مثاليّات التعايش عبر قصص الحبّ المتشابكة في "أمّ هارون"... هل يُسقطها الواقع؟

يتصدّر مسلسل "أمّ هارون" الترند في دول #الخليج، رغم انقسام الآراء حوله وميل الأغلبية لانتقادات المسلسل الذي يبدو منذ حلقاته الثلاث الأولى أنه "دعوة للتطبيع والتعايش مع اليهود"، ولم يستطع المسلسل الخروج من لغة الخطابة عن التعايش والمحبة التي كان يعيشها المسلمون واليهود والمسيحون في الخليج دون تفرقة، حيث كانوا يتشاركون الأفراح والأحزان؛ فتأتي المَشاهد التي يتحدّث فيها اليهود والمسلمون والمسيحون عن أواصر المحبة بينهم كدرس إنشائي. وظهر واضحاً الهدف من المسلسل منذ أولى حلقاته، وهو التأكيد على وجود اليهود في المنطقة، حيث ظهرت الممثلة الكويتية هيا عبد السلام في بداية الحلقة الأولى وهي تتحدث باللغة العبرية والتي تؤدّي دور "أمّ هارون" في شبابها، فقالت: "قبل أن يختفي أثرنا كله، وتتحول حياتنا إلى ذكرى ونضيع في زحمة الحياة، قبل أن نُطوى في دفاتر السنين، قررت أن أكتب عنا وعمّا يخصنا كله، وأوثق كل شيء عنا: نحن يهود الخليج".

وبرغم نيات المسلسل الطيّبة ومحاولته ترسيخ فكرة التعايش بين الأديان عبر قصة حب بين فتاة مسيحية وشاب مسلم، وقصة حب أخرى بين راحيل ابنة الحاخام اليهودي ومحمد ابن رجل الدين المسلم، لكن هذه الصورة تسقط في واقع "السوشيل ميديا" وبعض رواده، إذ يكفي إلقاء نظرة على كثير من التعليقات التي تُظهر عكس ذلك، في مقابل أخرى تؤيّد وتثني على العمل. ولم تسلم بطلة العمل حياة الفهد من بعض الانتقادات، عن دورها في المسلسل ودعوتها لتعايش الأديان،  وبين تصريحاتها الأخيرة التي ترفض فيها تقبُّل الوافدين من الأشقاء العرب.

وحمل المسلسل مغالطة تاريخية كبيرة أثارت استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي عندما ورد في الحلقة الثانية إعلان قيام دولة إسرائيل في مدينة تل أبيب بعد انتهاء الانتداب البريطاني عن (إسرائيل)، في حين أن الانتداب كان على أرض فلسطين وليس إسرائيل.

وانتقد السياسي السعودي عبد العزيز التويجري هذه المغالطة عبر حسابه في "توتير"، معتبراً أن ذلك تزوير للتاريخ.

يُذكر أن المسلسل الذي تُعتبر قصته جريئة لمسلسل خليجي، تم تشبيهه بالمسلسل المصري "حارة اليهود" الذي قُدِّم منذ أربع سنوات، وقامت ببطولته منّة شلبي، وقدّمت دور فتاة يهودية تعيش قصة حب مع الضابط المصري الذي قدّم شخصيته أياد نصار وقام بإخراجه محمد العدل الذي أسند إليه أيضاً إخراج مسلسل "أم هارون" .