزب الله" تدرج في مشاركته في الحرب الدائرة في سوريا وفق ما قاله: من الدفاع عن اللبنانيين المقيمين في القرى السورية الحدودية، إلى الدفاع عن المواقع الدينية، إلى الدفاع عن النظام بوجه الشعب السوري تحت شعار محاربة التكفيريين".


وتابع "في حين أن هناك شريحة واسعة من اللبنانيين ترى ضرورة عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، وتعتبر أنها عانت الكثير من إرهاب النظام السوري قبل أن يعاني شعبه منه، وتعتبر أن مشاركة حزب الله في سوريا استدرجت التكفيريين إلى لبنان، وفي مطلق الأحوال: أن وجود حزب الله في سوريا يستعدي الشعب السوري مع انعكاسات ذلك على الوضع اللبناني في المستقبل. فنحن لا نريد أن نتدخل في ما يريده الشعب السوري لبلده ولا نريد أن يتدخل السوريون في شؤون بلدنا الداخلية. والنقطة الثالثة: يرى حزب الله ان مقاومته للاحتلال الإسرائيلي يجب ان يتم بشكل مواز للدولة، وليس بكنفها ولا تحت سلطتها وباستقلالية عنها. في حين ترى أكثرية ساحقة من اللبنانيين أن وجود أي سلاح خارج الدولة، وخارج قرارها وبدون إشرافها يقوض معالم الدولة ويمنع قيامها".


 


 


وختم عدوان: "أخيرا، نحن كنا وسنبقى دعاة تسوية حقيقية بين المكونات اللبنانية، تسوية جوهرية لا شكلية، سوف نستمر في سعينا لهذه التسوية، وطالما لم نبدأ بها فعليا لا نريد أن نبيع الناس أوهاما وأحلاما يستيقظون بعدها على كوابيس. لذلك، القوات اللبنانية في سعيها إلى تسوية فعلية لن تعطي الثقة لحكومة تعتبرها القوات تراعي التسوية الشكلية، ولأن الإنسان يحيا بالأمل فالقوات تأمل أن يبدأ السعي الحقيقي لإيجاد حل لهذه التناقضات من قبل الجميع".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم