الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

جائحة الغلق

سمير عطاالله
Bookmark
جائحة الغلق
جائحة الغلق
A+ A-
"لا عذاب أفدح من تذكّر تلك الأيام السعيدة ونحن في حال من البؤس".(دانتي)نشرت "الشروق" المصرية مقالين في رثاء "البريستول"، الأول للأستاذة نيفين مسعد، والآخر للمفكّر جميل مطر. كلاهما يروي تجربته مع الفندق كحالة حضارية ثقافية وجزء من صورة لبنان كظاهرة متفردة في العالم العربي، ينهار فيه كل شيء، وتبقى قوته في الحفاظ على آداب الحريات ورقيّ التعامل بين الخصوم. فقد كان يلتقي فيه السياسيون المتقاتلون، فيؤدِّبهم المكان وهيبته ومناخه التاريخي، وما له من سمعة بين الناس.تلك كانت قوة بيروت "الناعمة": أن يحزن على إغلاق "البريستول" حزن الفقد الكبير، مفكِّر قادم من عاصمة كانت قوتها الناعمة الاسطورية في اوتيل "شبرد" ومقهى "الهيلتون" و"ريش" و"الفيشاوي"، حيث تدرَّج التاريخ من أيام الاستعمار الى عبقريات نجيب محفوظ.فنادق ومطاعم ومقاهٍ كثيرة أُغلقت في نكبة الأشهر الأخيرة. لكن إغلاق "البريستول" كان علامة من علامات السقوط المعنوي للبلد، خارج الانهيار الاقتصادي المنتظَر. لقد ذكَّرنا الإغلاق بأن الجفاف قد دَبّ في عروق "القوة الناعمة"، التي كانت وجه لبنان المتجدد النضارة والمتعدد الآفاق. ولم يعنِ الدولة في شيء ان تميّز بين وزارة الثقافة ووزارة الزراعة والقنّب الهندي.تسمي العرب "مخضرمين" اولئك الذين كانوا في الجاهلية وأدركوا الاسلام. وينطبق ذلك على المنتقلين من زمن إلى آخر. وفي فرنسا كان ذلك وصف الانتقال من جمهورية إلى أخرى. ولقد عاش أدباء كثيرون بين "الجمهورية الرابعة" التي كان آخر رؤسائها "الجَّد الطيِّب" رينه كوتي، وبين "الجمهورية الخامسة" التي أعلنها شارل ديغول، خاتم التاريخيين في فرنسا، وربما في أوروبا، التي كانت العرب تسمّيها "أوروفا".من المخضرمين بين "الرابعة" و"الخامسة"، كان المؤرخ الشهير اندريه موروا. يروي موروا في (مذكرات 1885 – 1967) أنه كان يقف ذات يوم في نافذة منزله عندما شاهد سيارة تابعة للحرس الجمهوري تتوقف أمام البيت، ويترجل منها ضابط يسلّم مغلفاً إلى البوّاب. فضّ موروا الظرف فإذا فيه رسالة من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم