فسيخ وسردين وملوحة… الأسماك المملحة جاهزة لعيد الفطر بمصر (صور)

الأسماك المملحة في مصر عُرِفت منذ آلاف السنين، وخاصة الفسيخ الذي يعد أشهرها، ويرتبط بالأعياد وخصوصاً شمّ النسيم وعيد الفطر.

عدسة "النهار" اقتربت أكثر لتكشف الطرق المثالية لصناعة الأسماك المملحة، واختيار أجودها، يقول محمد سيد، أحد باعة الفسيخ في محافظة الإسكندرية المصرية: "بدأنا عقب انتهاء موسم شمّ النسيم، التحضير لموسم عيد الفطر المبارك، والذي تلقى خلاله الأسماك المملحة رواجاً كبيراً".

وأضاف محمد لـ"النهار": "في البداية نقوم بشراء سمك البوري من مزارع الأسماك، وتكون أسماك المزارع حجمها أكبر من أسماك البوري التي تعيش في النيل، ولا نضع عليها الثلج مطلقاً".

"بعد ذلك يتم غسلها جيداً، وتجفيفها تماماً من الماء، ثم نضع طبقة من الملح الرشيدي الخشن في براميل خشبية، وعليها طبقة من السمك البوري، ثم طبقة من الملح، وهكذا حتى يمتلئ البرميل تماماً، ونغلقه بإحكام".

"بعد مرور نحو عشرة أيام يصبح الفسيخ جاهزاً ولكنه يكون عذباً، وإذا أردناه متوسط الملوحة لا نخرجه قبل مرور 15 يوماً، وبعد مرور شهر من صناعته يصبح مالحاً، ومدة صلاحيته تكون نحو ستة أشهر من تاريخ تصنيعه".

وأشار محمد إلى أن البراميل الخشبية هي الأفضل لصناعة الأسماك المملحة، نظراً لأنها لا تحتوى على مواد تتفاعل مع الفسيخ مثل البراميل البلاستيكية.

وأكّد سيد أن السردين المملح يصنع بطريقة الفسيخ نفسها، ولكنه يصبح جاهزاً بعد مرور أسبوع من تاريخ صناعته، مؤكداً أن أفضل أنواع السردين يتم اصطيادها من المكس بالإسكندرية، أو مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، ولكن نحصل على سمك "الملوحة" جاهزاً من أسوان حيث تعيش هذه السمكة في بحيرة ناصر.

وأضاف: "يتم استيراد أفضل أسماك الرنجة من النرويغ وهولندا وصناعتها في مصانع متخصصة في مصر، لصناعة الرنجة المدخنة".

وأشار سيد إلى أن مندوبي وزارة الصحة، والتموين، يحصلون من محلات الفسيخ على عينات بصورة دورية للتأكد من صلاحيتها وجودتها.

كما تبيع محلات الفسيخ الأنشوجة، والأنواع المختلفة من البطارخ المحلية، والكافيار المستورد، ويبدأ كثير من المصريين الآن، شراء الأسماك المملحة، والمدخنة بأنواعها المختلفة استعداداً لعيد الفطر.