الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ما الذي يدفع الشخص إلى القتل المتسلسل؟... فرضيّات نفسيّة عديدة لمجزرة بعقلين

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
ما الذي يدفع الشخص إلى القتل المتسلسل؟... فرضيّات نفسيّة عديدة لمجزرة بعقلين
ما الذي يدفع الشخص إلى القتل المتسلسل؟... فرضيّات نفسيّة عديدة لمجزرة بعقلين
A+ A-

شكّلت مجزرة بعقلين صدمة اجتماعيّة ونفسيّة بعد أن ذهب ضحيتها 10 أشخاص. الصورة انكسرت وتناثرت شظاياها على أرض الجريمة مخلّفةً وراءها دماءً ورصاصاً وسيناريوهات عدة. علامات استفهام كثيرة طُرحت دون أن يتمكن أحد من تفكيك جميع خيوطها وفهم الدوافع الحقيقية التي دفعت بالمجرم إلى ارتكاب هذا القتل المتسلسل. وفي انتظار انتهاء التحقيقات وجمع كل الأدلة التي ستُظهر الأسباب الفعلية والخلفيات الحقيقية لارتكاب هذه المجزرة، يُعتبر الشق النفسي لاعباً رئيسياً لفهم شخصية القاتل وجمع الأجزاء المتناثرة للوصول إلى صورة أوضح. فكيف يقرأ علم النفس هذه المجرزة، وما هي الفرضيات التي يمكن وضعها أمام هكذا جريمة قاسية؟

تستهلّ المعالجة النفسية سمر جرجس حديثها مع "النهار" بالقول "إن الجريمة خلّفت صدمة اجتماعية ونفسية في المجتمع، وما جرى كان صادماً وقوياً وموجعاً نتيجة القتل المتسلسل الذي دفع ثمنه 10 أشخاص، ويبقى الأثر النفسي الأكبر على الأولاد الذين خسروا والدتهم ووالدهم، ويحتاجون إلى متابعة نفسية لمساعدتهم، ومن المهم أن نعرف أنه يصعب الخروج بتحليل نفسي لمرتكب الجريمة لأننا لا نعرفه شخصياً ولا نعرف ما عاشه في طفولته وحياته، وهو يحتاج إلى تقييم نفسي وعقلي للتأكد ما إذا كان يعاني من اضطرابات نفسية أو أنه بكامل قواه العقلية. لذلك، أي تحليل سيكون من ضمن الفرضيات المطروحة إلى حين إجراء تقييم طبي من قبل طبيب نفسي للقاتل".

برأي جرجس، "إن جريمة بعقلين تطرح فرضيات نفسية عديدة، وفي شكل عام نتساءل دائماً لماذا حصل ذلك؟ ومن هم الأشخاص الذين يُقدمون على ارتكاب هذه الجرائم أو السلوكيات العنفية القاتلة؟ تتعدد التفسيرات النفسية للدوافع النفسية لمرتكب الجريمة وأبرزها:

* أشخاص معادون للمجتمع: حيث يتعدى الشخص على حقوق الآخر وعدم احترام الأعراف والقوانين، لا يبدي الشخص أي ندم ولا يشعر بالذنب ويكون بكل قواه العقلية. ونعرف هذه الشخصية المعادية للمجتمع من خلال سلوكياتها الخارجة عن القانون.

* أشخاص يعانون من أمراض عقلية ونفسية كالشخصية الذهانية (psychose) حيث يعاني الشخص انفصاله بالواقع ويعيش الهذيان على أنه حقيقة ومقتنع بها، غير مدرك بأن هذه الأفكار التي تراوده ليست موجودة إلا في خياله. يندرج تحت هذه الخانة عدّة أمراض كالإنفصام في الشخصية حيث يبدو المريض شخصاً غريب المظهر والأفكار لا يعتني بنفسه وبنظافته الشخصية، غالباً ما يعيش في العزلة وليس لديه علاقات اجتماعية. 

كما يندرج ضمن هذه الخانة أيضاً البارانويا  (paranoia) أي جنون الارتياب حيث يشعر المريض بتعرّضه للاضطهاد أو الملاحقة، ويشكّك دائماً بمن حوله، ويبني شكوكه على حجج يراها منطقية وغير قابلة للنقاش.

أما عن القتل المتسلسل، تشير المعالجة النفسية إلى أنه "قد يقترف هذا الجرم للشعور بالقوة، يكون لديه رغبة جامحة بالعنف التي تسيطر عليه وتتحكم بأفعاله والتي تدفعه إلى ارتكاب جرائم أكثر فأكثر. وقد أثبتت الدراسات أن القاتل المتسلسل يعود إلى طفولة غير مستقرة وعائلة متفككة، وتظهر في مراهقته وطفولته سمات واضحة على كسر القوانين، كالسرقة أو تعذيب الآخرين سواء الحيوان أو الإنسان، وقد تعرّض للتنمر في صغره. ولا يشعر الشخص بالندم ولديه عدوانية كبيرة.

في النهاية، تشدد جرجس على أن "كل الفرضيات تبقى فرضيات إلى حين إجراء تقييم طبي على الصعيدين العقلي والنفسي لمعرفة ما إذا كان مرتكب جريمة بعقلين يعاني من اضطرابات نفسية وعقلية أو لا. وحسب ما تم تداوله على وسائل الإعلام، فإن الشخص لم يَظهر عليه أي سلوك غريب وكان جوّ العائلة سائداً، وهذا ما يفسر قناع التعقل أي عندما لا يظهر على الشخص أي سلوك منحرف أو عدواني وفجأة يرتكب جريمة صادمة تثير استغراب المحيطين به والتي تكشف حقيقة سقوط قناعه والاضطرابات التي قد يعاني منها ولم تظهر عليه من قبل".



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم