الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لماذا سقطت يبرود ومن المسؤول؟

المصدر: -"النهار"
م.ن
A+ A-

"سقوط يبرود" لم يغيّر المعادلات جذرياً في سوريا، فلا النظام عاد الى وضعه قبل آذار 2011 ولا المعارضة نجحت في اسقاطه، ولا هي سقطت. يبرود الاستراتيجية شاغلة الاعلام لا تختصر حكاية "الثورة السورية"، الا ان هذه الثابتة لا تمنع من السؤال عن سبب سقوط هذه المدينة والجهة التي تتحمل المسؤولية.
عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض هشام مروة رأى أن من "اسباب سقوط يبرود أن المعارضة تواجه نظاماً مسلحاً بأحدث الاسلحة النوعية، ولديه طائرات ومروحيات وصواريخ وبراميل متفجرة، في المقابل المعارضة لا تملك القدرة على مواجهة هذه القدرات سوى بالبندقية وبعض القذائف، والمعارضة تعتمد على قدرتها في إدارة حرب عصابات تمنع النظام من دخول المدينة التي حررتها".
السبب الثاني في رأي مروة يكمن في أن "النظام اتبع سياسة الأرض المحروقة، وتهديم كل ما يراه أمامه، وهي الطريقة نفسها التي استخدمها في القصير، كما استخدمها قديماً في زحلة وطرابلس وبيروت"، لافتاً إلى أن "مثل هذه السياسة لا تواجهها مقاومة شعبية، لهذا كان لا بد من قرار ميداني بتجنيب البلدة الدمار الشامل والانسحاب في اتجاه الهضاب، الامر الذي ساعد في دخول النظام وقوات من فيلق "بدر" و"حزب الله" المجهزة بأحدث الأسلحة الايرانية والروسية إلى المدينة".
ماذا عما قيل في شأن خيانة كتائب بحصولها على الأموال مقابل انسحابها؟ يجيب مروة: "سنسمع الكثير من هذا الكلام"، معتبراً أن "تقدم النظام السوري تكتيكي ولا يستطيع أن يحافظ على مواقعه في شكل كامل والمعركة ليست اتفاقية استسلام وانتهى الأمر عند هذا الحد بل إنها ثورة شعبية تتقدم فيها المعارضة وتتراجع". ومع ذلك لا يستبعد مروة "حصول افتراق بين الكتائب، لكنه سيكون لصالح النظام وليس لصالح الكتائب المسلحة التي أمضت 33 يوماً تقاتل معاً". ويعتقد مروة ان "تأكيد معطى الخيانة او نفيه صعب، وفي الوقت نفسه لا نستطيع كلما اقدمت كتيبة على الانسحاب تكتيكياً أن نتهمها بالخيانة، فمثلاً "جبهة النصرة" أقامت حواجز لمنع المتراجعين، واستغرب هذا الأمر في حال جاء القرار بالانسحاب تكتيكياً، ولا بد من احترام قرار الكتائب الميداني".
أما عن الجهة التي تتحمل المسؤولية عما جرى، فشدد على أن "سبب تقدم النظام السوري وسقوط يبرود يعودان إلى امرين، الأول السكوت الاقليمي والدولي على جرائم الحرب التي يرتكبها النظام، وثانياً عدم توفر السلاح النوعي القادر على مواجهة الطيران الجوي ومنع تقدم النظام وحماية المدنيين، اضافة إلى عدم وجود منطقة حظر جوي".
وبالنسبة إلى مسؤولية الائتلاف في الأمر، والاتهامات التي وجهت إليه بالتقصير، يقول مروة ان "اعضاء الائتلاف وقيادة الاركان غير قادرين على تحريك الكتائب والجبهات في يبرود، إضافة إلى أن نقص الدعم بالسلاح هو ما تسبب في عدم تأمين السلاح المطلوب للكتائب في يبرود"، ويشدد على أن "الائتلاف قام بما يستطيع"، لكن يلفت إلى أن "امكانيات الائتلاف محدودة على مواجهة مثل هذا الأمر، كما ان الجهات الداعمة تسعى إلى الفصل بين الائتلاف والقيادات الثورية، عبر إما نقص التمويل أو تمويل الكتائب وفصل القرار الميداني عن السياسي".


سقوط اعلامي فعسكري


ومن قلب مدينة القلمون، ييرى مدير المركز الإعلامي في القلمون وعضو الهيئة العامة للثورة السورية عامر القلموني أن "سبب سقوط يبرود يعود إلى طابور خامس اسقط المدينة اعلامياً قبل أن تسقط عسكرياً"، مذكراً بأن "يبرود صمدت 33 يوماً في وجه أعتى حملة عسكرية شنها نظام الأسد وحلفاؤه من حزب الله والعراقيين للسيطرة على المدينة".
ويلاحظ ان هناك جهات عدة تتحمل مسؤولية سقوط يبرود "اولها تقصير بعض الكتائب والألوية في الرباط ومن ثم تأخر الدعم من قبل الإئتلاف الوطني السوري والذي قرر بعد 32 يوماً من المواجهات صرف مبلغ مليون دولار أميركي كمساعدات عسكرية عاجلة للمنطقة حيث لم يكف الإئتلاف شهراً كاملاً ليستشعر خطر سقوط مدينة يبرود ولكن الأهم من هذا وذاك أن المعركة لم تنته كما أكد الثوار".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم