السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

السباق على رِجل واحدة... رمضان 2020 بوجهين فاستعدّوا

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
السباق على رِجل واحدة... رمضان 2020 بوجهين فاستعدّوا
السباق على رِجل واحدة... رمضان 2020 بوجهين فاستعدّوا
A+ A-

قد تكون مسلسلات رمضان عزاء أوقات الضجر. قاسٍ كورونا، يجرف المزاج نحو الترقُّب والحيرة. على المائدة الرمضانية، هذه السنة، احتمالات وأسئلة. أي مصير وأي قرارات حاسمة؟ لم تطرق المسلسلات المنازل بصفتها وجبة ترفيه مُرحَّب بها من دون مفتاح. تضع اليوم كفوفاً وكمّامة وتتخّذ مسافة الخائف من النتيجة. بعضها تعجّل للحاق بالسباق وبعضها هدأ وتمهَّل. دراما رمضان كالخارج لتوّه من ساحة معركة. تُلقي سلاحها وتنتظر الاحتفاء بالنصر. تنطلق الكتابة عن الأعمال الرمضانية، والنفس قد أثقلتها وحشة الجدران وخراب الأيام. لكنّها دائماً إرادة الحياة في مواجهة الهزيمة. ثمة شيء في الأعماق يحرّض على ملاكمة الهزّات الإنسانية، ثم النهوض بوجه يسخر من الألم. رمضان 2020 مهشّم من الداخل، لكنّه يتراءى بصلابة صخرة. أنهكه الوجع الاقتصادي وتيه الشاشة في دوّاماتها. منذ 17 تشرين الأول، والإنتاج في لبنان بين مَدّ وجزر. الأمواج عاتية والمراكب أحياناً تغرق. يغرس الموسم في الجرح وردة، وينشد ابتهالات الربيع، بعد تساقُط الأوراق على أرض غاضبة. يطلّ رمضان، والإنسان ليس بخير، كحال جيبه وموائده وأيامه المتردّدة. لكن ما الخيارات؟ الوقوع أم محاولة الوقوف؟ الاستسلام أم إكمال الطريق نحو مراحل جديدة؟ اليأس ليس قدراً. إنّه لحظة. انفعال. سقطة. ثغرة. عتب. لكنّه ليس قدراً. نواجه الاختناق، ربما بمسلسل. ربما بقصة. بشخصية. بعلاقات جديدة تولد مع حكاية. ونواجهه بالمُشاهدة العادلة والكتابة المُنصفة، بأمانة الكلمة والضمير والمهنة. نبدأ رمضان، برجاء الخير للإنسانية والطمأنينة للإنسان. تابعونا خلال الشهر. نكتب لنشعر بجدوى أيامنا الخاسرة.

لنا عودة لما غاب، وتفصيل لما حضر. الآن، نطرق الباب. موسم يصل إلى السباق على رِجل واحدة، ومن عمق اللهاث، يقدّم أفضل ما يملك. ننتظر أن يكون المحتوى بحجم الدعاية، والجوهر بحجم الترويج البرّاق. التلفزيون حزين. هذه ليست أفضل أيامه. "يُسكّج" بما تيسّر. يداوي بيده غدر القدر. يجترح البقاء في الوقت الأصعب. زمن كباش الاقتصاد والسياسة والوباء، بقبضة واحدة، لتسديد الضربة القاضية. فتك كورونا بخريطة "أم تي في" الدرامية. وبدل "الهيبة" و"2020" و""من الآخر"، أعمال شركة "الصّباح أخوان" المُرجأة، تُكمِل "بردانة أنا" (كارين رزق الله، وسام حنا، بديع أبو شقرا...)، وترمي ورقة "أولاد آدم" بثقة على طاولة المنافسة. الخطة "ب" في اللحظة الأخيرة، مُرفقة بثلاثة مسلسلات تركية ("امرأة"، "حكايتنا"، "مرارة الحب"). برمو "أولاد آدم" (ماغي بو غصن، دانييلا رحمة، مكسيم خليل، قيس الشيخ نجيب...) يُحمّس على انتظاره. نفضّل الحُكم بعد المُشاهدة.

ليس تذمّراً من الدراما التركية، فلها ناسها، لكن في الجارور اللبناني كثيراً من الأعمال الجاهزة، والأجدى "تنفيع" الـMade In Lebanon. على "أل بي سي آي"، مسلسلان لبناني- سوري مشترك: "الساحر" (عابد فهد وستيفاني صليبا) و"النحّات" (باسل خياط وأمل بشوشة). ننتظر المُشاهدة، أيضاً للحُكم. عملان لم يُنجزا كلياً بسبب إجراءات الحجر، فيُعرضان بما تيسّر. معضلة المُرّ والأمرّ. تستكمل المحطة عرض "بالقلب" الذي توقّف بعد الثورة. سارة أبي كنعان، بديع أبو شقرا، غبريال يمّين، كارمن لبّس وآخرون، بما تخفيه القلوب وتفضحه المواقف. ربما كان الأفضل أن تبدأ المحطة عرض ما عُرِض قبل انطلاق السباق، ثم استكمال ما لم يُعرض مع اليوم الرمضاني الأول. بهذا لا تتيح لمُشاهد تعدّدت الخيارات على سفرته، الانتقال إلى صنف آخر، والارتماء في شِباكه. لا تنسَ دراما الأتراك: مسلسل "عشق ودموع"؛ والبصمة السورية: "سوق الحرير" (بيئة شامية، بطولة بسام كوسا وسلوم حداد...)، والتاريخ: "حرملك 2" (جمال سليمان، سلافة معمار، أحمد فهمي، باسم ياخور...).

"الجديد" في أزمة، تعيد القديم، مع "دوز" تركي إضافي: "حب أبيض وأسود"، "البحر الأسود"، "فضيلة خانم وبناتها"، إلى "درب الياسمين"، "ألو جميل ألو هنا"، "عطر الشام 4" و"ضيعة ضايعة". "خلّي رمضان عنا"، شعار ينزف لوعة.

لمسلسلات مصر والخليج، عودة. وللبرامج، ونماذج رامز جلال. تعرض "المنار" مسلسل "مرايا الزمن" (مازن معضّم، بولين حداد، جوي الهاني...)، و"بي إن دراما" مسلسلَي "لو ما التقينا" (يوسف الخال، سارة أبي كنعان...) و"غربة" (كارلوس عازار، وسام حنا...). "هوس" (عابد فهد وهبة طوجي) على تطبيق "جوّي"، وعذراً إن فات ما لا يجب أن يُنسى. عرض سريع الآن، وكلّه يُفصَّل في وقته.

اقرأ أيضاً: خُيِّر فاختار وتخوَّف من "الجنزرة"... صادق الصبّاح لـ"النهار": رمضان محطّة والصناعة رحلة

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم