الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

قصة مؤثّرة... وفاة أول صحافي مصري متأثراً بفيروس كورونا

المصدر: "النهار"
القاهرة - ياسر خليل
قصة مؤثّرة... وفاة أول صحافي مصري متأثراً بفيروس كورونا
قصة مؤثّرة... وفاة أول صحافي مصري متأثراً بفيروس كورونا
A+ A-
وقالت النقابة في بياناها الرسمي، أمس: "ينعى مجلس نقابة الصحافيين برئاسة النقيب ضياء رشوان وفاة الزميل ويعلن تقديم كافة المساعدات المادية والمعنوية لأسرته".

وكشفت مصادر صحافية لـ"النهار": "إن رياض مكث في منزله بعد شعوره بأعرض تشبه الأنفلونزا لنحو 5 أو 6 أيام قبل أن يبدأ في التواصل مع الجهات المعنية بالنقابة ووزارة الصحة المصرية، ثم ذهب بعد ذلك إلى مستشفى الحميات بإمبابة لإجراء فحوصات طبية. وكان هذا التأخر له أثر في تدهور حالته الصحية للأسف الشديد".

وقالت المصادر "إن عددا من أفراد أسرة رياض إضافة إلى أشقاء له خضعوا لفحوصات كونهم كانوا مخالطين له، لأنه يقيم في عمارة تضم عددا من أقربائه، وقد ثبتت إيجابية حالة إثنين من أبنائه الأربعة، وهما عبد الله، طفل رضيع عمره عام ونصف عام، وحسن 8 أعوام، أما الزوجة فقد ثبتت سلبية تحليلها، وهي في مستشفى العزل الطبي لرعاية طفلها الرضيع، وليست مصابة بالفيروس كما قال البعض".

الشعور بالمرض

بدأ رياض يشعر بتزايد حدة مرضه، ولم يعلن عن ذلك إلا بعد أيام من خلال تدوينة على صفحته بموقع "فايسبوك"، كانت عبارة عن آية قرآنية من سور الشعراء: "وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ"، ونشرت التدوينة في يوم 13 نيسان الجاري، وكان حينها يشعر بأعراض تشبه الأنفلونزا حسبما أفادت المصادر.

وقال الصحافي في تدوينته الأخيرة يوم 21 نيسان، قبل أن تتدهور حالته الصحية: "الناس الذين بتساءلون عن صحتي بعد إصابتي بفيروس كورونا، تعب متواصل وحرارة مرتفعه نار 14 يوما، خلال تلك الفترة تواصلت مع الرقم 105، كلام فارغ انك مقصر في صحتك".

وأضاف في التدوينة: "هذا ويحسب لمجلس النقابة عدم تركه لي ومعه مجلس الرابطة (رابطة النقاد الرياضيين)، فكان القرار الذهاب إلى الحميات ليتواصل العذاب والمرض، يوم للتحايل لعمل مسح، 48 ساعة لتظهر النتيجة مع أنه ربع ساعة فى العالم، ثم نتيجة خطأ ليتم مسح جديد بعد 3 أيام، وانتظر النتيجة من المعامل 48 ساعة ولو كانت إيجابية انتظر الإسعاف 48 ساعة".

وأشار الصحافي الذي كان منتظرا لنتيجة الفحص الثاني: "أليست سبعة أيام كافية لموت أي شخص، مثلما حدث مع الكثيرين، أنا منذ 14 يوما أتعذب، دعواتكم ولا يسكت أحدكم على نفسه، ولله الأمر من قبل ومن بعد، وإلى الآن لا توجد خطوات جادة".

تحركات نقابية

وقال أيمن عبد المجيد رئيس لجنة الرعاية الاجتماعية والصحية بنقابة الصحافيين المصريين لـ"النهار": "بمجرد علمي بمرض الزميل، من خلال أتصال أحد الزملاء المشتركين، ومعرفتي بذهابه لمستشفى الحميات بالعباسية، وإجرائه فحصين دون الحصول على نتيجة واضحة، لا هي إيجابية ولا سلبية، بدأت تحركات نقابية للتعجيل بإجراء فحص عاجل له".

"كان الزميل قد شعر بحالة من الإحباط الشديد، وأبلغني أطباء أن حالته النفسية متدهورة للغاية، ويريد أن يغادر المستشفى بأي طريقة" يقول عبد المجيد، "أقنعته أن يبق لليوم التالي حتى تظهر نتيجة التحليل الجديد (الثالث)، وقد اقتنع في نهاية المطاف، وللأسف الشديد فقد جاءت النتيجة في اليوم التالي إيجابية".

ويضيف رئيس لجنة الرعاية الاجتماعية والصحية: " كان خبر وفاة رياض صادماً للغاية بالنسبة إلي وجميع زملائه، وقد سادت حالة واسعة من الحزن والتعاطف الشديد معه، ومع تقديري لهذه الحالة، أرى أنها ليست كافية، فبعد أيام قليلة سوف تسير الحياة وتلهي الجميع في مشاكلهم، لهذا لا يجب أن نترك العاطفة تجرفنا دون تحركات عملية على الأرض. لقد ترك الزميل أربعة أبناء وزوجة، لهذا أطلقت مبادرة (أبنائنا في القلب) هدفها الرئيسي هو أن نضمن لأبناء الزملاء الذين يفارقون الحياة لأسباب متعددة، حياة كريمة".

وأشار عبد المجيد إلى أن "النقابة قد صرفت مساعدة عاجلة بقيمة 5 آلاف جنيه، إضافة إلى 20 ألف جنيه بعد وفاته، كما تم استثناء الزميل الذي يبلغ من العمر 41 عاما من وجوب بلوغ سن التقاعد، وهو 60 عاماً كي يصرف تعويضه كاملا لأسرته، وسوف يتم صرف تعويضه بالكامل، كما أن هناك دراسة لاقتراح  تعيين زوجته في عمل إداري بالنقابة، أو أن تصرف قيمة رابتها كإعانة شهرية حتى تستطيع التفرغ لأبنائها الأربعة".

وطالب القيادي النقابي الزملاء بأن "لا يتهاونوا في صحتكم، والاتصال باللجنة المختصة في النقابة حتى تستطيع المساعدة لأن لديها قنوات اتصال نقابية مع الجهات المعنية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم