الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مجموعة البحث للحد من التدخين: دراسات مشبوهة حول العلاقة بين النيكوتين والحماية من كورونا

مجموعة البحث للحد من التدخين: دراسات مشبوهة حول العلاقة بين النيكوتين والحماية من كورونا
مجموعة البحث للحد من التدخين: دراسات مشبوهة حول العلاقة بين النيكوتين والحماية من كورونا
A+ A-

ارتأت مجموعة البحث للحد من التدخين في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) توضيح العلاقة بين التدخين وفيروس الكورونا بعد ورود عدة مقالات عبر وسائل الاعلام تشير الى دور محتمل للتدخين والنيكوتين في الحماية ضد جائحة كورورنا. يعتمد هذا التوضيح على رد علمي نشره باحثون من جامعة باث في المملكة المتحدة ضمن مجموعة "ستوب" (STOP) وهي هيئة رقابة عالمية لصناعة التبغ.

زعمت دراستان حديثتان بأن النيكوتين يمكن أن يحمي من الاصابة بالكورونا مما سبب موجة من الاخبار المغلوطة عالمياً وفي لبنان. وقد ادى ذلك الى تفسيرات خاطئة لدى العديد من الناس. حتى انه في فرنسا تهافت المدخنون وحتى غير المدخنين الى شراء منتجات التبغ ومنتجات بدائل النيكوتين خوفاً من جائحة كورونا مما دفع الحكومة الفرنسية الى اصدار بيانٍ تحذر فيه من سوء تفسير الدراستين، تبعه قرار يحدّ من بيع منتجات النيكوتين.

لقد اعتمدت هذه الأخبار على دراستين مثيرتين للجدل، صدرتا في نيسان ٢٠٢٠على موقع "كيوس" (Qeios) الذي يسمح للباحثين بتحميل مقالاتهم من دون أي مراجعة علمية من قبل باحثين آخرين. اذاً إنّ الدراستين ليستا منشورتين في مجلات علمية ولم تجري مراجعتهما من قبل باحثين آخرين لتأكيد أو ضحض النتائج.

أجريت أول دراسة (Miyara et al.) في مستشفى في باريس، حيث قورنت نسبة المدخنين لدى مرضى الكورونا في المستشفى مع نسب المدخنين في فرنسا ككل. وتعاني هذه الدراسة من اخطاء منهجية:

1. استثنت الدراسة مرضى الكورونا في العناية الفائقة، على الرغم من أن أكثر من مقالة علمية بيّنت الارتباط بين التدخين وشدة عوارض الكورونا.

2. اعتمدت الدراسة على عينة صغيرة من العاملين في القطاع الصحي، وهم/ن غير ممثلين لكل السكان في فرنسا، لذا لا تجوز المقارنة بين المجموعتين علمياً.

3. أفضت الدراسة الى استنتاجات خاطئة وادعاءات أنّ التدخين يحمي من الاصابة بالكورونا وادّعت أن النيكوتين قد يوفر سبيلاً للحماية من المرض.

أما الدراسة الثانية (Changeux et al.)، التي اعتمدت على نتائج الدراسة الأولى المشبوهة، فقد قدمت نظرية جديدة حول كيفية دخول الفيروس الى جسم الانسان مدّعية أن النيكوتين يحمي من العدوى ويمكن أن يكون علاجاً لها.

الى جانب أن هذه الدراسة، بالاضافة الى الدراسة التى سبقتها، تتعارض مع الأدبيات الناشئة والدراسات السابقة حول الرابط بين التدخين والعدوى من الكورونا، فان مجرد معرفة تاريخ الباحث المسؤول يلغي فرضية حيادّية وجدّية الدراسة. على الرغم من عدم وجود مصدر تمويل لورقته التفصيلية، فإننا نلاحظ أن Changeux، المؤلف الرئيسي للورقة الثانية، له روابط تاريخية طويلة الأمد مع صناعة التبغ: فهو حصل بين عامي 1995 و1998 على منح تصل إلى ما مجموعه 220 ألف دولار من مجلس أبحاث التبغ؛ وفي أواخر التسعينيات تعاون كمستشار لشركة Targacept، وهي شركة فرعية صيدلانية لشركة التبغ RJ Reynolds؛ وفي عام 2006/2007 أشرف على، ونشر، دراسات ممولة من شركة فيليب موريس الدولية. (المصادر في المقالة باللغة الإنجليزية:

https://exposetobacco.org/wp-

content/uploads/STP043_Covid19_FrenchStudies_02.pdf)

بناء على ما ورد أعلاه، يجب توخي الحذر والتأكد من صحة الخبر عند النشر من مصادر غير موثوقة حتى وإن كانت منشورة. تقع المسؤولية اليوم علينا جميعاً للتوعية من مخاطر اللجوء الى التدخين للوقاية من الفيروس؛ وهو أن التدخين وباء أكثر ضرراً من الكورونا على المدى البعيد. فالمطلوب الآن هوالتوعية من مخاطر التدخين الصحية الدائمة ومساهمته بازدياد شدة اعراض الكورونا.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم